إيلاف من لندن: أصبح وزير الصحة الأردني أحدث ثاني عضو بعد وزير العمل يطاح به من حكومة بشر الخصاونة بعد ستة أيام من التعديل الذي شهدته وذلك على خلفية كارثة في مستشفى السلط الحكومي.
وزار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم السبت، مستشفى السلط الحكومي الذي شهد حادث حريق مأساوي راح ضحيته 6 أشخاص توفوا بعد انقطاع الأكسجين لمدة ساعة عن المستشفى.
وجاءت استقالة وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات من منصبه تلبية لأمر ملكي، حسب تصريح لوزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين.
دودين إن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة طلب من وزير الصحة نذير عبيدات تقديم استقالته. وكان عبيدات أعلن عن وضعه استقالته من الحكومة أمام الرئيس الخصاونة وذلك تحملاً لمسؤوليته الأخلاقية إثر الحادثة.

تحقيق
وأشار دودين إلى أن الخصاونة طلب من رئيس المجلس القضائي المباشرة بالتحقيق في حادثة السلط، عن طريق النيابة العامة ونشر نتائج التحقيقات بشكل عاجل ومستقل لضمان سلامة التحقيق ونزاهته.
وشدد الخصاونة على أن يتحمل كل من تقع عليه مسؤولية الحادثة في حال ثبت عليه أي تقصير أو إخلال أدى إلى نقص الأكسيجين، وفقا لدودين.
وعلى صلة، قال النائب العام الأردني القاضي الدكتور حسن العبداللات إن فريقا من المدعين العامين من عمان والسلط، باشروا التحقيق في حادثة انقطاع الأكسجين عن أقسام العناية الحثيثة بمستشفى السلط الجديد.
وأضاف العبداللات، اليوم السبت، أن الفريق جاء تشكيله للوقوف على أسباب الحادثة التي وقعت صباح اليوم.

تحمل المسؤولية
وكان وزير الصحة نذير عبيدات خلال مؤتمر صحفي "إنني أتحمل المسؤولية الأخلاقية عما حدث ورفعت استقالتي لرئيس الوزراء".
وصرح الوزير في وقت سابق يوم السبت بأنه في صباح هذا اليوم حدث انقطاع للأكسجين في مستشفى السلط الحكومي الجديد، وهو ناتج عن نقص في خزانات الأكسجين، الذي لديه خزانين، الأمر الذي أدى إلى وقوع 6 وفيات.
وأضاف في تصريحات للتلفزيون الأردني السبت، أن هناك ربما تأثير لنقص الأكسجين على هذه الوفيات وسيتم التحقق في حال كان هناك السبب نقص الأكسجين.

لا تبرير للموت
وبين عبيدات أنه لا يوجد لديه تبرير للموت، ولا بد من أن يكون هناك تقصير وسيتم محاسبة المقصرين، ووجه رئيس الوزراء بإجراء تحقيق بهذا الخصوص.
وأكد أن المقصرين لا بد أن يحاسبوا وأنه كوزير للصحة يتحمل المسؤولية الأخلاقية ومستعد لتحملها، معلناً تقديم استقالته من الحكومة، مقدما التعازي لذوي المتوفين.
وشدد وزير الصحة قبل استقالته، على أن الأمر يحتاج للصبر من الجميع، مبيناً أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها. ولفت إلى أن الأكسجين وصل للمستشفى بعد ساعة من الانقطاع وتفقد وجوده بكميات كافية، مؤكداً عدم وجود مشكلة الآن في المستشفى.

جلسة طارئة للنواب
وإلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة الأحد، للوقوف على أسباب وتداعيات حادثة مستشفى السلط الحكومي، والتي شكلت فاجعة أدمت قلوب الأردنيين.
وأعرب العودات عن تعازيه الحارة لأهالي المتوفين، لافتاً أنه يُفترض في مثل هذه الأوقات الصعبة أن تتعامل جميع المؤسسات بشكل لا يحتمل التقصير والخطأ، بخاصة عندما يتعلق الأمر بالعناصر العلاجية الأساسية كالأكسجين.
وبين العودات أنه على اتصال دائم مع نواب محافظة البلقاء، لمتابعة الحادثة من جوانبها كافة، لافتاً أنه تم دعوة لجنة الصحة النيابية إلى اجتماع طارئ السبت.

وقال إن مجلس النواب سيتابع جميع التفاصيل المتعلقة بتلك الفاجعة مع الحكومة في الجلسة التي سيعقدها المجلس غداً الأحد، مؤكداً على عدم التهاون في محاسبة كل من يثبت تقصيره في هذه الحادثة وغيرها، وتحميل المسؤولية المباشرة والأخلاقية في كل مراتب المسؤولية عن هذه الحادثة الأليمة.
وناشد العودات الجميع إلى إتاحة المجال للإجراءات العاجلة الهادفة إلى توفير كل عناصر الشفاء لبقية المرضى في جميع مستشفيات المملكة.