إيلاف من واشنطن: كشف البيت الأبيض الأميركي، الاثنين، تفاصيل الاتفاقات التي سيعلن عنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، عقب اجتماعهما الذي سيعقد في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وفقًا لـ "الحرة".
نقل بيان صحفي للرئاسة الأميركية عن "مسؤول كبير في الإدارة الأميركية" قوله في إحاطة صحفية إن بيان الرئيسين سيحمل تفاصيل عن الدور العسكري الأميركي المقبل في العراق.
فترة نهائية
أجاب المسؤول عن سؤال لصحفي عن إذا ما كان الرئيس بايدن سيتمكن من إعلان "فترة نهائية" للمهمة القتالية في العراق وتحديد "يوم معين" لإنهاء تلك العمليات بالقول "نعم، أنا واثق من ذلك، وسيكون هناك بيان عام نوعا ما يختتم المبادرات التي نوقشت بين الجانبين" طوال الأيام الماضية و"يشبه البيانات السابقة لاجتماعات الحوار الاستراتيجي".
لكن المسؤول رفض الإشارة إلى موعد للانسحاب، أو إلى تفاصيل متعلقة بعدد القوات التي سيتم سحبها، مضيفا "سيكون هناك عنصر أمني في البيان أيضا".
وقال المسؤول، ردا على سؤال آخر بهذا الشأن، "ما سيوضحه البيان هو نفس ما أوضحه العراقيون ورئيس وزرائهم الكاظمي، وهو إنه فيما يستمر التطور، وفيما أنهت الولايات المتحدة رسميا مهمتها القتالية وأوضحت أنه لا يوجد قوات عسكرية أميركية في مهمة قتالية في العراق، فإن العراق طلب، ونحن نتفق معه بشكل كبير، على أن هناك حاجة إلى تدريب مستمر، ودعم لوجستي، وتقديم النصح لبناء الإمكانيات، وهذا كله سيستمر".
وقال المسؤول: "هناك دلالات أبعد إذا نظرنا إلى ما حصل في لقاءات الحوار الاستراتيجي الماضية، والتقدم من النقطة التي كنا فيها إلى التي نقف عليها الآن، ومن الآن إلى نهاية العام".
وأضاف "لا أريد الحديث عن أرقام، ولا أعتقد أن أي من الاجتماعات الستراتيجية السابقة وضع فيها تفاصيل مثل هذه"
وأكد المسؤول الأميركي، مع هذا إنه تطور كبير، وشيء نشعر "بالرضى" عنه، فقط بالنظر إلى أننا دربنا نحو 250 ألف من قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة، واجتازوا "اختبار المعركة" وأثبتوا قدرتهم على حماية بلدهم.
وأضاف "ما سيوضحه البيان وما أوضحه العراقيون ورئيس الوزراء الكاظمي نفسه (... ) هو أنه مع استمرار هذا التطور في دور القوات العراقية، ولأن المهمة القتالية في العراق لقواتنا انتهت، طلب العراق، ونحن نتفق كثيرا معه، على إنهم بحاجة إلى تدريب مستمر؛ ودعم في مجال اللوجستيات والاستخبارات وبناء القدرات الاستشارية - وكلها ستستمر.
وقال " أكملنا الحوار الاستراتيجي الرابع، كان هناك اثنان في العام الماضي في عام 2020. وواحد في أبريل وهذه الجولة ستكون الأخيرة وسنتحدث التحول إلى مرحلة جديدة في الحملة التي نكمل فيها المهمة القتالية ضد داعش وننتقل إلى مهمة استشارية وتدريبية بحلول نهاية العام.
وأضاف "هذا يشكل جزءا من الزيارة، ولكنه جزء واحد فقط من جدول أعمال ضخم بين بلدينا.
وأكد أن "الهدف هو الهزيمة الدائمة لداعش" مضيفا " نحن ندرك أن عليك مواصلة الضغط على هذه الشبكات في سعيها لإعادة تشكيلها، ولكن دور القوات الأميركية وقوات التحالف يمكن أن يتراجع كثيرا إلى النصح، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والمساعدة في الخدمات اللوجستية، وهذا هو ما نحن عليه الآن".
وقال المسؤول "من المهم أن هناك زعيمين مثل الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الكاظمي، وهما زعيمان يؤمنان حقا بحل المشاكل والقيادة بالدبلوماسية، وفي العمل معا، ولهذا السبب هذه الزيارة مهمة جدا".
وأضاف "سيكون هناك مجال لأسئلة الصحفيين خلال لقاء الزعيمين في البيت الأبيض.
الدبلوماسية العراقية
المسؤول "أنا متأكد من أن أحد المواضيع في المكتب البيضاوي سيكون توجه هذه الحكومة العراقية تحت لإعادة دمج العراق في جواره"، مضيفا "لقد رأيتم حينما كان الملك عبد الله الثاني هنا هذا الأسبوع، كان أحد المواضيع التي تكلم بها مع الرئيس هو قمة بغداد التي حضرها الملك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة العراقية، وهي قمة تاريخية، أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلى بغداد منذ ما قبل حرب الخليج الأولى عام 1991".
وأضاف "لقد أعاد العراق علاقاته مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بأكملها"، وقد قاد رئيس الوزراء كاظمي هذه المبادرات الدبلوماسية، مضيفا تحت قيادته وبدعوته، وأيضا مع الرئيس العراقي برهم صالح، قام البابا بزيارة العراق زيارة تاريخية "مدهشة" إلى أرض إبراهيم، والنجف، وبغداد والموصل.
وقال إن "رئيس الوزراء الكاظمي ساعد في تسهيل المحادثات المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران في بغداد، لذا فهو قائد استثنائي جدا ذو تفكير ديبلوماسي براغماتي، يركز على حل المشاكل، ويشبه إلى حد كبير، بطبيعة الحال، الرئيس بايدن وتوجهنا هنا.
وقال "ورث الكاظمي وضعا مروعا عندما وصل إلى السلطة في وقت سابق من العام الماضي في أعقاب الاحتجاجات وقتل المتظاهرين على يد الميليشيات العراقية والتوترات الإقليمية المتزايدة بشكل هائل، وقد عمل كثيرا للتعامل مع ذلك وإزالة التصعيد.
وقال "نسمع الآن - ما هو مثير للاهتمام - من كل بلد تقريبا في الشرق الأوسط، أن أحد بنود جدول أعمالها الأولى هو أهمية العراق وأهمية دعم العراق والحكومة العراقية"، مضيفا "هذا تغيير كبير عما كان عليه حتى قبل أربع أو خمس سنوات".
وأضاف "أعتقد أن هذا يعني أن رئيس الوزراء الكاظمي يحاول أن يكون حلالا للمشاكل وليس شخصا يحاول، كما تعلمون، استخدام المشاكل لمصالحه السياسية الخاصة، وهو أمر رأيناه في الماضي".
وكشف المسؤول عن أن "إيران والمملكة العربية السعودية تجريان محادثات في بغداد - وهذا ليس بالأمر الهين" بالإضافة إلى الانفتاح على الخليج وموضوع خط الكهرباء الأردني.
وقال المسؤول إن زيارة الكاظمي ستختتم "أسبوعا طويلا" من المحادثات بين الجانبين شملت محادثات عسكرية بين مسؤولين عراقيين ومسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية، ومحادثات بين وزيري خارجية البلدين، و"الجلسات الجانبية التي تحدث فيها الخبراء عن مختلف جوانب التجارة والتجارة والتعليم والثقافة والطاقة"، كما كشف عن اجتماع مزمع لوزيرة الخزانة الأميركية، ووزير المالية العراقي.
صحة ومناخ
أنتجت تلك الاجتماعات، بحسب المسؤول، تقديم الولايات المتحدة الأميركية 500 ألف جرعة لقاح فايزر إلى العراق من خلال منفذ كوفاكس، وتقديم 155 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لدعم النازحين داخليا في البلاد، كما جاء في تقرير "الحرة".
وكشف المسؤول عن "توقيع مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها على ترتيبات جديدة للعمل مع قطاع الصحة العامة العراقي للمساعدة في تحسين قدرة الصحة العامة"، مضيفا أن هذا "أمر مهم بشكل خاص لأن العراق عانى من حريقين مروعين في المستشفيات خلال الأشهر القليلة الماضية ونحن ونريد مساعدتهم بأفضل ما يمكن من خلال خبرتنا ومشورتنا التقنية للتعامل مع هذه المشكلة".
كما كشف عن تخصيص حوالي 800،000 دولار لتسهيل منهجية تتبع مسببات الأمراض عالية المخاطر.
وقال المسؤول إن واشنطن لديها "جدول أعمال مناخي ضخم" مع العراقيين شمل تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مساعدة تقنية في مجال الطاقة المتجددة للعراق.
وأضاف "كذلك، يشعل العراق الغاز المتأتي من استخراج النفط" وهذا الغاز "يسهم في حوالي 10 بالمئة من الانبعاثات من الغازات المشتعلة عالميا".
وكشف المسؤول عن مشروع "تاريخي" سيبدأ الخريف المقبل "كان قيد المناقشة لسنوات عديدة" ويشمل استخلاص الغاز من الحقول النفطية في العراق، مشيرا إلى أن " هذا مهم جدا ليس فقط لاحتياجات العراق من الطاقة، ولكن أيضا على الجانب المناخي، والتي من الواضح أنها محورية لأجندتنا هنا في إدارة بايدن".
طاقة وانتخابات
وأشار المسؤول إلى أن الجانبين "بصدد وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات مشروع ربط شبكة الكهرباء الأردنية بشبكة الكهرباء العراقية"، الذي تساعد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في تمويله من الجانب الأردني، وتساعد شركة جنرال إلكتريك في تمويله على الجانب العراقي.
وقال المسؤول إن هذا المشروع سيساعد على جلب الطاقة إلى حوالي مليون عراقي في جنوب العراق وكذلك الإيرادات إلى الأردن.
وقال المسؤول أيضا إن "الولايات المتحدة قادت جهدا في مجلس الأمن الدولي وحصلت على قرار بالإجماع" للمساعدة في مراقبة الانتخابات العراقية، المراقبة التي دعا إليها "عدد من كبار القادة العراقيين وكذلك (...) السيستاني".
وأعلن المسؤول عن مساهمة الولايات المتحدة الأميركية بمبلغ 5.2 مليون دولار لبعثة مراقبة الانتخابات تلك، بالإضافة إلى مساهمتها بنحو 9.7 مليون دولار للمساعدة الانتخابية التقنية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق من خلال بعثة الأمم المتحدة في البلاد.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة منحت حوالي 1.2 مليون دولار من وزارة الخارجية لاستعادة الجامعات العراقية في محافظة نينوى، كما تعتزم مؤسسة تمويل التنمية استثمار حوالي مليار دولار فى العراق لتعزيز نشاط القطاع الخاص وخلق فرص عمل وتوفير الفرص للعراقيين.
التعليقات