القاهرة: حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء من المساس بمياه مصر في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والذي تخشى القاهرة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل. وقال "نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر (..) وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد".

وأشار الرئيس المصري بكل حسم إلى أنه "لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا (..) مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل".

وقال "التفاوض هو خيارنا الذي بدأنا به والعمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة لأن الشعوب لا تنسى ذلك.

أتت تصريحات السيسي خلال مؤتمر صحافي عقد بمركز تابع لهيئة قناة السويس بمحافظة الاسماعيلية غداة تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي أغلقت المجرى المائي لستة أيام.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل الى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في تموز/يوليو القادم.

وأعلن السيسي الثلاثاء أنه "خلال الأسابيع القليلة القادمة سيكون هناك تحرك اضافي في هذا الموضوع ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد".

والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد لأعضاء البرلمان في أديس أبابا إن "لا نية" لإلحاق الضرر بمصر من خلال السد.

وأوضح "ما تريده إثيوبيا هو الاستفادة منه دون الإضرار بهم"، مشيرا إلى ان "ما أريد أن يفهمه إخواننا [في مصر والسودان] هو أننا لا نريد أن نعيش في الظلام.. نحن بحاجة إلى مصباح.. لن يضرهم النور بل يمتد اليهم".

والثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثيوبية في تصريحات صحافية باديس أبابا دينا مفتي إن إثيوبيا لا تزال ملتزمة بالمحادثات الثلاثية التي يشارك فيها الاتحاد الإفريقي وقد نقلت هذه الرسالة خلال اجتماع عقد مؤخرا مع دونالد بوث، مبعوث واشنطن الخاص إلى السودان".

واضاف "إثيوبيا تعتقد أن المشكلات الإفريقية يمكن حلها من قبل الأفارقة أنفسهم.. نحن نحترم الحكمة الإفريقية والمفاوضات الحالية الجارية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ونأمل أن تنجح".