ايلاف من لندن: فيما اعلن التيار الصدري عن تأجيل تنظيم تظاهرات دعا لها في مختلف المحافظات العراقية من اليوم الى الجمعة فقد اتهم زعيم التيار مقتدى الصدر الثلاثاء ناشطي التظاهرات بتحويل ساحة التحرير وسط العاصمة مركز الاحتجاجات الشعبية الى مكان للفاحشة ومعصية الله.

فقد اعلنت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية التابعة للتيار الصدري تأجيل انطلاق تظاهرات في عموم محافظات البلاد كانت مقررة اليوم الى الجمعة وذلك لتصادفها مع ذكرى وفاة السيدة فاطمة ابنة النبي محمد وعقيلة الامام علي وهي تظاهرات تنظم لدعم زعيم التيار مقتدى الصدر وقراره بالمشاركة في الانتخابات المبكرة المقررة في السادس من يونيو حزيران 2021 بعد ان تخلى عن قسمه السابق بمقاطعتها.

واشارت اللجنة الى ان التظاهرات ستنظم بعد صلاة الجمعة "حفظا للدين والمذهب والوطن" بحسب قولها مطالبة "كل المواطنين نساء ورجالا شيبا وشبابا.. وجميع الكوادر والمثقفين والمنظمات والإعلام للمشاركة الفاعلة في وقفة التأييد" للصدر. ودعت المشاركين الى "اتخاذ جميع الإجراءات الصحية وأهمها التباعد وارتداء الكفوف والكمامات".. وان يكون القدوم الى الساحة "بأهازيج عراقية تتغنى بحب الوطن وحب آل الصدر" ورفع العلم العراقي.

وعن دوافع هذا التحشيد للتظاهرات فقد ابلغ مصدر سياسي عراقي مطلع "ايلاف" انها تأتي اثر فقدان التيار الصدري للكثير من شعبيته وانشقاق كوادر مهمة عنه نتيجة مواقفه المعادية لناشطي الحراك الشعبي في الاحتجاجات الواسعة التي انطلقت في العراق في الاول من تشرين الاول اكتوبر 2019 ومحاولته السيطرة على توجهاتها ومطاليبها لمصلحة التيار الامر الذي اسفر عن مواجهته للمحتجين الذين هاجموا الصدر شخصيا في بياناتهم وشعاراتهم.

الصدر يتهم المتظاهرين
وبالترافق مع ذلك فقد اتهم الصدر متظاهري ساحة التحرير مركز الاحتجاجات الشعبية وسط العاصمة بغداد بتحويلها الى مكان للفاحشة ومعصية الله بحسب زعمه .. داعيا انصاره الى اقامة صلاة جمعة موحدة في الساحة .
واهاب صالح محمد العراقي الناطق باسم الصدر والذي يوصف بوزيره في بيان تابعته "ايلاف" على موقعه الالكتروني اليوم
بالمشاركين الى تأكيد مطلبهم بالحرية المنظمة ومقاومة الغزاة ومواجهة الارهاب والامتناع عن العنف ورفض التطبيع والاعتراض على التبعية وقمع الفسـاد وهداية المثليين ونزاهة القضاء ودعم القوات الامنية.

وفيما يلي نص البيان:
"بسمه تعالى
بعد ان كادت ان تكون ساحة التحرير مكانا للفاحشة ومعصية الله.. وجب علينا نحن المؤمنون ان نرفع صوت الله فيها، فيا ايها المؤمنون من النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والعاصمة بغداد صلوا في ساحة التحرير الحبيبة صلاة الجمعة الموحدة ولتذكروا الله كثيرا ولتسبحوه طويلا .
ثم هبوا الى الوقفة الساندة سلما بعدها وبكامل الشروط الصحية ولتقرأوا في ختامها ذلك الميثاق:
رضيت بالله ربا وبمحمدا نبيا وبجبرائيل وحيا وبالقران كتابا وبعلي اماما وبالصلاة للدين عمودا وبالشريعة منهجا وبالامام المهدي قائدا وبالمراجع اسيادا وبالعراق وطنا ولتوحيد شعب ساعيا وبالاصلاح منهجا وبالتحرير منهاجا وبالسيادة هدفا وبالحرية المنظمة مطلبا وللغزاة مقاوما وضد الارهاب مجاهدا وعن العنف ممتنعا وللاعتدال طالبا وللتطبيع رافضا وللتبعية معترضا وللانحـراف ممانعا وللفسـاد قامعا وللمثليين هاديا ولهيبة الدولة راغبا ولنزاهة القضاء ساعيا ولدعم القوات الامنية مريدا.. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمي".

وتأتي هذه التطورات بعد يومين من تلميح الصدر من احتمال تخليه عن قسم اطلقه في وقت سابق بعدم المشاركة في الانتخابات العراقية المبكرة اذا كتب الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" يقول "إن بقيت وبقيت الحياة.. سأتابع الأحداث عن كثب وبدقة فإن وجدت أن الانتخابات ستسفر عن أغلبية صدرية في مجلس النواب وأنهم سيحصلون على رئاسة الوزراء وبالتالي سأتمكن بمعونتهم وكما تعاهدنا سوية من إكمال مشروع الإصلاح من الداخل سأقرر خوضكم للانتخابات".

وأضاف ان "السبب الذي أدى إلى قسمي بعدم الخوض بالانتخابات سيزول وأكون في حل من قسمي وما ذلك إلا لنخلص العراق من (الفساد) و (التبعية) و (الانحراف).. فيا أيها الأحبة إن الدين والمذهب والوطن في خطر.. وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
وشارك التيار الصدري في الانتخابات الاخيرة التي جرت عام 2018 ضمن تحالف سائرون الذي ضم الحزب الشيوعي وفاز بـ 54 مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 329 وشاركة في حكومة عادل عبد المهدي التي انبثقت عنها بعدد من الوزراء.

وكان الصدر قال في 15 من الشهر الحالي انه متردد في المشاركة في الانتخابات المبكرة مبينا ان دخولها كتجرع السم ومقاطعتها كمواجهة الويلات لكنه دعا انصاره الى التهيؤ لخوضها من اجل مواجهة الفساد الاجتماعي والسياسي.
وتابع الصدر "سيقولون إنني متذبذب القرار في الدخول بالانتخابات فقد صرح بعدم دخولها واليوم قد غير رأيه".. واكد بالقول "أنني إلى الآن لم أقرر الدخول .. بل وإن قررت عدم الدخول اوالخوض فيها لكن على جميع المحبين التهيؤ لها على كل حال" في دعوة لانصاره للاستعداد لها.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد اعلن في 31 تموز يوليو الماضي عن قرار باجراء انتخابات مبكرة في البلاد منتصف العام المقبل .

وشهدت الانتخابات التي أُجريت عام 2018 أقل نسبة مشاركة بلغت 44.5 في المئة وفقاً لبيانات رسمية لكن مراقبين يؤكدون أن الإقبال الحقيقي كان أقل بكثير بسبب الاستياء الشعبي الواسع من فساد الطبقة السياسية الحاكمة وسوء ادارتها للبلاد.