إيلاف من لندن: لم يشهد مخلوق حي نشاطا سياسيا عاليا في الكواليس والعلن، في 10 داونينغ ستريت، كما شهده لاري الذي يحتفل بالذكرى الـ10 لتكليفه بمهمة كبير القطط في المبنى العالمي العريق.

وبدأ لاري القط الضالّ المولود في عام 2007 مهامه، "الشاهد على التاريخ لو نطق" في مكتب مجلس الوزراء البريطاني في عام 2011. وبحلول يوليو 2016، عندما أصبحت تيريزا ماي رئيسة الوزراء، اكتسب سمعة بأنه "عنيف" في تعاملاته مع القطط المحلية الأخرى، وخاصة القط الأصغر في وزارة الخارجية "بالمرستون".

عاصر لاري ثلاثة رؤساء حكومات جميعهم من حزب المحافظين، وهم ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون، وكان تم إنقاذه من بيت الكلاب والقطط في منطقة (باترسي) بجنوب نهر التيمز، ليتم اختياره من قبل موظفي داونينغ ستريت كحيوان أليف لأطفال ديفيد كاميرون.

إن حكى

وصفته مصادر داونينغ ستريت في حينه، بأنه "فجر جيد" و "لديه غريزة مطاردة وصيد عالية"، وفي عام 2012 ، كشف النقاب أن شعبية لاري ساهمت في ارتفاع تبني القطط في بيت رعاية الكلاب والقطط في منطقة باترسي (Battersea Dogs and Cats Home) بنسبة 15 في المئة.

يصف موقع مكتب رئيس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت على الإنترنت واجبات لاري بأنها "تحية الضيوف إلى المنزل، وتفقد الدفاعات الأمنية، واختبار الأثاث العتيق لجودة القيلولة".

يقول إنه "يساهم في حل مشكلة الفئران في 10 داونينغ ستريت، هذا الحل لا يزال في "مرحلة التخطيط التكتيكي". ويقول تقرير إنه على عكس أسلافه من القطط منذ عام 1929، يتم تمويل صيانة لاري من قبل موظفي 10 داونينغ ستريت.

وتشير الوثائق، إلى أن لاري كان قام بأول عملية قتل معروفة له لفأر في 22 أبريل 2011، وفي 28 أغسطس 2012، قام لاري بأول عملية قتل علنية له، حيث ألقى فريسته على العشب أمام الرقم 10. وفي أكتوبر 2013، أمسك لاري بأربعة فئران في أسبوعين وأنقذ أحد الموظفين فأرًا من براثنه.

وزير الفئران

يذكر أنه في يوليو 2015، كان وزير الخزانة السابق جورج أوزبورن ووزير مكتب مجلس الوزراء (وزير الصحة الحالي) مات هانكوك شاهدا فأرًا في مكتب وزير الخزانة، والقيا به في كيس شطيرة ساندوتشة من الورق البني. وقالت الصحافة مازحة حينها إن وزير الخزانة صار يتولى منصب وزير الفئران.

وفي عام 2016، أوضح ديفيد كاميرون خلال آخر جلسة شارك فيها كرئيس للوزراء في مجلس العموم وكانت مخصصة لأسئلة رئيس الوزراء، أن لاري موظف حكومي وليس ممتلكات شخصية، لذلك لن يغادر داونينغ ستريت بعد تغيير رئيس الوزراء.

من جانبه، كان حزب العمال المعارض أكد أنه في حالة تشكيل حكومة عمالية ، فإن لاري سيبقى كبيرا ثريا للقطط، كما أن لاري احتفظ بمنصبه في إدارة بوريس جونسون.

يذكر أنه في عام 2011، مُنع لاري من دخول مقر رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت لأن فروه كان يفسد بدلات رئيس الوزراء الجديدة.

أمان داخلي

ووصف نائب رئيس الوزراء السابق، نيك كليغ، باب أمان داخلي في داونينج ستريت، والذي يتطلب الاتصال بالميكروفون للوصول إليه على أنه "ليس للأمن، ولكن لإبعاد القطط من أحد أطراف المبنى إلى آخر".

في فبراير 2013، تم نصب حاجز مضاد للقطط لمنع (لاري) وجارته (فريا) من الدخول إلى وزارة الخارجية، بعد شكاوى من موظفين يعانون من الحساسية، لكن وزير الخارجية السابق ويليام هيغ طلب فيما بعد إزالة الحاجز.

في ديسمبر 2015، اقترح وزير الداخلية السابق، ديفيد بلانكيت، أن يُطلب من لاري زيادة مسؤولياته لتشمل قصر وستمنستر (مقر البرلمان) الذي كانت القوارض تجتاحه في ذلك الوقت.

شكر على تويتر

في الأخير، وجه القط لاري الشكر عبر موقعه على (تويتر) بمناسبة الذكرى العاشرة لتوليه مهامه، الشكر لمنزل رعاية الكلاب والقطط في باترسي، وقال: من دونهم من يعرف أين سأكون. لقد تلقيت مساعدتكم عندما كنت في حاجة إليها الفرصة لأصبح القط الذي أنا عليه اليوم.

قال لاري: أود أيضًا أن أشكر الأبطال المجهولين في داونينغ ستريت، من ضباط شرطة العاصمة - إنهم موجودون تحت الطقس القاسي للحفاظ على سلامتي أنا والمقيمين الآخرين.

أضاف: كلمة سريعة عن بالمرستون القديم الذي شغل منصب قط وزارة الخارجية. صحيح أننا لم نتفق دائما، لكنني أفتقده وأتمنى أن يستمتع بتقاعده في الريف.