مقتدى الصدر متردد في المشاركة في الانتخابات المبكرة التي ستشهدها البلاد منتصف العام المقبل، فدخولها بالنسبة إليه كتجرع السم، ومقاطعتها كمواجهة الويلات.

إيلاف من لندن: أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاحد انه متردد في المشاركة في الانتخابات المبكرة التي ستشهدها البلاد منتصف العام المقبل مبينا ان دخولها كتجرع السم ومقاطعتها كمواجهة الويلات لكنه دعا انصاره الى التهيؤ لخوضها من اجل مواجهة الفساد الاجتماعي والسياسي.

وكتب صالح محمد العراقي الذي يوصف بانه وزير الصدر في منشور على صفحته بشبكة التواصل الاجتاعي "تويتر" واطلعت عليه "ايلاف" ان زعيم التيار الصدري الداعم لتحالف سائرون الفائز في الانتخابات العامة التي جرت عام 2018 قد ابلغه قائلا "إنني أتجرع السم حينما أفكر في دخول الانتخابات المقبلة.. وأتجرع الويلات فيما إذا قررت عدم دخولها علناً".

وتابع الصدر "سيقولون إنني متذبذب القرار في الدخول بالانتخابات فقد صرح بعدم دخولها واليوم قد غير رأيه".. واكد بالقول "أنني إلى الآن لم أقرر الدخول .. بل وإن قررت عدم الدخول اوالخوض فيها لكن على جميع المحبين التهيؤ لها على كل حال" في دعوة لانصاره للاستعداد لها.

خذلوك!

اشار العراقي الى انه بعد ان نشر مقاله الجمعة عن مشاركة الصدر في الانتخابات فقد قابل زعيم التيار الصدري وقسمات الحزن على وجهه فسأله "هَم (ايضا) خذلوك الصدريين؟ فاجاب "تقريبا". واضاف ان الصدر قال له "لا تهتم... فقد عصفت بهم المشاكل وكثُر بينهم المرجفون وازدادت خلافاتهم ففيهم سماعون للكذب.. مضيفا "إن اعتمادنا الحقيقي على الله وعلى المخلصين واعلم يا صالح.. إنني أتجرع السم حينما أفكر في دخول الانتخابات المقبلة.. وأتجرع الويلات فيما إذا قررت عدم دخولها علناً".

اشار العراقي الى انه سأل الصدر عن السبب فأجاب "هذه المرة ليس العدو هو (الفساد) فحسب لكي أتجنبهم ولا ندخل معهم في الانتخابات بل هناك من يريد إزاحة العراق عن منزلته الدينية والعقائدية والاجتماعية فيبيحون الحرام وينشرون الفساد ويطبّعون مع العدو ويتقبلون الفواحش ويقننون الزواج المثلي وينشرون المجون والثمالة تحت غطاء الحرية والديمقراطية"..

واضاف "يقولون إنني متذبذب القرار في الدخول بالانتخابات فقد صرح بعدم دخولها واليوم قد غير رأيه.. مو(اي اليس كذلك؟".
واستطرد الصدر "إنني إلى الآن لم أقرر الدخول.. بل وإن قررت عدم الدخول والخوض فيها لكن على جميع المحبين التهيؤ لها على كل حال واشكالهم هذا يذكرني بما قالوه ضد السيد الوالد (آية الله محمد محد الصدر) حينما أمر بالسير الى كربلاء ثم عدل عنه وقال لا تذهبوا.. والتاريخ يعيد نفسه بصورة جديدة".

الصدر حزين

خاطب الصدر العراقي قائلا "الأهم من كل ذلك أن لا نضيع العراق ونسلمه بأيديهم بأي طريقة (سلمية) كانت.. وان كنّا قادرين على حمل السلاح إلا ان حمل السلاح لم يأن أوانه.. فالعراق بحاجة الى السلم والسلام والاصلاح والصلاح.. فحي على الصلاة وحي على الفلاح وحي على خير العمل وحي على الاصلاح.. وهذا آذان مني لكم أن تجهزوا انفسكم لحماية الوطن ودرء التشويه عن ديننا وعقيدتنا.. فقد نذرت نفسي ومن تبعني الى يوم الدين من أجل إعلاء كلمة الدين والمذهب والوطن".

وبين العراقي انه قال للصدر تعقيبا على كلامه هذه "كلماتك وان كانت بلسماً يشفي بعض جروحنا إلا إنها تخفي الألم والحزن".. فعقب الصدر قائلا "نعم انني حزين على الثلة المؤمنة التي تتلاعب بها أيدي الداخل والخارج مع شديد الاسف... وأملي بالله ان يوحّد صفوفهم وأن يتناسوا خلافاتهم لا لأجل الانتخابات فقط بل من أجل أمور أعلى وأهم.. فلعلي إن وجدتهم موحدين متآخين يزول عني بعض ذلك الحزن والألم .. والله خير ناصر وخير معين".

كان صالح العراقي قد اعلن على صفحته بتويتر الجمعة الماضي ان الصدر سيدخل الانتخابات المقبلة. وقال "على الحكومة الإيفاء بوعودها لإجراء انتخابات مبكرة.. وإلا سيكون مصيرها كسابقتها وعلى الجميع التهيؤ بما يليق للاشتراك بالانتخابات لتخليص العراق من براثن الفساد والتبعية الخارجية وتخليصه من الانحراف الخلقي والديني والعقائدي".

تحذير من التأجيل

ضاف "نعم، على جميع المؤمنين بالوطن توحيد صفوفهم والتحلي بالحكمة والصبر والتروّي وخصوصاً أنه وقبل كل انتخابات هناك هجمة ضد قائدكم (الصدر) وضد أنصاره على اختلاف آليات الهجمة ومبرراتها وهذه الهجمة إما داخلية وإما خارجية".
واوضح العراقي "أقصد بالخارجية: هي التي تأتي من خارج (التيار) أو من خارج العراق فتضع الخطط وتوزع الأموال وتجيّش الجيوش من أجل إبعاد هذ الخط المبارك عن إكمال مشروعه الاصلاحي".

اشار "وأما الهجمة الداخلية.. أعني من داخل (التيار) فهي الأخطر فقبل كل عملية انتخابية تتصاعد الانشقاقات وتتعالى أصوات المرجفين وتنتشر بينكم أيها الأحبة الخلافات والبغضاء والتشتت".

اضاف العراقي "لتعلموا أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها.. فأنتم ( الأعلون ) فلازال طريق الاصلاح طويلاً.. أفلا تناصرون!!؟، فلا تسمعوا لعواء من داخلكم ولا من خارجكم ولتقدموا مصالح العراق العليا على مصالحكم.. فالعراق بحاجة إليكم".

حذر قائلا "بل حتى الدين والمذهب في خطر إن اعتلى من تعرفونهم الكراسي لينهبوا مال الفقير وثروات العراق ويزحزحوا الدين عن قلوبكم والوفاء عن ضمائركم... فالحذر الحذر وإلا ضاع عراقنا الحبيب، نعم، على الجميع أن يكون على أهبة الاستعداد ولتعتبروا هذا أمراً لكم أيّها الأحبة".

وشدد على "ضرورة الاستعداد غير محددة (بالتيار) بل جل الاطراف عليها الاستعداد والعمل بنزاهة وشفافية لذلك ولتكن خصومتنا خصومة أخوية شريفة بلا دمـاء ولا كذب ولا تعدي ولا خـطف أو اغـتيال ولا خـيانة فإن قال قائل: ما فائدة الدخول في انتخابات لا ثمرة منها ؟".

لا يتحلون بحب الوطن

في الختام قال العراقي ان الصدر قد ابلغه انه "وإن كان في فترة سابقة قد عزف عن الانتخابات إلا إنه رأى في العزوف عنها في هذه المرحلة بيعاً للعراق واعطائه على طبق من ذهب لاتباع الخارج من هنا وهناك وممن لا يتحلون بحب الوطن وليس لهم إلا التسلط وإزاحة الدين أو تشويهه .. فما أنتم فاعلون ؟".

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد اعلن في 31 تموز يوليو الماضي عن قرار باجراء انتخابات مبكرة في البلاد منتصف عام 2021 .

وقال الكاظمي في خطاب متلفز الى العراقيين "أعلن عن تاريخ السادس من يونيو حزيران 2021 موعدا لإجراء الانتخابات النيابية المبكرة". وأضاف مشددا "سنعمل بكل جهودنا على إنجاح هذه الانتخابات وحمايتها".

ورحبت بعثة الأمم المتحدة في العراق بإعلان الكاظمي وقالت في بيان إن "الانتخابات المبكرة تلبي مطلباً شعبياً رئيسياً على طريق تحقيق مزيد من الاستقرار والديمقراطية في العراق". وأضافت أن "الامم المتحدة مستعدة لتقديم الدعم والمشورة الفنية كما طلب العراق لضمان انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية تكسب ثقة الجمهور".

وشهدت أحدث الانتخابات التي أُجريت عام 2018 أقل نسبة إقبال بلغت 44.5 في المئة وفقاً لبيانات رسمية لكن مراقبين يؤكدون أن الإقبال الحقيقي كان أقل بكثير بسبب الاستياء الشعبي الواسع من فساد الطبقة السياسية الحاكمة وسوء ادارتها للبلاد.