إيلاف من بيروت: ربما يكون ما قاله وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف الاثنين فاتحة حقبة جديدة في المنطقة، خصوصًا في سوريا. فبما يشبه عرض التعاون، اقترح لافروف على تل أبيب أن تتواصل على مدار الساعة مع موسكو في حال بلغتها معلومات عن تهديدات لأمنها انطلاقًا من الأراضي السورية، فتتولى روسيا التعامل مع هذه التهديدات، قبل أن تتولى الطائرات الإسرائيلية شن الغارات وضرب الأهداف في الميدان السوري.

قال لافروف في مؤتمره الصحافي: "حين تضطر إسرائيل للرد على تهديدات لأمنها تنطلق من الأراضي السورية، أبلغنا زملاءنا الإسرائيليين مرات عدة: إذا رصدتم أي تهديد، يرجى تزويدنا بما لديكم من معلومات".

أضاف مخاطبًا زملاءه الإسرائيليين: "إذا توافرت لديكم حقائق عن أي تهديد لدولتكم ينطلق من أي مكان في الأراضي السورية ، أبلغونا بها فورًا، فنتعامل نحن مع هذا التهديد لتحييده".

بحسب لافروف، لم تتلق موسكو ردًا إسرائيليًا على اقتراحها، لكنها تواصل طرحه. فهل بدأ أفول العهد الإيراني في سوريا؟

يقول مراقبون إن تبدلًا حصل، لا شك، في مواقف الأطراف التي تعاونت لإنقاذ النظام السوري من ورطته في عام 2013، بعدما شارف على الإنهيار، حين كانت فصائل المعارضة السورية المختلفة تدق أبواب دمشق.

فثمة أخبار تواترت عن لقاح حصل بين ضباط إسرائيليين وسوريين برعاية سورية، في قاعدة عسكرية روسية في سوريا. لم تتأكد هذه الأنباء، ولم تجد من ينفيها، لكن الجميع ينتظر، على أحر من الجمر، تطورًا سوريًا على محور التطبيع مع إسرائيل، خصوصًا بعدما أفاد عدد من المسؤولين الإسرائيليين، في مقابلات نشرتها "إيلاف" قبل غيرها، بأن النظام السوري أرسل الرسائل العديدة إلى القيادة الإسرائيلية، سعيًا إلى تسوية ما، تحفظ لبشار الأسد موقعه في الرئاسة السورية مقابل التطبيع مع إسرائيل.

إن صحّ ذلك، فما موقف إيران وحزب الله، خصوصًا اليوم مع التبرّع الإسرائيلي للقيام مقام إسرائيل في تحييد التهديدات التي تأتيها من الميدان السوري، علمًا أن الجميع يعرف أنها تهديدات إيرانية، وأن الأسلحة الدقيقة التي تقصفها إسرائيل في سوريا متجهة إلى حزب الله في لبنان.

في هذا الإطار، يتساءل مراقبون بغرابة عن توقيت خروج تقرير متلفز، بثته محطة تلفزيونية تعتبر مؤيدة لخط المقاومة في لبنان، يؤكد صلة ضباط سوريين ورجال أعمال محسوبين على النظام السوري بمادة نيترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، ويؤكد أيضًا أن جزءًا من هذه المادة المتفجرة قد هرّب إلى سوريا وتم استخدامه في الحرب ضد فصائل المعارضة السورية، بعدما كان التوجه ضمن هذا الخط توريط فصائل المعارضة السورية في استقدام هذه المواد التي انفجرت بقاها وفجرت نصف بيروت.

فهل اقترب الفراق بين حزب الله وبشار الأسد مع تصريح لافروف؟