يُحتجز رئيس كوسوفو، هاشم ثاتشي، في لاهاي، بعد ساعات من تقديمه الاستقالة من منصبه لمواجهة لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب.

وقالت المحكمة الدولية إنه نُقل مع اثنين آخرين مشتبه بهما إلى مدينة لاهاي الهولندية يوم الخميس.

وكان المدعي الخاص قد اتهم تقي وآخرين، في وقت سابق من العام الجاري، "بالمسؤولية الجنائية" عن ارتكاب 100 جريمة قتل، خلال حرب استقلال كوسوفو، خلال عامي 1998-1999، عن صربيا.

ونفى ثاتشي ارتكاب أي مخالفة.

وكان ثاتشي، وهو قائد سابق بارز في جيش تحرير كوسوفو، قد تحول بعد ذلك إلى السياسة، مع عدد من زملائه في الجيش السابق.

وذكر موقع "كوها ديتور" الإلكتروني أن اثنين من المسؤولين السابقين في جيش تحرير كوسوفو كانا على متن الطائرة، وهما قدري فيسيلي، زعيم الحزب الديمقراطي لكوسوفو، ورجب سليمي، نائب في البرلمان. وقال فيسيلي إنه يسافر طواعيا لمواجهة "اتهامات غير عادلة".

كما ألقت الشرطة العاملة في بعثة الاتحاد الأوروبي في كوسوفو ليلة الخميس القبض على يعقوب كراسنيكي، 69 عاما، المتحدث السابق باسم جيش تحرير كوسوفو، الذي أصبح رئيسا لكوسوفو بعد ذلك، ونُقل إلى لاهاي في وقت سابق، وهو يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

لماذا الان؟

كان ثاتشي قد أعلن أنه سيتنحى عن منصبه لضمان عدم مثوله لمحاكمة أثناء توليه منصب الرئيس، وقال إن استقالته من شأنها "الدفاع عن سلامة الدولة"، ودعا المواطنين إلى التزام الهدوء.

وكانت لائحة الاتهام متوقعة منذ أن وجه المدعي الخاص اتهامات في يونيو/حزيران بأن زعيم كوسوفو "مسؤول جنائيا عن ارتكاب نحو 100 جريمة قتل وتعذيب واختفاء قسري."

وجرى إنشاء المحاكم الخاصة في كوسوفو عام 2015 للتحقيق في الجرائم المزعومة ضد الأقليات العرقية والمعارضين السياسيين من جانب جيش تحرير كوسوفو إبان الحرب التي انفصلت فيها كوسوفو عن صربيا. وتخضع المحكمة لقانون كوسوفو، ولكن يعمل بها قضاة ومدّعون دوليون.

هاشم تقي
EPA
قال تقي إن استقالته من شأنها "الدفاع عن سلامة الدولة"، ودعا المواطنين إلى التزام الهدوء.

وأطلق تقرير لمجلس أوروبا عام 2011 على ثاتشي لقب زعيم فرع إجرامي في جيش تحرير كوسوفو، وأدان ثاتشي في ذلك الوقت المزاعم ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، كما قضى عدة أيام مع المدعين العامين في لاهاي في يوليو/تموز الماضي، وأعلن في ذلك الوقت أنه سيقدم استقالته إذا واجه المحاكمة.

وأحالت صربيا بالفعل عددا من الجنود السابقين والقوات شبه العسكرية والشرطة للمحاكمة لقتلهم عددا من الألبان أثناء الصراع في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

"يبعث الأمل لآلاف الضحايا"

رحبت جماعات حقوق الإنسان بأنباء لائحة الاتهام، وقالت يلينا سيسار، باحثة في شؤون البلقان في منظمة العفو الدولية، إن ذلك "يبعث الأمل لآلاف من ضحايا حرب كوسوفو الذين انتظروا لما يزيد على عقدين بشأن الجرائم المروعة التي ارتكبت بحقهم وحق ذويهم".

وكان ثاتشي قد تولى السلطة في كوسوفو منذ نهاية حرب الاستقلال، التي أسفرت عن مقتل ما يربو على 10 آلاف شخص ولم تخمد إلا بعد شن حلف شمال الأطلسي "ناتو" حملة جوية.

وأعلنت كوسوفو استقلالها عام 2008، واعترفت بها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الرئيسية.

وتنظر الأغلبية الألبانية العرقية في كوسوفو إلى عناصر جيش تحرير كوسوفو، الذي تمرد على بلغراد عندما كانت كوسوفو إحدى مقاطعات صربيا، كأبطال.

ولا تزال المصالحة بين السكان الألبان والأقلية الصربية صعبة المنال.

وسوف تتولى فيوسا عثماني، رئيسى البرلمان، منصب الرئيس لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد.