قال البيت الأبيض الجمعة إن الرئيس دونالد ترمب يعاني أعراضًا خفيفة، بعدما أكدت الفحوص إصابته بكوفيد-19، لكن معنوياته جيدة.

واشنطن: يعاني الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المصاب وزوجته ميلانيا بكوفيد-19، من "عوارض خفيفة" وفق ما أعلنه البيت الأبيض الذي أكد الجمعة أن "معنوياتهما جيّدة"، وذلك بعدما ضاعف الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا تعقيدات حملته الانتخابية.

ويأتي ذلك بعيد الإعلان عن إصابة الرئيس بفيروس كورونا، وإعراب أبرز القادة والمسؤولين حول العالم عن تمنياتهم له بالشفاء العاجل.

وقال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز إن ترمب يعاني من "أعراض خفيفة" بعدما أكدت الفحوص إصابته بكوفيد-19.

وقال ميدوز لشبكة سي إن إن الاخبارية إن الرئيس والسيدة الأولى "معنوياتهما جيدة".

وكشف أنّه تبيّن عدم إصابة عدد من المقربين، بمن فيهم صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، ولكنّه لفت إلى توقع إصابات جديدة داخل البيت الابيض.

وتأتي إصابة ترمب بكوفيد-19 قبل شهر من الانتخابات الرئاسية فيما يسعى ترمب للفوز بولاية ثانية من أربع سنوات في مواجهة المرشّح الديموقراطي جو بايدن. كما أنه يطرح عددا لا يحصى من الأسئلة حول مستقبل الحملة.

وكتب ترمب على تويتر "ثبتت هذا المساء إصابتي والسيدة الأولى بكوفيد-19 وسنبدأ فترة الحجر الصحي على الفور. سوف نتجاوز هذا معا!".

وأوضح شون كونلي طبيب ترمب "كلاهما بخير في الوقت الراهن ويعتزمان البقاء في المنزل في البيت الأبيض خلال فترة الحجر الصحي" وأضاف أن ترمب سيواصل أداء "واجباته دون انقطاع" من المكتب البيضوي.

وأعلن متحدث باسم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الجمعة أنّ نتيجة اختبار فيروس كورونا الخاصة به جاءت سلبية.

كذلك، أعلن بايدن الجمعة أنّ نتيجة فحص كشف الإصابة بكوفيد-19 جاءت سلبية، وقال "أتمنى أن يفيدنا هذا كتذكير: وضع كمامة، الحفاظ على التباعد الاجتماعي، غسل اليدين".

كذلك أكد بايدن أنه سيتوجّه، وفقا للجدول المحدد، إلى ولاية ميشيغن للتحدث بإسهاب عن خطّته لإنعاش الاقتصاد.

وقد تسببت إدارة ترمب للوباء الذي أودى بحياة أكثر من 207 آلاف شخص في الولايات المتحدة، بتوجيه انتقادات شديدة له من جانب خصومه والعلماء وبعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين.

ويتّهم ترمب بإرسال رسائل متناقضة ومربكة وكذلك بعدم اكتراثه للدمار الذي أحدثه هذا الفيروس، سواء لناحية الخسائر البشرية أو الاقتصادية.

إلغاء تجمع انتخابي في فلوريدا

وبعد وقت قصير من تغريدة الرئيس عن نتيجة اختباره، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة إلى فلوريدا كان من المقرر أن يقوم بها الجمعة لحضور تجمع انتخابي قبل انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

ومساء، أعلن مدير حملة ترمب الانتخابية أنّ نشاطاته ستنظم عبر الشبكات الافتراضية أو تؤجل. وقال بيل ستيبيين في بيان "كل نشاطات الحملة التي أعلِن عنها سابقاً وكان من المتوقع أن يشارك فيها الرئيس، في سبيلها إلى أن تتم افتراضياً أو تأجيلها موقتاً". وكذلك الأمر بالنسبة إلى نشاطات تضم زوجته ميلانيا، وفق ستيبيين.

ويقتصر برنامج عمله الجمعة على مكالمة هاتفية خلال منتصف النهار حول "دعم المسنين في مواجهة كوفيد-19".

وكان ترمب أعلن قبل ساعات قليلة من تبيان إصابته أن مستشارته المقربة هوب هيكس مصابة بفيروس كورونا.

وكانت هيكس في طائرة الرئاسة "اير فورس وان" مع الرئيس الأميركي عندما سافر إلى كليفلاند في أوهايو الثلاثاء للمشاركة في المناظرة مع المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن. كما سافرت معه الأربعاء عندما زار مينيسوتا في تجمع انتخابي.

وقال ترمب "إنها تعمل بجهد. غالبا ما تضع قناعا لكن نتيجة اختبارها جاءت إيجابية"، مشيرا الى انه يقضي "وقتا طويلا مع هوب تماما مثل السيدة الاولى".

وأشار إلى أن مستشارته ربما أصيبت بالفيروس من خلال الاتصال بالجنود أو مسؤولي إنفاذ القانون.

وتابع "وجودكَ بين عناصر من الجيش أو الشرطة صعب جدا إذ يتهافتون عليك لتقبيلك لأننا قمنا بعمل جيد لهم حقا (...) إنها تعلم أن في الأمر مخاطر، لكنها شابة".

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة، أن نتيجة اختبار فيروس كورونا جاءت سلبية وقال للصحافيين الذين رافقوه إلى دوبروفنيك في كرواتيا وهي المحطة الأخيرة في جولة أوروبية صغيرة "شعوري رائع".

دائرة المقربين

وأعلن البيت الأبيض أنه يجري عملية تعقّب لمخالطي الرئيس وزوجته. وقال جاد دير، مساعد المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن "عملية تعقّب المخالطين جارية وستصدر الإشعارات والتوصيات المناسبة".

وكان ترمب التقى عشرات الأشخاص خلال الأسبوع، وتفيد تقارير بأنه شارك في حملة جمع تبرّعات للحملة الانتخابية في نيوجيرزي بعدما تبيّنت إصابة مساعدته هوب هيكس بالفيروس.

ويخضع المتعاونون الذين يعملون في "الجناح الغربي" للاختبار يوميا مثل الصحافيين الذين يذهبون إلى هناك أو يسافرون مع الرئيس.

وانضمت هوب هيكس إلى فريق حملة قطب العقارات في أوائل العام 2016، وهي جزء من دائرة المقربين له.

وبعدما شغلت منصب مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، تركت منصبها للانضمام إلى مجموعة "فوكس" التي تشمل قناة فوكس نيوز الاخبارية قبل أن تعود إلى مقر الرئاسة الاميركية.

ولم تكن هذه العارضة السابقة التي عملت مع إيفانكا ترمب في نيويورك، تظهر كثيرا في وسائل الإعلام لكنها كانت مؤثرة جدا في الكواليس وكان يأخذ برأيها كما أنه لم يبد أي تحفظ تجاهها.

تمنيات بالشفاء

عقب إعلان ترمب إصابته بالفيروس، أعرب العديد من القادة على الفور عن تمنياتهم بـ"الشفاء العاجل" له ولزوجته.

والجمعة، تمنى بايدن وزوجته جيل لترمب وزوجته الشفاء العاجل، وقال "سنواصل الصلاة من أجل صحة وسلامة الرئيس وعائلته".

وغرّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل متحدثا باسم الاتحاد الأوروبي على تويتر "إن كوفيد-19 معركة يجب أن نواصل خوضها كل يوم. لا يهم المكان الذي نعيش فيه".

كما تمنى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أصيب هو أيضا بفيروس كورونا قبل أشهر قليلة، والزعيمة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "الشفاء التام والعاجل" للرئيس الأميركي.

وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة رسالة شخصية إلى ترمب جاء فيها أنه واثق من أن "حيوية" الرئيس الأميركي ستساعده في محاربة فيروس كورونا المستجد.

وأضاف "أنا مقتنع بأن حيويتك وتفاؤلك ومعنوياتك العالية ستساعدك على مواجهة هذا الفيروس الخطير".

كذلك، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الجمعة في تغريدة "أحر تمنياتي للرئيس دونالد ترمب والسيدة الأولى بالشفاء التام والعاجل"، بعدما سحب ترمب بلاده من منظمة الصحة واتهمها بسوء إدارة الوباء الذي تسبب بوفاة أكثر من مليون شخص في العالم.

وشن ترمب في نيسان/أبريل هجوما عنيفا على المنظمة التي تقف في الخطوط الأمامية لمكافحة كوفيد-19 واتهمها بالانحياز إلى الصين لتأخرها في الإبلاغ بخطورة المرض ومعارضتها إغلاق الحدود.