إيلاف من القاهرة: تشارك 4 دول عربية هي: مصر والإمارات وتونس والمغرب، إلى جانب 28 دولة أخرى، في مناورات "نسيم البحر" التي انطلقت الاثنين في البحر الأسود، بصفة مشارك أو مراقب.

تُوصف "نسيم البحر" بأنها الأكبر من نوعها في المنطقة منذ عام 1997، وتستضيفها القوات البحرية الأميركية والأوكرانية.

أكد مستشار كلية القادة والأركان، الخبير العسكري المصري، اللواء محمد الشهاوي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أهمية مشاركة الدول العربية في هذه المناورات البحرية، التي تعتبر حدثًا مهمًا للدول المشاركة في حلف شمال الأطلسي.

وقال الشهاوي إن مصر كما قامت بتنويع مصادر تسليحها، فهيّ الآن تقوم بتنويع التدريبات المشتركة، لافتا إلى وجود دول ذات ثقل عسكري كبير مثل الولايات المتحدة وكذلك روسيا وفرنسا ترغب في تنفيذ التدريبات المشتركة مع مصر للاستفادة من خبرتها القتالية في الحروب التقليدية ومجابهة العمليات الإرهاببية التي تعد حروبا غير نمطية.

وأضاف الخبير العسكري المصري أنه مثلما تشارك مصر في مناورات "نسيم البحر" مع القوات البحرية الأميركية في هذا التدريب المشترك الذي يستمر لمدة 12 يومًا، فإنها بنفس المعيار قامت بتنفيذ التدريبات المشتركة مع القوات الروسية في تدريب "جسر الصداقة"، و"حماة الصداقة" في مياه البحر الأسود.

وأوضح أن هناك أنشطة كبيرة سيتم تنفيذها في مناورات "نسيم البحر" مثل الحرب البرمائية والاعتراض البحري والحرب ضد الغواصات، وعمليات الغطس، وكل ذلك يتم في إطار تبادل الخبرات وثقل المهارات وتعزيز التعاون العسكري مع كل تلك الدول ويصب في صالح مصر.

وفي رأي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد حسن، فإن هذه المناورات روتينية وتجري منذ العام 1997، وتشارك فيها العديد من الدول، إضافة إلى أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو".

لكن نسخة المناورات هذه المرة تبدو مختلفة لعدة أسباب، وفق حسن، وعلى رأسها مشاركة الدول العربية والإسلامية الست: "مصر والإمارات وتونس والمغرب بالإضافة إلى دولتين غير عربيتين، من أصل 32 دولة مشاركة في المناورات.

وقال حسن لـ "سكاي نيوز عربية"، إن فعاليات النسخة الحالية من المناورات تعد الأضخم منذ إنطلاقها، حيث من المقرر مشاركة نحو 5 آلاف جندي ونحو 18 فريق من فرق القوات الخاصة للدول المشاركة وحوالى 30 سفينة و40 طائرة.

وأضاف "إذا يمكننا القول أنها المناورات الأضخم ليس في تاريخ برنامج مناورات نسيم البحر، وانما في المسرح العملياتي للبحر الأسود".

وبحسب الباحث في المركز المصري للدراسات، فإن المناورات تشمل إجراء تدريبات عسكرية على الإنزال البحري على شواطئ العدو، وتنفيذ العمليات البرية، إضافة إلى مهام الضفادع البشرية، كما تشمل تدريبات الدفاع الجوي والقوات الخاصة وحرب الغواصات وعمليات البحث والانقاذ.

وبشأن دلالة مشاركة الدول العربية، أوضح حسن أن هذه المناورات تشارك فيها العديد من دول العالم بجانب حلف شمال الأطلسي، إلا أن المشاركة العربية هذه المرة تبدو لافتة، بالنظر إلى سياقات عمل الإدارة الأميركية الجديدة، ذات النهج الكلاسيكي في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط.

ويقول حسن إن واشنطن تسعى لتعزيز علاقاتها مع محور الاعتدال العربي، ولاسيما بعد رواج المزاج المتطرف خلال العقد الماضي نتيجة للاضطرابات الامنية العنيفة التي ضربت المنطقة وأفرزت عن اتساع دائرة التطرف والعنف الطائفي.

وإذا ذهبنا إلى نقطة أكثر تحديدا، فإن مشاركة مصر في هذه المناورات تتميز هذه المرة بنقتطين، بحسب الباحث المصري، الأولى أنها المرة الثانية التي تشارك فيها مصر في مناورات بالمسرح العملياتي للبحر الأسود، إذ كانت المرة الأولى في أكتوبر 2020، حين توجهت قطع بحرية مصرية لإجراء تدريبات (جسر الصداقة -3) بالذخيرة الحية مع الجانب الروسي هناك.

وبين حسن أن النقطة الثانية تشمل تنامي الشراكة العسكرية بين مصر والولايات المتحدة، حيث انضمت القاهرة للقوة البحرية المشتركة الأميركية في أبريل من العام الجاري، واصبحت العضو رقم 34.