إيلاف من لندن: اختتمت القوات البحرية الملكية البريطانية والقوات البحرية المصرية أولى تدريباتهم البرمائية المشتركة، في البحر الأبيض المتوسط.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن التدريبات البرمائية الثنائية هدفت إلى تعزيز قابلية التشغيل البيْني للقوات وتبادل المعرفة والخبرات لمواجهة التحديات البحرية المشتركة التي تواجهها القوات البحرية لكلا البلدين في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وكانت انطلقت التدريبات البحرية المشتركة التي أطلق عليها اسم "التدريب البحري والساحِلِيّ لفريق الاستجابة الساحلي التجريبي (LRG-X)"، عندما وصلت سفينة القيادة HMS ALBION التابعة للقوات البحرية الملكية إلى قاعدة الإسكندرية البحرية إلى جانب عناصر من فريق الاستجابة الساحلي التجريبي (LRG-X) خلال انتشار قواتهم لمدة ثلاثة أشهر في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأثناء تواجدها بالإسكندرية، تبادلت عناصر القوات البحرية الملكية سلسلة من جلسات الإحاطة حول العمليات البحرية والحروب البرمائية مع نظرائهم المصريين.

تدابير وقائية
ومع اتخاذ التدابير الوقائية الصارمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مكَّنت تلك الاستعدادات أيضا كلا القوات البحرية من تطوير مرحلة متكاملة ومُرَكَّبة للتدريب البحري المدعوم بمشاركة سفن حربية من القوات البحرية المصرية وعدد من الطائرات المقاتلة المتعددة المهام من القوات الجوية المصرية بالإضافة إلى أسطول من زوارق الإبرار من القوات البحرية لكلا البلدين.
كما استقبلت السفينة ALBION على متنها وزير القوات المسلحة البريطانية وعضو البرلمان جيمس هيبي بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين بالقوات البحرية المصرية.

وعند دخول مرحلة التدريب بالبحر، انضمت السفينتين البريطانيتين HMS ALBION و HMS DRAGON إلى سفينة الإبرار والهجوم البرمائي الحاملة للمروحيات من طراز ميسترال “سجم أنور السادات”، والفرقاطة “سجم شرم الشيخ”، وإحدى لنشات الصواريخ من طراز “سجم على جاد” التابعين للقوات البحرية المصرية. وتضمنت فعاليات التدريب إجراء تدريب دفاع جوي وتدريب الحرب السطحية لضمان قدرة فرق عمل القوات البحرية البريطانية والمصرية على العمل معاً وحماية بعضها البعض في تشكيلات تكتيكية.
كما شملت التدريبات أيضا قيام متخصصين بريطانيين بإجراء عمليات بحرية خاصة مع القوات البحرية الخاصة المصرية باستخدام سلسلة كاملة من المركبات المائية التكتيكية وتطوير التقنيات والتكتيكات. وأجرت القوات المشاركة من كلا البلدين أيضا تدريب مناورة السفينة نحو الهدف (STOM)، والعمليات الهجومية لمكافحة الإرهاب، والتدريب الطبي في ميادين القتال فضلا عن استطلاع مواقع الإنزال على الشواطئ. وتُوِّجت المرحلة البحرية بإجراء مناورات إنزال برمائية مشتركة على السواحل المصرية.

تبادل الخبرات
وتعقيبا على التدريب، قال السفير البريطاني لدى مصر السير جيفري آدمز: لقد شهدت الأيام القليلة الماضية بعضا من أوجه التعاون الهام بالفعل بين القوات المسلحة البريطانية والمصرية والتي ارتكزت على تطوير وتبادل الخبرات في العمليات البرمائية.
وأضاف السير جيفري: وقد رافقت هذه التدريبات مشاركة سفينة القيادة HMS ALBION التابعة للقوات البحرية الملكية فضلاً عن عناصر أخرى من القوات المسلحة البريطانية. وإلى جانب الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير القوات المسلحة البريطاني، فإن هذه التدريبات المشتركة تبرهن على التزامنا بالعمل مع مصر لصالح البلدين. فالقوة والتحديث والشراكة هم ما تقدمه القوات المسلحة البريطانية. إني أتطلع إلى المزيد من التعاون من هذا القبيل في المستقبل.

نجاح متكامل
ومن جانبه، علق ملحق الدفاع البريطاني العقيد بالبحرية الملكية ستيفن ديكين قائلا: لقد حققت التدريبات البحرية والبرمائية الثنائية الأخيرة نجاحا كبيرا لكلا البلدين وقدمت فرصة هامة لتعزيز إمكانية التشغيل المتبادل. إنها تعكس تنامي قوة التعاون والشراكة العسكرية الثنائية بين المملكة المتحدة ومصر، وخاصة في المجال البحري. كما أظهرت هذه التدريبات التزام المملكة المتحدة الراسخ بالعمل مع الشركاء المصريين لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأشار إلى أنه تم تشكيل فريق الاستجابة الساحلي التجريبي (LRG-X) ونشر قواته في مناطق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وشمال إفريقيا للعمل مع الحلفاء والشركاء الإقليميين من أجل اختبار المفاهيم التجريبية لتطوير القوات البحرية وقوات الكوماندوز (القوات الخاصة) المستقبلية.

وقال العقيد ديكين إنه عقب مغادرة مصر، سيعمل فريق العمل تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أثناء مدة دعم عملية Sea Guardian، التي تجري أنشطة الأمن البحري في منطقة البحر الأبيض المتوسط.