فافاتسينيا: قتل أربعة أشخاص في الحريق الكبير الذي اندلع في الجانب الجنوبي لغابات جبل ترودوس في قبرص كما أعلنت السلطات الأحد فيما تحدث الرئيس عن إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ البلاد الحديث.

واندلع الحريق بعد ظهر السبت شمال مدينة ليماسول السياحية واجتاح مناطق في جنوب سفوح جبال ترودوس في وقت تواجه البلاد موجة حر شديدة.

وأعلن وزير الداخلية القبرصي نيكوس نوريس للصحافيين الأحد أنه تم العثور على أربع جثث.

وقال "توجّه محققون متخصصون في الطب الشرعي إلى الموقع لتحديد هويات (القتلى)"، موضحا أن "جميع المؤشرات تدل على أن الجثث لأربعة مفقودين نبحث عنهم منذ أمس" السبت.

وأضاف أنه يُعتقد أن القتلى الأربعة يحملون الجنسية المصرية.

وذكرت صحيفة "فيليفثيروس" أنه عُثر على الجثث الأربع في منطقة على بعد نحو 400 متر عن مكان مركبتهم المتفحمة.

تشهد قبرص الواقعة في جنوب شرق حوض المتوسط، حرائق غابات تكرارا خلال فترة الجفاف في فصل الصيف الطويل الممتد من حزيران/يونيو الى تشرين الأول/اكتوبر وسط درجات حرارة مرتفعة.

قام الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس صباح الأحد بزيارة مركز إدارة الأزمة في قرية فافاتسينيا الواقعة على بعد كيلومترات شرق الحريق، قبل ان يتفقد المواقع التي التهمتها النيران، بحسب وكالة الأنباء القبرصية.

وكتب الرئيس في تغريدة الأحد "إنها مأساة"، مضيفا أنه "أكبر حريق منذ العام 1974" الذي شهد انقسام الجزيرة بعدما احتلت تركيا ثلثها الشمالي.

وأضاف أن الحريق أدى إلى "سقوط وفيات" وأتى على ممتلكات وغابات، مشيرا إلى أن "الحكومة ستقدّم مساعدات فورية إلى الضحايا وعائلاتهم".

وتابع "لن نتخلى عن أحد في ظل الدمار الناجم عن الحريق".

يتمركز رجال إطفاء على طول الطريق المؤدية الى فافاتسينيا فيما تحلق عدة مروحيات قرب مكان الحريق. وترتفع سحب دخان في السماء.

في مواجهة حجم الحريق، أطلقت السلطات القبرصية نداء للحصول على مساعدة دولية اعتبارا من مساء السبت، وقامت اليونان وايطاليا بتلبيته في إطار آلية المساعدة الطارئة الأوروبية مع إرسال أربع طائرات لاخماد الحرائق.

كان من المرتقب أن تقلع طائرتان أخريان ظهرا من اسرائيل التي تبعد سواحلها حوالى 200 كلم عن الجزيرة مع فريق من 15 عضوا واربعة طيارين.

وقالت الهيئة الوطنية للحرائق والانقاذ الاسرائيلية "ستصل الطائرتان الى لارنكا عند الساعة 14,00 (11,00 ت غ) حيث ستنضمان الى الجهود الدولية لرجال الاطفاء من اليونان واسبانيا وايطاليا وبريطانيا لوقف امتداد الحريق.

مساء السبت تم حشد أكثر من 20 سيارة إطفاء وست مروحيات واربع طائرات وكذلك أفراد من القوات البريطانية المتواجدة في القواعد البريطانية في الجزيرة.

وكتب المفوض الأوروبي لشؤون إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش على تويتر انه تم حشد "فرق الإطفاء الجوية"، مشيرا إلى إرسال ايطاليا واليونان طائرات للمساعدة.

وتم إخلاء عدة قرى احتياطا مع امتداد النيران.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم توقيف رجل يبغ من العمر 67 عاما للاشتباه بأنه أشعل الحريق.

تواجه الجزيرة المتوسطية ارتفاعا مستمرا في درجات الحرارة وجفافا.

في الأيام الماضية تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق.