استقال حاكم نيويورك، أندرو كومو، بعدما خلص تحقيق إلى أنه تحرش جنسياً بعدة نساء.
وقال كومو (63 عاماً) "أفضل طريقة يمكنني المساعدة بها الآن هي أن أتنحى وأترك الحكومة تعود إلى مزاولة مهامها".
وتدخل استقالته حيز التنفيذ في غضون 14 يوماً، على أن تنتقل السلطة إلى نائبة الحاكم كاثي هوشول، لتصير أول امرأة تقود ولاية نيويورك.
وواجه كومو ضغوطاً للاستقالة منذ صدور تقرير الأسبوع الماضي، من قبل سياسيين ديمقراطيين، بمن فيهم الرئيس الأمريكية جو بايدن.
وتأتي استقالته بعد سنة من صعود شعبيته خلال فترة الوباء، بعدما تابع ملايين الأمريكيين يومياً تقاريره على شاشة التلفزيون.
ويواجه كومو الآن تحقيقات جنائية في عدة مقاطعات، في حين تعدّ استقالته الثانية لمسؤول من منصب حاكم نيويورك خلال 13 عاماً.
مساعدة أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك تقول إن ما فعله بها كان جريمة
#أنا_ أيضا.. حكاية هاشتاغ 2017 الذي فجر ثورة ضد التحرش الجنسي
لماذا استقال كومو؟
أظهر تحقيق مستقل صدر عن المدعية العامة في نيويورك أن كومو تحرّش بـ11 سيدة، من بينهنّ موظفات لدى الولاية.
وقالت النساء إن الاعتداء تراوح بين التعليقات الجنسية، واللمس غير الملائم، والتقبيل بالإكراه.
أدّى التحقيق إلى انقلاب العديد من الديمقراطيين البارزين ضد كومو، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس مجلس الشيوخ تشاك شومر.
كما بدأ زملاؤه الديمقراطيون في نيويورك، الذين يسيطرون على مجلس النواب في الولاية، مساعيهم لعزله.
ونفى كومو في مؤتمر صحافي الثلاثاء التهم الموجهة إليه، لكنه أضاف أنه يعتذر "بعمق" من النساء اللواتي شعرن بالإهانة.
وأضاف: "في عقلي لم اجتز الحدود، لكني لم استوعب إلى أي مدى باتت الحدود ضيّقة".
وقال إن غريزته تملي عليه القتال في مواجهة الفضيحة، لأنه يعتقد أنّه "ذو دوافع سياسية".
لكنه أضاف إنّ "المسار الحالي" للفضيحة سيولد شهورا من الجدل و"يكلف دافعي الضرائب ملايين الدولارات".
وأضاف "إهدار الطاقة على ما يشتت الاهتمام عن القضايا الرئيسية هو آخر شيء يجب أن تفعله حكومة الولاية، ولا يمكنني أن أكون سببا ذلك".
وأضاف كومو أن مزاعم التحرش أضرت بعلاقته مع بناته.
وقال "جلست بجانبهن على الأريكة لأسمع الاتهامات القبيحة منذ أسابيع. رأيت النظرة في أعينهن والتعبير على وجوههن. لقد شعرت بالألم".
قال إنه أخبرهن أنه "لم يفعل ذلك ولن يتعمد التقليل من احترام امرأة".
وبعد إعلان كومو، قال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسي، وهو من منتقدي حاكم الولاية، "لقد حان الوقت" للاستقالة.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين إن بايدن لم يتحدث إلى صديقه القديم منذ نشر التقرير.
وأثنت على "النساء الشجاعات اللواتي تقدمن" لاتهام كومو، وأشارت إلى أن بايدن دعا إلى استقالته الأسبوع الماضي.
من سيحل محل كومو؟
ستصبح نائبة حاكم الولاية كاثي هوشول (62 عاماً)، أول امرأة تشغل منصب حاكمة رابع ولاية أمريكية من حيث عدد السكان.
وانضمت السياسية المنحدرة من مدينة بوفالو إلى فريق الحاكم في عام 2014.
وأشادت هوشول في بيان باستقالة كومو ووصفتها "بالشيء الصحيح"، مضيفة أنها مستعدة لقيادة الولاية.
لم تكن هوشول من دائرة المقربين من الحاكم، لكنه وصفها بأنها "ذكية وكفوءة".
وتقول مراسلة بي بي سي في نيويورك ندى توفيق، إن استقالة كومو تمثل تحولاً ضخماً. وبحسب قولها، فإنّ كومواعتبر بطلا قوميا خلال جائحة كوفيد العام الماضي، لكن صورته الآن باتت أقرب إلى صورة الشرير.
وبحسب توفيق، "حاول كومو النجاة من الفضيحة، إذ كان يعلم أن حركة "أنا أيضاً" غيرت الحديث حول الاعتداء الجنسي، وأدت إلى صدور تشريعات وتدابير حماية جديدة للضحايا".
التعليقات