تجمعت حشود في مدينة ماندالاي في ميانمار الخميس لحضور جنازة فتاة تبلغ من العمر 19 عاما، قُتلت بالرصاص خلال احتجاجات مناهضة للانقلاب في اليوم السابق.
وكانت كيال سين، المعروفة باسم "إنجل" التي تعني "ملاك"، ترتدي قميصا مكتوبا عليه عبارة "كل شيء سيكون على ما يرام" عندما قتلت.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات التحية والتكريم لها، ووصفها الكثيرون بأنها "بطلة".
ومنذ الانقلاب العسكري في 1 فبراير/ شباط، اجتاحت ميانمار احتجاجات تطالب بالإفراج عن القادة المنتخبين ديمقراطيا الذين اعتقلوا.
وقتل أكثر من 50 شخصا منذ بدء الاحتجاجات، وفقا لمبعوث الأمم المتحدة إلى ميانمار، على الرغم من أن تقارير أخرى ذكرت أن عدد القتلى أكبر من ذلك.
واحتشد الناس في ماندالاي الخميس في طريق موكب جنازة كيال سين.
وذكرت وسائل إعلام أن المشيعين غنوا أغانٍ ثورية ورددوا شعارات مناهضة للانقلاب.
وانتشرت صور كيال سين، وهي ترتدي قميصها المكتوب عليه "كل شيء سيكون على ما يرام"، في الاحتجاجات.
وإدراكا منها لمخاطر المشاركة في الاحتجاجات، كتبت كيال سين فصيلة دمها على فيسبوك، وطلبت التبرع بأعضاء جسدها في حالة وفاتها.
وقال ميات ثو، الذي كان برفقة كيال سين في مظاهرة الأربعاء، إنها فتحت إحدى مواسير المياه حتى يتمكن المتظاهرون من غسل عيونهم من الغاز المسيل للدموع. كما حاولت مساعدته عندما فتحت الشرطة النار.
وأضاف في حديث لوكالة رويترز "قالت لي اجلس! الرصاص سيصيبك". "لقد اهتمت بالآخرين وحمتهم".
كما أكد أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع ثم بعد ذلك الرصاص الحي.
وقال ميات ثو إن كيال سين، التي صوتت بفخر في انتخابات العام الماضي لأول مرة، كانت "فتاة سعيدة".
وأضاف "لقد أحبت عائلتها كما أحبتها عائلتها كثيرا أيضا". "نحن لسنا في حرب. لا يوجد سبب لاستخدام الرصاص الحي على الناس".
وأشاد الناس بـ كيال سين على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب أحد الأصدقاء على فيسبوك: "قلبي يشعر بالألم".
وقال آخر: "ارقدي بسلام يا صديقتي. سنقاتل في هذه الثورة حتى النهاية".
RIP Ma Kyal Sin. One of many shot by the Myanmar military today. I'm so sad & wish that I could do more than paint these pictures. Int'l community don't look away. Keep the pressure on. It is the least we can do for the people of Myanmar. #MilkTeaAlliance #WhatsHappeningInMyanmar pic.twitter.com/FsjfUmYhf1
— Tams Lu (@tamyumkung) March 3, 2021
بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
وشهدت ميانمار احتجاجات حاشدة منذ استيلاء الجيش على السلطة في 1 فبراير / شباط، حيث دعا المتظاهرون إلى إنهاء الحكم العسكري والإفراج عن قادة البلد المنتخبين ديمقراطيا، بمن فيهم أونغ سان سو تشي.
وقد أدانت العشرات من الدول أعمال العنف في ميانمار، على الرغم من تجاهل قادة الانقلاب لتلك الإدانات إلى حد كبير.
ما آخر تطورات الاحتجاجات؟
غير آبهين بأحداث الأربعاء، شق المتظاهرون طريقهم إلى شوارع يانغون وماندالاي - أكبر مدينتين في البلاد - بالإضافة إلى مدن وبلدات أخرى.
وبحسب موقع "ميانمار الآن'' الإخباري، فقد تظاهر عشرات الآلاف في بلدة مينجيان، حيث قُتل أحد المتظاهرين بالرصاص في اليوم السابق.
وبحسب رويترز، فقد فتحت الشرطة النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في يانغون وبلدة مونيوا.
وقال سكان محليون إن خمس طائرات مقاتلة حلقت على ارتفاع منخفض فوق ماندالاي في وقت مبكر الخميس فيما بدا أنه استعراض للقوة العسكرية.
ماذا حدث يوم الأربعاء؟
ورد أن الشرطة والجنود فتحوا النار بالذخيرة الحية في عدة مدن وبلدات دون سابق إنذار.
وقال أحد المتظاهرين لرويترز "لم يرشونا بخراطيم المياه، لم يكن هناك أي تحذير لتفريقنا، لقد أطلقوا علينا الرصاص من بنادقهم مباشرة".
وقالت أخرى لبي بي سي إن متظاهرين قتلوا بالقرب من منزلها.
وأضافت "لم يعطونا أي تحذير ... بدأوا مباشرة بإطلاق النار. استخدموا الرصاص المطاطي وكذلك الرصاص الحي لقتل المدنيين".
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ميانمار، كريستين شرانر بورغنر، إن أحد مقاطع الفيديو أظهر الشرطة وهي تضرب مسعفا متطوعا أعزل.
لماذا يحتج الناس في ميانمار؟
استولى جيش ميانمار على السلطة بعد الإطاحة بالحكومة وإعلان حالة الطوارئ.
بعد أيام قليلة، بدأت حركة العصيان المدني، حيث رفض الكثير من الناس العودة إلى العمل.
سرعان ما بدأت حركة العصيان تكتسب زخما ولم يمض وقت طويل حتى بدأ مئات الآلاف من الناس بالمشاركة في احتجاجات الشوارع.
بدأت حملة قمع عنيفة على الاحتجاجات السلمية في نهاية الأسبوع الماضي.
ولم يعلق الجيش على الوفيات المبلغ عنها.
ميانمار في سطور
نالت ميانمار، المعروفة أيضا باسم بورما، استقلالها عن بريطانيا عام 1948. وطوال معظم تاريخها الحديث كانت تحت الحكم العسكري
بدأت القيود تخف منذ عام 2010 فصاعدا، مما أدى إلى انتخابات حرة عام 2015 وتنصيب حكومة بقيادة زعيمة المعارضة المخضرمة، أونغ سان سو تشي، في العام التالي.
في عام 2017، رد جيش ميانمار على الهجمات التي شنها مسلحو الروهينجا على الشرطة بحملة قمع مميتة، مما دفع بأكثر من نصف مليون من مسلمي الروهينجا عبر الحدود إلى بنغلاديش فيما وصفته الأمم المتحدة لاحقًا بأنه "مثال نموذجي على التطهير العرقي".
التعليقات