مينسك: دعت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا الأحد البلاد لبدء إضراب عام اعتبارا من الاثنين في وقت نزل نحو مئة ألف متظاهر إلى شوارع مينسك احتجاجا على الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.

وجرت التظاهرة في اليوم الأخير من مهلة حددتها المعارضة للوكاشنكو للاستقالة بعد شهور من الاحتجاجات وإلا فسيواجه إضرابا عاما.

وقالت تيخانوفسكايا على قناتها في تطبيق "تلغرام" "أظهر النظام اليوم مجددا لمواطني بيلاروسيا أنه لا يتقن إلا العنف".

وأضافت "لذلك، غدا 26 تشرين الأول/أكتوبر، سيبدأ إضراب وطني".

واستخدمت الشرطة القنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين ونفّذت حملة اعتقالات واسعة، وفق ما أفادت قنوات للمعارضة على تلغرام عارضة مشاهد لعدد كبير من الاشخاص يفرون من قمع الشرطة.

وأفادت منظمة "فيسنا" لحقوق الإنسان أن نحو 160 شخصا اعتقلوا خلال المساء.

وأظهرت تسجيلات مصورة التقطها أشخاص كانوا على الطريق وتداولتها وسائل الإعلام المحلية في وقت سابق مواكب حافلات تقل عناصر أمن إلى وسط المدينة إضافة إلى حواجز معدنية.

وأُغلقت عشر محطات مترو في وسط مينسك لمنع المتظاهرين من التجمّع بينما فرضت السلطات قيودا على إنترنت الهواتف المحمولة.

وأمهلت تيخانوفسكايا هذا الشهر لوكاشنكو أسبوعين للاستقالة ووقف العنف وإطلاق سراح السجناء السياسيين، محذّرة إياه من إضراب عام يبدأ الاثنين ما لم يتم ذلك.

وهتف بعض المتظاهرين الأحد "إضراب" بينما جالوا الشوارع. وقدّرت وسائل الإعلام المحلية عدد المشاركين بمئة ألف على الأقل.

وفرّت تيخانوفسكايا البالغة 38 عاما والتي لا تملك خبرة سياسية من بيلاروسيا بعدما أعلنت فوزها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في آب/اغسطس وفاز لوكاشنكو (66 عاما) فيها بولاية سادسة. وعملت المعارضة على حشد دعم القادة الأوروبيين ودعت إلى انتخابات جديدة.

وخلال زيارة إلى كوبنهاغن الجمعة للقاء وزير الخارجية الدنماركي ييبي كوفود، دعت إلى إعادة الاقتراع "في أقرب موعد ممكن" وقالت في بيان منفصل إنه يجب أن يتم تحديد موعد الانتخابات بحلول نهاية العام.

لكنها أقرّت بأن من غير الواضح كم من البيلاروسيين سيستجيبون لدعوة الإضراب العام الاثنين في وقت يشعر كثيرون بالقلق حيال الترهيب الذي تمارسه الحكومة واحتمال طردهم من وظائفهم في الشركات التي تديرها الدولة.

وقالت لفرانس برس "أعرف أن كثيرين يخشون خسارة وظائفهم".

وأضافت "لا ننظم الإضرابات وحدنا. الناس هم من يقررون إن كانوا على استعداد لها أم لا".

ودعت قناة "نيكستا" على تطبيق تلغرام التي تشارك في تنظيم التظاهرات ومقرها بولندا، متابعيها البالغ عددهم مليونين للتجمّع عند الساعة 14,00 (11,00 ت غ) في وسط مينسك.

وقالت "نيكستا" بعد أيام على تصنيفها بأنها "متطرفة" من قبل محكمة في مينسك "حان الوقت لعودة القانون والتنمية والانتخابات العادلة ومجموعة كاملة من الحقوق المدنية في بيلاروسيا".

وأضافت "انقضى آخر يوم للمهلة النهائية التي وضعها الشعب".

وبعد حملة أمنية شنّتها الشرطة بعد الانتخابات بحق المتظاهرين والتي اعتقل خلالها الآلاف وتخللتها اتهامات بالتعذيب في السجون، حذّرت السلطات هذا الشهر من أنها ستسمح باستخدام الذخيرة الحية لتفريق المحتجين.

لكن المتظاهرين المناهضين للوكاشنكو واصلوا التجمع في مدن في أنحاء البلاد رغم التهديد، فاحتشد عشرات الآلاف نهاية كل أسبوع. وخرجت مئات النساء في مسيرة في أنحاء مينسك احتجاجا على لوكاشنكو بينما أفادت تقارير عن عمليات اعتقال.

وأفاد مسؤولون إنه تم التخلي عن خطط تنظيم مسيرات مؤيدة للحكومة الجمعة، عازين الأمر إلى المخاوف على سلامة المشاركين والصعوبات في ضمان توفير وسائل نقل لأنصار الرئيس القادمين من مناطق أخرى.

وفرض الاتحاد الأوروبي ودول غربية سلسلة عقوبات على حلفاء لوكاشنكو على خلفية الشبهات بتزوير الانتخابات وعنف الشرطة. في الأثناء، اعتمد الرئيس البيلاروسي بشكل متزايد على دعم حليفته روسيا في مواجهة الاضطرابات.

وفي ذروة الأزمة السياسية، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم قرض بقيمة 1,5 مليار دولار لحكومة لوكاشنكو لدعم الاقتصاد بينما عرض بأن تقدّم أجهزة بلاده الأمنية الدعم في حال تفاقم عدم الاستقرار في بيلاروسيا.

وتحدّث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هاتفيا مع لوكاشنكو السبت لحضّه على إطلاق سراح خبير استراتيجي أميركي بارز اعتُقل في بيلاروسيا قبيل الانتخابات.

وخرج فيتالي شكلياروف، الخبير لدى جامعة هارفارد والذي قدّم استشارات لمرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، من السجن لكنه وضع رهن الإقامة الجبرية في وقت سابق هذا الأسبوع.

ومنح البرلمان الأوروبي الخميس جائرة "ساخاروف" لحقوق الإنسان للمعارضة المناهضة للوكاشنكو.

بور-جبر/لين/ب ق