إيلاف من لندن: كشف النقاب أن موظفا مدنيا كبيرا بوزارة الدفاع البريطانية في مركز تحقيق حول الوثائق العسكرية بما في ذلك واحدة تحمل علامة "العيون البريطانية السرية فقط" التي وجدت خلف محطة للحافلات.
وبدأت شرطة التحقيقات بوزارة الدفاع التحقيق في الاختراق الأسبوع الماضي بعد أن عثر أحد أفراد الجمهور على الملفات خلف محطة للحافلات في منطقة كينت، والتي تضمنت معلومات سرية عن خطط المملكة المتحدة في أفغانستان وتفاصيل حول تحركات سفينة حربية بريطانية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي تدعي روسيا أنها أطلقت عليها طلقات تحذيرية.
وقال مصدر من الحكومة البريطانية إنه يعتقد أن الموظف الحكومي الكبير قد أضاع الوثائق التي كان تم اكتشافها يوم الثلاثاء الماضي. وكان تم تمرير حزمة الوثائق إلى (بي بي سي)، التي أبلغت عن وجودها لأول مرة اليوم الأحد.
هوية الموظف
وقالت قناة (سكاي نيوز) أنها فضلت عدم تسمية الموظف المدني لأسباب أمنية بناءً على طلب وزارة الدفاع لأن التحقيق فيما حدث لا يزال مستمراً.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن الموظف المعني أبلغ عن فقدان الملفات وقت وقوع الحادث. وقال المتحدث إن "وزارة الدفاع أبلغت الأسبوع الماضي بحادث استعاد فيه أحد أفراد الجمهور أوراق دفاع حساسة".
وأضاف: "الإدارة تأخذ أمن المعلومات على محمل الجد وقد تم فتح تحقيق. أبلغ الموظف المعني عن فقدانه في ذلك الوقت. سيكون من غير المناسب تقديم مزيد من التعليقات."
وقال مصدر في الحكومة البريطانية إن هناك عدم تصديق وغضب داخل وزارة الدفاع بشأن ما حدث.
العيون السرية
ويشار إلى أن القلق الأكبر كان حول الوثيقة، التي تحمل عنوان "العيون البريطانية السرية فقط"، والتي وضعت توصيات شديدة الحساسية للوجود العسكري للمملكة المتحدة في أفغانستان بعد مغادرة الولايات المتحدة وقوات الناتو الأخرى للبلاد بحلول سبتمبر المقبل.
وتضمنت الوثيقة طلبا أميركيا للحصول على دعم بريطاني في عدد من المجالات المحددة وتناولوا مسألة ما إذا كانت القوات الخاصة البريطانية ستبقى في افغانستان، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.
وقالت الإذاعة إنها اختارت عدم نشر تفاصيل قد تعرض أمن البريطانيين وغيرهم من الأفراد في أفغانستان للخطر.
ومعظم الوثائق الأخرى المسترجعة، وهي نحو 50 صفحة، تم تصنيفها على أنها "رسمية حساسة"، وشملت مناقشات حول خطة عالية المخاطر لإبحار مدمرة تابعة للبحرية الملكية عبر المياه قبالة شبه جزيرة القرم التي تدعي روسيا أنها تابعة لها بعد ضم الإقليم في عام 2014، ولكن يُنظر إليها دوليًا على أنها تابعة لأوكرانيا.
المدمرة ديفندر
وفي الأسبوع الماضي، لاحقت سفن وطائرات روسية سفينة الحرب بريطانية التي كانت تبحر في البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا منذ 2014.
وكانت السفينة "اتش ام ار سي ديفندر- HMS Defende" متجهة نحو جورجيا من ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا، حين كانت سفينة حراسة الساحل الروسية بصدد إجبارها على تغيير مسارها.
لكن الوثائق، كما أوردت بي بي سي، كشفت عن المداولات التي جرت وراء الكواليس التي كانت تجري على الجانب البريطاني في الفترة التي سبقت عبور المدمرة، وهو الكشف الذي سينظر إليه على أنه محرج في وقت كانت فيه لندن وموسكو يشاركون في مسابقة إحاطة ضد بعضهم البعض.
والإفصاح غير المصرح به عن أي معلومات عن الموقف البريطاني يمكن أن يستخدمه الجانب الروسي كوسيلة لانتقاد الإجراء البريطاني.
وإذ ذاك، فإنه ليس من الواضح حتى الآن ما هو الإجراء الذي يمكن اتخاذه ضد أي شخص يتبين أنه انتهك القواعد عن طريق وضع الملفات في غير مكانها، ولا سيما الملف المحدد بالسرية.
التعليقات