ايلاف من لندن: كشفت وزارة الصحة العراقية الاربعاء عما قالت انها الحصيلة النهائية لضحايا حريق مستشفى الناصرية حيث تناقضت ارقامها مع كل الارقام السابقة المعلن عنها حتى من قبل مديرية صحة المحافظة.
وقالت وزارة الصحة انه "بعد اتمام اجراءات الدفاع المدني والطب العدلي في محافظة ذي قار فقد بلغ مجموع شهداء حادثة مستشفى الإمام الحسين عليه السلام 39 شهيدا معلوم الهوية و21 شهيدا مجهول الهوية".
واضافت في بيان صحافي تابعته "ايلاف" انه "يتم حاليا اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحديد هويات الجثث مجهولة الهوية وسيعلن عن ذلك حال إكمال الاجراءات الطبية العدلية اللازمة".
وجاء الاعلان عن هذه الارقام الرسمية لضحايا حريق مركز العزل لمصابي كورونا في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية مفاجئا بعد ان قالت مديرية صحة المحافظة وتداولت وسائل اعلام وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي ارقاما تشير الى ان عدد ضحايا الحريق الذي اندلع الاثنين الماضي يتراوح بين 90 ومائة قتيلا واصابة 50 وفقدان 20 آخرين لم يتم التعرف بعد على هوياتهم لتفحمم جثثهم بفعل النيران.
وقد اكد مسؤولون في جهاز الدفاع المدني العراقي ان الحريق كان نتيجة انفجار منظومة الغاز مما تسبب بانتقال النيران لبقية اروقة المركز لافتا الى مشاركة 28 فرقة اطفاء في عملية اخماد الحريق.

كاميرات المراقبة تكشف مكان بدء الحريق
وفي تطور لاحق قال قائد عمليات سومر المكلفة بأمن محافظة ذي قار ان التحقيقات الاولية في حريق مركز العزل اشارت لتصاعد اعمدة دخان من احدى الغرف داخل المركز قبل ان تلتهم السنة النار المبنى بالكامل.
واوضح الفريق سعد حربية في تصريح لراديو الناصرية المحلي ان قسم الادلة الجنائية في عمليات سومر ومن خلاله مراقبة كاميرات المراقبة أشار الى ان تصاعد اعمدة الدخان من الغرفة الرابعة من الجانب الايسر لمركز العزل قبل ان يتحول الى حريق مفجع . واشار الى ان المختصين يواصلون التحقيق في اسباب الحريق باشراف مدير عام الادلة الجنائية والدفاع المدني.

مهاجمة منزل مدير صحة ذي قار المعزول
واليوم هاجم مجهولون منزل مدير صحة ذي قار المستقيل صدام الطويل والخاضع للتحقيق في مدينة الناصرية.
وقال مصدر أمني إن "مجهولين يستقلون عجلات تهجموا على منزل مدير صحة ذي قار المستقيل صدام الطويل" وقاموا برمي القنابل الحارقة "الملوتوف" داخل حديقة منزله في وسط الناصرية" من دون التوضيح فيما اذا كانت هناك خسائر مادية او بشرية في الهجوم.

اوضاع خطيرة في المستشفيات
ومن جهته أكد مدير الدفاع المدني العراقي اللواء كاظم بوهان إن المديرية أشّرت تسرب الأوكسجين بمستشفى الحسين في الناصرية قبل احتراقه موضحاً ان الاوكسجين الطبي نقاوته أكثر من 95% لذلك يكون حريقه سريعاً، فيما توقع تكرار حوادث كهذه اذا بقي حال المستشفيات في البلاد كما هو عليه.
واضاف البرهان ان فريقه اجرى كشفاً استثنائياً على جميع مستشفيات العراق والمراكز الصحية وكان المستشفى مشمولا بالإجراءات موضحاً انه "في هذا الكشف والذي سبقه كانت الملاحظات ذاتها ابتداءً بالمبنى الكرفاني المشيد من مادة (سندويج بنل) وهذا يساعد على الاشتعال وهو لا يصلح لأي غرض إذ يحتوي على مادة الفوم وهي مادة كيمياوية فلينية سريعة الاشتعال وتساعد على انتشار الحريق بشكل كبير وسريع".
وأضاف المسؤول العراقي في تصريحات لوكالة "ناس" العراقية اطلعت عليها "ايلاف" الاربعاءان "السندويج بنل سريع الانهيار وضعيف المقاومة وسريع الاستجابة للنيران "وهذه الأسباب جعلتنا نتصدى لظاهرة الاستخدام الواسع لهذه المادة ونصدر اعماما لمنع استخدام هذا المادة في البناء وازالة ما تم بناؤه منها".
وأشار الى ان "ديوان الرقابة المالية وجه اعماما ايضا بنفس الكيفية والتوجيه لكن لم تكن ادوات التنفيذ بالمستوى المطلوب ولم يحدث تغييرا حقيقياً ملموساً بل زاد انتشار البناء بهذا النموذج الخطير ووصل إلى المنازل".


مدير الدفاع المدني العراقي اللواء كاظم بوهان

تحذير من حرائق اخرى
واوضح ان بناء المستشفيات لعزل المصابين بفيروس كورونا كان اجراءً اضطراريا وخيارا وحيدا امام وزارة الصحة لتتمكن من احتواء الاعداد الكبيرة من المصابين.
وقال "لا زلنا نحذر من بناء السندويج وبعد ان وافقنا عليه مرغمين عليه اشترطنا أن تكون هناك متطلبات الدفاع المدني والامان في البنايات لكننا نهمس بأذن صمّاء ونتوقع منها أن تسمتع وتستجيب".
وحذر مدير الدفاع المدني من ان "بقاء الحال كما هو مع سوء ادارة الاماكن وعدم وجود صيانة حقيقية لمفردات المكان" امر خطير .. واشار الى ان اخر زيارة لضابط الدفاع المدني للمستشفى المحترق كانت قبل يومين من الحادث ولكن لم يتم الالتزام بالملاحظات المسجلة والمفروض تطبيقها .. ونبه بالقول "بعد كل هذا الواقع نتوقع كارثة اخرى قد تحصل ويتكرر مشهد احتراق مستشفى الحسين في الناصرية".
وأشار الى ان "الاوكسجين الطبي نقاوته عالية جداً والمستشفى بطبيعة عمله مليء بالكحول والمطهرات والسقوف الثانوية من البلاستك فقد تجمعت كل هذه الامور ليكون الحادث بهذه الصورة المروعة".. مؤكدا بالقول "طلبنا انشاء مرشات لمكافحة الحرائق لكن دون جدوى".
وكانت محكمة استئناف محافظة ذي قار قد اصدرت أوامر اعتقال وتحر بحق 13 مسؤولا من ملاكات دائرة صحة المحافظة بينهم مديرها المستقيل صدام الطويل.
واوضحت هيئة النزاهة العراقية العامة في بيان تابعته "ايلاف" أن الأوامر الصادرة جاءت نتيجة حرياتها وتقصيها لحادث الحريق .. منوهة الى انها شكلت فريقاً تحقيقياً في واقعة حريق مركز العزل الصحي في مستشفى الحسين وعلى ضوء المحضر المعد من قبل الفريق والنتائج المتحصلة فيه أصدر قاضي التحقيق أوامر قبضٍ وتحرٍّ شملت كلاً من المدير العام لصحة المحافظة وثلاثةٍ من الأطباء الذين تعاقبوا على إدارة المستشفى وكذلك عدد من المهندسين والموظفين ليكون العدد الكلي الذين شملهم الأمر13متهماً.
وتوعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى امس المتسببين والمقصرين في حريق المستشفى بحساب عسير. وقال خلال ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته "ان الحاجة صارت ملحّة لإطلاق عملية إصلاح إداري شامل وأهم خطوات الإصلاح هو أن نفصل العمل الإداري عن النفوذ السياسي". واكد عدم التسامح مع الفاسدين أو المتلاعبين بأرواح المواطنين أياً كانت صفاتهم أو انتماءاتهم".
وقد جاء هذا الحريق بعد ثلاثة اشهر من آخر مماثل في نيسان ابريل الماضي عندما نشب حريق هائل بمستشفى ابن الخطيب في بغداد والخاص بمعالجة مرضى كورونا وذلك جراء انفجار أسطوانة اوكسجين ما ادى الى مصرع 82 شخصا واصبة 110 آخرين .