مخيم الجلزون: في مخيم الجلزون في الضفة الغربية المحتلة، يشكر محمد زيد الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن، على استئناف مساعداتها الى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، لكن بالنسبة الى صباح سكر المقيمة في قطاع غزة، تأتي المبادرة "متأخرة".
يقول زيد (49 عاما) لفرانس برس إن عياة الجلزون التي كان يزورها للعلاج، كانت تفتقر للأدوية في كثير من الأحيان، بعد قطع ترامب لتمويل الأونروا في 2018.
وفي تعقيبه على قرار إدارة الرئيس جو بايدن يقول الرجل وهو صاحب مطعم "نشكر أميركا على استئناف الدعم المالي".
ويضيف أن "الأوضاع المعيشية في المخيم صعبة والأونروا بحاجة إلى مساعدة من أجل رعاية ومساعدة اللاجئين".
وقرر بايدن إعادة المساعدات للفلسطينيين بقيمة 235 مليون دولار ، على عكس ما كانت تسير عليه إدارة سلفه ترامب المؤيدة بشدة لإسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستساهم بمبلغ 150 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي كانت قطعتها إدارة ترامب. وكانت الأونروا أنشئت عام 1949 ، أي بعد نحو عام من إنشاء دولة إسرائيل ، وهي تقدم خصوصا المأوى والغذاء والتعليم والصحة لأكثر من ستة ملايين لاجئي وعائلاتهم يتوزعون في أكثر من ستين مخيما داخل الأراضي الفلسطينية وفي دول عربية مجاورة.
عندما قطع ترامب تمويل الأونروا التي تتهمها إسرائيل بالتحريض في مناهجها التعليمية ضد الدولة العبرية، بدت إسرائيل راضية وأصرت على أنه لا ينبغي أن تكون المنظمة الدولية بشكلها الحالي.
لكن بالنسبة لكثير من الفلسطينيين تقدم الأونروا دعما حيويا ، بما في ذلك في مخيم الجلزون في رام الله، الواقع قرب مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية في الضفة الغربية ، وحيث ترفرف أعلام فلسطينية فوق العديد من منازل المخيم الفقير والضيق.
ويتطلب دخول مخيم الجلزون من الجنوب السير على طول مسافة جدار إسمنتي بنته إسرائيل ليفصل المجتمع الفلسطيني عن المستوطنة الإسرائيلية.
وكما هو الحال بالنسبة للعديد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ، تم استبدال آلاف الخيام المصنوعة من القماش المقوى ومنازل الصفيح والقرميد والتي بقيت لسنوات طويلة، بمبان خرسانية منخفضة الارتفاع ، حيث يعيش الكثيرون في بعض أكثر المناطق كثافة في العالم.
"هزيمة لترامب"-
منذ تأسيسها تعمل الأونروا في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل وقطاع غزة الذي تحاصره الدولة العبرية منذ أربعة عشر عاما. وتسيطر حماس منذ 2007 على القطاع.
شادي الاسطل (28 عاما) وهو مدرس في مدرسة خاصة في خان يونس جنوب غزة قال لوكالة فرانس برس إن "قرار الرئيس بايدن يعتبر هزيمة لسلفه ترامب".
قطاع غزة ، وهو شريط ساحلي ضيق ذات كثافة سكانية عالية ويسكنه حوالي مليوني فلسطيني ، يعاني من معدلات فقر تزيد أحيانا عن 50 في المئة ، إذ تفرض إسرائيل حصاراً مشددا برا وبحرا وجوا.
وفاقم تفشي فيروس كورونا من معاناة المواطنين في القطاع، إذ فرضت حماس إغلاقا وإجراءات وقائية صارمة في محاولة للسيطرة على الوباء في هذا القطاع الذي يعاني جهازه الصحي ضعفا شديدا.
وتقول صباح سكر (30 عاما) التي تعمل مصففة الشعر في مدينة غزة ، إن استئناف المساعدات الأميركية "يحسن الوضع الإقتصادي ، ولكن بشكل بسيط".
وأضافت المرأة وهي لاجئة تسكن في مخيم الشاطئ غرب المدينة "انتظرنا هذا القرار منذ فترة طويلة، القرار إيجابي رغم أنه متأخر".
إضافة إلى دعم الأونروا ، تعهدت إدارة بايدن أيضًا بتقديم 75 مليون دولار كمساعدات اقتصادية وتنموية للضفة الغربية وقطاع غزة ،وكذلك 10 ملايين دولار لجهود بناء السلام.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن الوكالة التي تعاني من ضائقة مالية "لا يمكن أن تكون أكثر سرورا" من تجديد الولايات المتحدة دعمها للأنروا.
من جهته قال الناطق بإسم الأونروا في غزة عدنان أبو حسنة لفرانس برس إن قرار بايدن "هام واستراتيجي ينعكس بشكل إيجابي على برامج خدمات الأونروا للاجئين الفلسطينيين" وتابع أن القرار "يعطي اشارات ايجابية وثقة بعمليات الأونروا بعدما قطعت ادارة ترامب 360 مليون دولار".
وقال السفير الإسرائيلي الإسرائيلي جلعاد إردان إنه نقل "خيبة الأمل والرفض" إلى إدارة بايدن بشأن هذا القرار ، بحجة أن الأونروا لا ينبغي أن تتلقى التمويل حتى تقوم بإزالة "المضمون المعادي للسامية في مناهجها التعليمية"في مدارس اللاجئين.
"غير كاف" -
وفي مخيم الجلزون أشاد عمر عنبر بالخطوة الأميركية ووصفها ب"خطوة إلى الأمام" ، لكنه شدد على أن التبرعات مهما بلغت قيمتها "لن تساعد الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته".
وقال لوكالة فرانس برس وهو يقف في ساحة المخيم الرئيسية التي تضم النصب التذكاري للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "حتى لو دعمتنا الولايات المتحدة بملايين أو مليارات الدولارات ، فهذا غير كاف".
ويتابع عنبر وهو مدرس سابق في وزارة التعليم الفلسطينية أن ما يقوم به بايدن "هو مجرد تصحيح" لبعض أخطاء ترامب ، نريد من الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات على الأرض ضد الاحتلال الإسرائيلي".
واضاف"يريد الفلسطينيون أن يعيشوا بحرية ، كغيرهم من الناس ، في دولتهم الفلسطينية، نريد التنقل بحرية من مكان إلى آخر بدون قيود إسرائيلية".
وشكك في قدرة بايدن على تحقيق هذه المطالب الأساسية، وقال "لن يتغير شيء في السنوات الأربع المقبلة".
أما أحمد حلس (46 عاما) وهو لاجىء يسكن قرب الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة فقال "الناس تعبوا ومحبطون، لكن قرار بايدن قد يعطي بعض التفاؤل بتحسين أوضاعنا بعد سنوات ترامب العجاف".
التعليقات