انقرة: أكد رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله السبت أن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان "قريبتان جدا" من كسر الجمود في محادثات السلام، مشددا في الوقت ذاته على أن الوجود العسكري للقوات الأميركية ما زال ضروريا.

وبدأت المحادثات بين الطرفين في العاصمة القطرية الدوحة في 12 أيلول/سبتمبر، ولكن سرعان ما سادت خلافات بشأن جدول الأعمال والإطار الأساسي للمناقشات والتفسيرات بخصوص المسائل الدينية.

في غضون ذلك، اندلعت أعمال عنف في أفغانستان مع سلسلة من الهجمات الصاروخية السبت في كابول، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

ونفت حركة طالبان المتشددة مسؤوليتها، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجمات.

وقال عبد الله عبد الله في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال زيارة لتركيا "لم نتحرك نحو مناقشة الجوهر الرئيسي للمفاوضات، الأجندة الرئيسية".

لكنه أضاف بلهجة متفائلة "نحن قريبون، قريبون جدا. نأمل أن نجتاز هذه المرحلة ونصل إلى القضايا الجوهرية" بما في ذلك الأمن.

وتأتي تصريحات عبد الله غداة تصريح لقيادي بارز في حركة طالبان مقيم في باكستان لوكالة فرانس برس بأن "تقدما كافيا" تم إحرازه بشأن نقاط الخلاف الرئيسية.

وأجرى عبد الله محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في اسطنبول حيث تسعى أفغانستان للحصول على دعم تركي للمفاوضات.

وشاركت القوات التركية في قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بينما كانت أنقرة أيضا بلد عبور للأفغان الفارين من العنف والباحثين عن ملاذ في أوروبا.

وقال عبد الله أيضا إن القوات الأميركية يجب أن تنسحب من أفغانستان "عندما تتوافر الشروط".

وذكرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الشهر أنها ستسحب ألفي عنصر من قواتها البالغ عددها 4500 جندي من أفغانستان بحلول كانون الثاني/يناير.

وقال عبد الله "بالطبع كنا نفضل أن يكون الوضع مختلفا" محذرا من أن الخطوة سيكون لها "بعض التأثير".

ويدعو الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أيضا إلى إنهاء الحرب.

وقال عبد الله "رسالتي للإدارة المقبلة ستكون: انظروا إلى الظروف، لأن هذه القوات موجودة هناك لسبب ما. إنهم موجودون للمساعدة في مكافحة الإرهاب، كما أنهم يدعمون المؤسسات الأفغانية".

وبدأت محادثات السلام في العاصمة القطرية بعدما وقعت طالبان وواشنطن اتفاقا في شباط/فبراير، وافقت فيه الولايات المتحدة على سحب قواتها بحلول منتصف العام 2021.

وأكدت طالبان في المقابل أنها لن تهاجم القوات الأميركية ووافقت على إجراء محادثات.

ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت محادثات مع مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان.

وقال عبد الله إن الأفغان ما زالوا يريدون وقف إطلاق النار لكنه أشار إلى أن الحكومة كانت مرنة بشأن ما قد يعنيه ذلك على الأرض.

وأوضح"إذا لم يكن وقف إطلاق النار الشامل ممكنا، فإن التحرك نحو وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية أو خفض كبير في العنف حتى يرى الناس ويشعرون بأن ثمة تغييرا" قد يكونان بين الخيارات.

وأضاف "نُصح وفدنا بالتحلي بالمرونة".

لكن عبد الله حذر من أن العنف المتزايد "يضر بثقة الناس بشأن العملية، حيث لن تكون الحكومة في مأمن من هذا التأثير".

وأفادت الحكومة الأفغانية هذا الأسبوع أن طالبان قتلت أكثر من 1200 مدني في 53 هجوما انتحاريا و1250 تفجيرا خلال الأشهر الستة الماضية.