قال المدير العام السابق لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، توني هول، إنه "آسف للضرر" الذي لحق بالعائلة المالكة بسبب الفضيحة المتعلقة بمقابلة الصحفي مارتن بشير مع الأميرة ديانا عام 1995.

وكان اللورد هول، قد حقق في ذلك الوقت، في تزوير بشير لوثائق مصرفية بعد أن أثيرت أسئلة حول ما إذا كان بشير قد استخدمها للحصول على السبق الصحفي.

وقال هول، أمام لجنة من أعضاء البرلمان، الثلاثاء "لقد وثقت بصحفي. أعطيته فرصة ثانية. نحن، فريق بي بي سي، أعطيناه فرصة ثانية، وقد أسيء استغلال تلك الثقة التي كانت في غير محلها".

كان اللورد هول يشغل منصب رئيس قسم الأخبار في ذلك الوقت، وخلص تحقيقه إلى أن بشير كان "صحفيا أميناً ومحترما".

لكن تقريرا صدر مؤخرا عن القاضي السابق، اللورد دايسون، انتقد تصرفات بشير "المخادعة" وتحقيقات اللورد هول "غير الفعالة والمحزنة".

مقابلة بشير مع الأميرة ديانا
BBC
شاهد مقابلة بشير مع الأميرة ديانا عام 1995، أكثر من 22 مليون شخص.

وعقب نشر تقرير دايسون، قال الأمير وليام، نجل الأميرة ديانا، "إن إخفاقات بي بي سي ساهمت بشكل كبير في الخوف والشك والعزلة التي كانت تعاني منها والدته".

وأضاف "لقد خيب الجميع ظنها ليس فقط المراسل المحتال، ولكن إدارة بي بي سي الذين غضوا الطرف بدلا من التحقيق الدقيق والشامل".

وقال هول "انتهى الأمر ببشير إلى "الندم والبكاء عندما تم التحقيق معه حول ذلك في حينه".

وأضاف "لقد بدا لنا أنه نادم وعديم الخبرة ولا يتمتع بالعمق ولهذا السبب في النهاية بدلا من إقالته، ويمكنني أن أرى أسباب ذلك، فقد مُنح فرصة ثانية".

"فشل أخلاقي"

وقال رئيس لجنة الثقافة في البرلمان، جوليان نايت، إن قرار اللورد هول بإدراج مصمم الغرافيكس، الذي زور الوثائق، في القائمة السوداء وعدم عزل بشير "لم يكن مجرد فشل إداري، بل كان إخفاقا وفشلا أخلاقيا".

وأضاف نايت أيضا أنه كان "من غير العادي تماما" إعادة تعيين بي بي سي لشخص "معروف بالكذب" كمراسل للشؤون الدينية عام 2016، في الوقت الذي كان اللورد هول يشغل منصب مدير عام المؤسسة.

لكن اللورد هول قال "لم نكن نعرف قبل 25 عاما حجم ما فعله مارتن بشير للوصول إلى أميرة ويلز، من خلال شقيقها، إيرل سبنسر".

وأضاف "إذا كنا عرفنا ما نعرفه الآن، فبالطبع ما أعدنا توظيفه".

وسوف تستجوب لجنة الثقافة أيضا جون بيرت، الذي كان يشغل منصب المدير العام وقت إجراء المقابلة، بالإضافة إلى تيم ديفي، المدير العام الحالي لهيئة الإذاعة البريطانية، وريتشارد شارب، رئيس مجلس أمناء بي بي سي.

جون بيرت
BBC
كان جون بيرت يشغل منصب عام بي بي سي وقت إجراء بشير مقابلته مع الأميرة ديانا.

وكانت مقابلة بشير مع ديانا، التي ناقشت فيها زواجها غير السعيد من الأمير تشارلز، وعلاقاتهما غير الشرعية وحالتها الصحية، سبقا صحفيا وواحدة من أكبر الأخبار في تاريخ بي بي سي. وشاهد المقابلة 22.8 مليون شخص.

لكن سرعان ما ثارت أسئلة حول سبب تكليف بشير لمصمم غرافيكس بتزوير مستندات مصرفية وما إذا كان قد استخدم تلك الأوراق المزيفة لكسب ثقة ديانا.

وتلاشت المسألة بعد ذلك حتى أواخر العام الماضي عندما عادت الأسئلة حول أساليب بشير - والإجراءات اللاحقة لهيئة الإذاعة البريطانية - تطفو على السطح في الذكرى الخامسة والعشرين للمقابلة.

وأدى ذلك إلى صدور تقرير دايسون الشهر الماضي والذي وصف بشير بأنه "غير موثوق به" و "مخادع" و "غير أمين". واعترفت بي بي سي بعدها بأن التقرير أظهر "إخفاقات واضحة" في عملياتها.

وجاءت جلسة لجنة الثقافة في البرلمان بعد يوم من نشر بي بي سي لتقرير منفصل حول كيفية وسبب إعادة تعيين بشير عام 2016 قبل ترقيته إلى محرر الشؤون الدينية بعد ذلك بعامين.

ووجد هذا التقرير، الذي أجراه كين ماكواري، المدير التنفيذي في بي بي سي، أن أيا من الأفراد الضالعين في توظيف بشير لم يكن على دراية بجميع الأمور الواردة في تقرير دايسون، وأنه لم يكن ليتم توظيفه لو كانوا قد عرفوا تلك التفاصيل.

ورد إيرل سبنسر على تويتر قائلا "لن ينتهى الأمر بهذا فقط. هذا وعد مني".

وقال بشير إنه "كان من الغباء" تزوير الوثائق، معربا عن أسفه لذلك، لكنه أكد أن تلك الوثائق لم يكن لها أي تأثير على قرار ديانا إجراء مقابلة مع بي بي سي.