إيلاف من بيروت: يعكس تدفق السعوديات على سوق العمل جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد من خلال خلق فرص عمل جديدة للنساء، ذلك أن بقاء النساء في المنزل لم يعد ممكنًا في أكبر بلد مصدر للنفط الخام في العالم، ويتحضر لما بعد عصر النفط.

ومع ارتفاع تكلفة المعيشة، تعتمد الأسر بشكل متزايد على النساء العاملات، وفقًا لتقرير نشرته "بلومبرغ". فتمكين المرأة صار ضرورة، والفصل بين الجنسين بدأ يتلاشى تدريجياً، ليس فقط بين النخب الحضرية، لكن حتى في المناطق المحافظة.

وارتفعت مشاركة الإناث في القوى العاملة من 19 في المئة في عام 2016 إلى 33 في المئة في العام الماضي، وفقًا لمسح القوى العاملة لهيئة الإحصاء. قالت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في بيان لبلومبرغ في آذار/مارس الماضي: "كان التزام الحكومة القوي بتمكين المرأة السعودية هو المحرك الرئيسي لهذا التحول".

بحسب التقرير، كانت زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة الهدف الوحيد المحدد في إطار رؤية السعودية 2030 التي يجب تحقيقها قبل عقد من الزمن، مع تولي النساء السعوديات وظائف عدة.

بدأ التحول في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتسارع بشكل كبير في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز. وفي السنوات الخمس الماضية، قلصت الحكومة من سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهت الحظر المفروض على قيادة المرأة السيارة، وخففت قواعد أخرى كانت تحكم النساء. تقول سلمى الراشد، كبيرة مسؤولي المناصرة في مؤسسة النهضة، وهي منظمة مستقلة غير ربحية تركز على تمكين المرأة: "هناك اعتراف بأننا لا نستطيع الاستمرار من دون استخدام 50 في المئة من السكان، فهذا ليس مستدامًا اقتصاديًا".

قال الأمير محمد بن سلمان إن الوقت حان لتلعب المرأة دورًا أكبر. وقال لبلومبرغ في عام 2016: "النساء نصف هذا المجتمع، ونريده أن يكون نصفه منتجًا".

أكثر من ثلثي السعوديات العاطلات عن العمل يحملن درجة البكالوريوس أو أعلى، مقارنة بثلث الذكور الباحثين عن عمل فقط. يُنظر إلى إشراك النساء المتعلمات في المملكة في القوى العاملة على أنه ضروري لنجاح رؤية 2030.

تقول رشا التركي ، المديرة التنفيذية للنهضة ، إن منطق تمكين المرأة واضح. تقول إن الحكومة استثمرت على مدى أجيال في تعليم النساء السعوديات. "يجب أن يكون هناك عائد على استثمارك. وإلا فما هو الهدف؟".

إن خلق فرص العمل هو التحدي المحلي الأكثر إلحاحًا حالياً. أكدت الضربة المزدوجة لانخفاض أسعار النفط العام الماضي ووباء كوفيد -19 على أهمية تنويع الاقتصاد. في الربع الرابع من عام 2020، بلغ معدل البطالة للسعوديين 12.6 في المئة وتقريباً ضعف ذلك بالنسبة للنساء.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "بلومبرغ". الأصل منشور على الرابط:
https://www.bloomberg.com/news/articles/2021-05-27/saudi-arabia-2021-women-at-work-climbing-fast-in-conservative-islamic-kingdom