ايلاف من لندن: فيما أُعلِنَ في بغداد اليوم الثلاثاء عن قبول استقالة وزير الكهرباء، كشفت الوزارة عن اتفاق مع ايران لزيادة اطلاقات الغاز واعادة خطوط نقل الكهرباء التي قطعتها عن مناطق عراقية مع تجدد لعمليات تخريب أبراج الطاقة.

ووافق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على استقالة وزير الكهرباء ماجد مهدي حنتوش التي قدمها السبت إثر انهيار المنظومة الكهربائية في البلاد والاطفاء التام للكهرباء الذي شهدته البلاد الجمعة.
وفي وثيقةٍ رسمية صادرة عن مكتب رئيس الوزراء اطلعت عليها "إيلاف" قال الكاظمي "استناداً إلى الصلاحيات الممنوحة إلينا بموجب الدستور والنظام الداخلي لمجلس الوزراء رقم 2 لسنة 2019 تقرر ما يلي: قبول استقالة السيد ماجد مهدي حنتوش من منصب وزير الكهرباء.
كما أصدرت وزارة الكهرباء عدة قرارات باعفاء مسؤولين فيها من مناصبهم وتعيين آخرين بدلا عنهم.

الاتفاق مع إيران

ومن جانبها اعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن الاتفاق مع ايران لرفع إطلاقات الغاز وإعادة خطوط الكهرباء التي قطعتها عن مناطق مناطق عراقية واشارت الى ان وكيل الوزارة لشؤون الإنتاج المهندس عادل كريم بحث مع القائم بأعمال السفارة الإيرانية في العراق موسى علي زاده آخر تطورات العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة والوقود .
واشارت الوزارة في بيان تابعته "إيلاف" الى ان زاده اكد ان بلاده على استعداد لرفع معدلات ضخ الغاز وإعادة عمل خطوط الكهرباء الإيرانية التي قطعتها عن مناطق عراقية شرقية وإمكانية تشغيل خطوط ( عمارة - كرخة) في الجنوب لتسهم في استقرار معدلات انتاج الطاقة الكهربائية في المحافظات الجنوبية .

ضخ الغاز

ومن جانبه، أوضح المسؤول العراقي ان "الوزارة بحاجة إلى ضخ الغاز الإيراني لتلبية حاجات المحطات التوليدية وهي ماضية بالتزاماتها الحكومية لأجل العمل المشترك في قضايا الطاقة وهو من الستراتيجيات والمصالح الجوهرية للوزارة في الوقت الحاضر.
وأضاف أن "خطوط وإبراج الطاقة تتعرض منذ فترة ليست بالقصيرة الى الهجمات التخريبية المتعمدة والمنظمة لأجل حرمان المواطنين من الطاقة الكهربائية وكان آخرها ما تعرضت له المنظومة الوطنية يوم الجمعة الماضي من توقف تام نتيجة انفصال خطوط نقل الطاقة الكهربائية ولكن الوزارة قبلت التحدي في إعادة الإعمار والتأهيل من خلال القيادة الميدانية لتعديل وزيادة ساعات التجهيز كي تبقى بمستوى الطموح وموضع ثقة المواطنين .
ومن المنتظر ان تزود ايران محافظة البصرة الجنوبية بدءا من اليوم بـ 200 ميكاواط من الكهرباء قابلة للزيادة .

وقطعت إيران خلال الاسابيع الاخيرة الطاقة الكهربائية عن مناطق بشرق العراق كما خفضت من اطلاقات غازها الى محطات توليد الطاقة الكهربائية في جارها الغربي الذي تطالبه بديون تبلغ 4 مليارات دولار عن قيمة الغاز والكهرباء الذي تزوده به.

تخريبٌ جديد

والثلاثاء اعلنت وزارة الكهرباء تعرّض ثلاثة أبراج من الخطوط الناقلة للطاقة الكهربائية في محافظة كركوك الشمالية إلى عمل تخريبي جديد استهدفها بعبوات ناسفة.
واوضحت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية ومقرها كركوك في بيان اطلعت على نصه "ايلاف" إن مسلسل إستهداف خطوط نقل الطاقة الكهربائية الشمالية يستمر وبخطة ممنهجة وعدائية مستهدفا قدرات وإمكانات الشركة وانهاك ملاكاتها والذي يعمد منفذوه لايذاء المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة .
واشارت الى ان خط الشهيد عبد اله القديمة شمال مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين الغربية قد تعرض الى عمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة مما تسبب في سقوط الابراج المرقمة (166-167-168) وتوقف الخط عن العمل تحديدا في منطقة قرية زركاطة ناحية الرشاد ضمن محافظة كركوك.
واضافت ان الملاكات الهندسية والفنية من فرق صيانة في قسم الخطوط وبالتعاون مع القوات الامنية والجهد الهندسي قد سارعت فورا الى مكان العارض وباشرت بالعمل على اعادة تشييد الأبراج المتضررة واعادة تسليك الخط وارجاعه للخدمة بأسرع وقت.

تفاصيل حماية الأبراج

وبالترافق مع هذه التطورات كشفت قيادة العمليات المشتركة تفاصيل خطة حماية أبراج الطاقة بمشاركة الطيران الحربي فيها.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية في تصلايحات تابعته "ايلاف" إن "قيادة العمليات المشتركة فتحت غرفة عمليات مع وزارة الكهرباء أشركت فيها الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي فضلا عن الاجهزة الامنية الاخرى، وهذه الغرفة أعدت اولويات لحماية ابراج الكهرباء".

وأوضح أن "خطة حماية الابراج، تضمنت ادخال الطائرات المسيرة وادخال طيران القوة الجوية وطيران الجيش، فضلا عن البدء بادخال منظومات وجهد فني بهذا المجال ما أسهم في ايقاف بعض الهجمات التي استهدفت خطوط الطاقة خلال اليومين الماضيين".. مشيرا الى أن "تفعيل الجهد الاستخباري والامني كان له دور كبير في نجاح الخطة".

ولفت الخفاجي إلى "بدء العمل في موضوع الشراكة الامنية من خلال اشراك الجيش والشرطة والحشد والاجهزة الامنية الاخرى بالاضافة الى المواطنين وتعاونهم، حيث تم رصد مكافآت مجزية لمن يدلي على الارهابيين".
واضاف أن "استهداف الابراج هو من اختصاص العصابات الارهابية، وهي تحاول خلق خروقات أمنية خاصة في هذا التوقيت ذروة الحرارة".. مشددا على "المضي في ملاحقة ومطاردة كل من تورط بهذه الاعمال".
وكانت خلية الاعلام الامني قد كشفت السبت الماضي ان الهجمات التي تعرّضت لها شبكة الكهرباء الوطنية أسفرت عن مقتل سبعة اشخاص وإصابةِ أحد عشر اخرين وتخريب حوالي 70 برجا ناقلا للطاقة الكهربائية.