ايلاف من لندن: فيما احيا مئات الالاف من العراقيين الخميس وسط اجراءات صحية وأمنية مشددة اربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء فقد اكد الكاظمي وصالح ضرورة التغيير ونبذ العنف والكراهية، فيما استذكر المناسبة سفراء اجانب .. في وقت اعلنت السلطات الاطاحة في المدينة بما اسمتها ماكينة اعلام داعش.

فقد أحيا مئات الالاف من العراقيين في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) التي وصلوها سيرا على الاقدام ذكرى زيارة أربعينية الإمام الحسين وسط اجراءات أمنية وصحية غير مسبوقة للوقاية من فيروس كورونا .
وجرت مراسيم العام الحالي وسط غياب ملايين القادمين من خارج العراق وخاصة من ايران الذين اعتدوا المشاركة في هذه المناسبة، وذلك بعد ان منعت الحكومة مشاركة الزائرين من الخارج دخول البلاد خشية اتساع العدوى بالجائحة حيث تعتبر ايران الدولة الاكبر في المنطقة تضررا من اصاباتها.
وشهدت كربلاء الثلاثاء الماضي اعتداءات من عناصر الامن والحشد الشعبي على متظاهرين قدموا من محافظات اخرى كانوا يرفعون الاعلام العراقية وصور ضحايا الاحتجاجات ويرددون هتافات ضد ايران واميركا وذلك لدى محاولتهم دخول ضريح الامام الحسين، ما ادى الى اصابة حوالي 100 منهم.

صالح والكاظمي للتغيير والاصلاح ونبذ العنف والكراهية
ومن جهتهما، اكد الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ضرورة الاصلاح والتغيير ونبذ العنف والكراهية التي ثار من اجلها الحسين.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "ايلاف" الخميس إن "زيارة الأربعين بجموعها المؤمنة المليونية وإرثها الراسخ وحرص الجميع على اتمامها بامن وسلام، تؤكد ان المبادىء السامية التي قامت عليها ثورة الحسين متجذرة، وان راية الايمان محتشدة في الضمائر جيلاً بعد جيل، وان السير في طريق الحسين مشقّة وصبر وتفانٍ وهو نبذ للعنف والكراهية".

أما الرئيس العراقي برهم صالح فقال في رسالة الى العراقيين إن "ثورة الإصلاح والتغيير بوجه الظلم والطغيان لا مفر منها، مهما كانت الاثمان غالية".
واشار في الرسالة التي تابعتها "ايلاف" الى أن "هذه الذكرى الخالدة تستدعي استلهام القيم النبيلة منها وان تكون مساراً في تطبيق الإصلاح والتغيير اللازم من أجل دولة قادرة ومقتدرة ذات سيادة خادمة لمواطنيها ومعبّرة عن تطلعاتهم نحو مستقبل مزدهر".
وشدد على أن "العمل والجهد ينبغي أن يكون مُنصبّاً على مكافحة الفساد، الذي حرم العراقيين من التمتع بنعم بلادهم لسنوات طويلة".
وحيا الرئيس صالح "الجموع المليونية المتجهة صوب كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى اربعينية الإمام الحسين ونؤكد في الوقت ذاته على ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لوقاية الزائرين من وباء كورونا".

سفيران غربيان يعزيان
وللمرة الاولى، فقد قدم سفيران غربيان تعازيهما في تغريدتين منفصلتين تابعتهما "ايلاف" الخميس التعازي الى العراقيين والمسلمين بهذه المناسبة.
وقال السفير البريطاني ستيفن هيكي "أتقدم بالتعازي الحارة الى الشعب العراقي و العالم الاسلامي في ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين عليه السلام متمنياً للزوار سلامة الوصول".

ومن جانبه، قال السفير الكندي يوليريك شانون "اتقدم بالتعازي الحارة الى الشعب العراقي و العالم الاسلامي في ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين عليه السلام متمنياً للزوار سلامة الوصول".

يشار الى ان المسلمين الشيعة يحيون هذه الذكرى بعد أربعين يوماً على يوم عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي، حيث تعد هذه واحدة من اهم المناسبات الدينية لديهم.

الاطاحة في كربلاء بماكينة اعلام داعش
وبالترافق مع ذلك، فقد اعلنت السلطات العراقية الخميس الإطاحة باعلامية دخلت الى كربلاء واصفة اياها بماكنة تنظيم داعش .
واشارت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية في بيان حصلت "ايلاف" على نصه الى أنه "بعملية استباقية استخباراتية شتركة من قبل مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة بمديريتي استخبارات التقنيات والمعلوماتية و استخبارات كربلاء المقدسة في وزارة الداخلية، أسفرت عن إلقاء القبض على إرهابية مطلوبة وفق أحكام المادة ٤ ارهاب (اعدام) لانتمائها لعصابات داعش الإرهابي".

وقالت إن "المعتقلة تعمل بصفة إعلامية تدير شبكات إلكترونية تستقطب النساء والفتية من الرجال على منصات التواصل الاجتماعي لغرض انحدارهم ضمن صفوف عصابات داعش الارهابي، وكذلك تقوم بمنتجة العمليات الإرهابية التي تنفذ من قبل الزمر الإرهابية وبثها على الصفحات الإلكترونية التي تدار من قبلها".

واوضحت ان عملية إلقاء القبض "تمت بعد تشكيل فريق فني مختص من قبل مديريتي الاستخبارات اعلاه وبالجرم المشهود وضبط داخل هواتفها المحمولة إصدارات ومقاطع فيديوية خاصة بعمليات داعش الإرهابي التي أعدت ومنتجت من قبلها".

وبينت وكالة الاستخبارات أنه "من خلال التحقيقات الأولية معها اعترفت بإنتمائها لتلك العصابات الإجرامية وتم تجنيدها ضمن صفوف داعش عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي منذ اكثر من ثلاث سنوات، وهي إحدى ماكنات داعش الإرهابي كما برز دورها في قيادة حملات إعلامية مزيفة بشن هجمات على القوات الأمنية واستهداف المواطنين".. منوهة الى انها قد "اودعت التوقيف لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقها".

وفي العشرين من الشهر الماضي اعلنت السلطات العراقية عن الاطاحة بقيادي في تنظيم داعش يلقب بقناص الجنوب خلال عملية استخباراتية مشتركة في احد احياء العاصمة احبطت خططا للتنظيم اعدها لتنفيذ هجمات ارهابية خلال اربعينية الامام الحسين في كربلاء.

وتشير تقديرات الامم المتحدة إلى أن داعش لديه حوالى 10 آلاف مقاتل ينشطون في العراق وسوريا حيث تستخدم الجماعة التبرعات والخطف مقابل فدية وابتزاز الشركات والأفراد والنشاط التجارى .. فيما تؤكد أن داعش لديه احتياطيات مالية تبلغ حوالي 100 مليون دولار.