إيلاف من لندن: تحدثت تقارير، عن بد تشكيل أول جبهة مقاومة لحكم حركة طالبان في أفغانستان، وقالت إن وادي بنجشير هو معقل الجبهة التي يقودها أحمد مسعود.
يعتبر إقليم بنجشير الشمالي، المعقل التقليدي للتحالف الشمالي الذي كان يقوده أحمد شاه مسعود الذي قتل على يد القاعدة في 9 سبتمبر/ أيلول 2001.
وقال أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، في مقال رأي كتبه في صحيفة "واشنطن بوست"، بعد سقوط كابل في يد طالبان، إن الآلاف من قوات الكوماندوس وضباط الجيش الأفغاني لجأوا إلى إقليم بنجشير الصعب التضاريس.
أسلحة وآليات
ودعا مسعود، وهو من العرقية الطاجكية، الغرب الى مساعدته للوقوف في وجه طالبان. كما ذكر مسعود أن الجنود الأفغان قد جلبوا معهم عشرات الآليات العسكرية والمدرعات والطائرات العسكرية.
وكان أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني المقرب من مسعود، قد ترك العاصمة كابل وتوجه إلى بنجشير وأعلن نفسه من هناك الرئيس الأفغاني بالإنابة بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى الإمارات العربية، يوم سقوط كابل في 15 أغسطس الحالي
يذكر أن أحمد مسعود (32 عاما) كان التحق بعد إتمام دراسته في إيران وطاجكستان، بين عامي 2010 إلى 2011 بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية المرموقة.
كما حصل على درجة علمية في دراسات الحرب من جامعة "كينغز كوليج" البريطانية ودرجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة "سيتي" في لندن.
تعهد بالمقاومة
وتعهد أحمد مسعود، نجل زعيم حرب العصابات المغتال أحمد شاه مسعود ، بمقاومة طالبان. ويقال إنه موجود في وادي بنجشير في شمال أفغانستان مع بضع مئات من الجنود في مهمة لمقاومة طالبان.
وقال السيد مسعود: "نقول لهم إنه بمجرد اندلاع الحرب في وادي بنجشير ، فلن يكون هناك عودة. ستكون حربا دموية وصعبة للغاية لأن سكان بنجشير سيقاتلون حتى آخر نفس".
وفي الشهر الماضي، قال أحمد مسعود لشبكة (سكاي نيوز): "يجب أن ندافع عن بلادنا. يجب أن ندافع عن شعبنا".
وكتب مسعود في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، في 17 أغسطس/آب مقالاً بعنوان "نحن المقاومة وعلى العالم أن يساعدنا" وقال فيها: "هذه المعركة هي مهمتي الآن وإلى الأبد.
وأضاف: أنا ورفاقي في السلاح مستعدون لبذل دمائنا مع كل الأفغان الأحرار الذين يرفضون العبودية والذين أدعوهم للانضمام إلي في معقلنا في بنجشير، وهي آخر منطقة حرة في بلادنا.
بلدنا يعاني
وقال: بلدنا يعاني الويلات. أناشدكم أيها الأفغان من كل المناطق والقبائل، وأناشدكم الانضمام إلينا، وأدعوكم أيها الأفغان خارج الحدود والذين أفغانستان في قلوبهم لأخبركم أن لديكم أبناءً هنا في بنجشير لم يفقدوا الأمل.
وناشد أحمد مسعود "فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي وغيرهم الذين ساعدونا كثيراً في معركتنا من أجل الحرية ضد السوفييت في الماضي وضد طالبان قبل عشرين عاماً. فهل ستساعدوننا مرة أخرى؟".
وفي 15 اغسطس/ آب الحالي نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية مقتطفات من رسالة وجهها مسعود إلى المفكر الفرنسي برنارد هنري ليفي قال فيها: "معنوياتنا سليمة ... نحن مصممون على القتال حتى النفس الأخير. لكن لا يمكننا خوض هذه المعارك بمفردنا".
نداء لفرنسا
ودعا فرنسا إلى توفير الأسلحة والذخيرة والإمدادات باسم "التاريخ المشترك الطويل" بين الشعبين الفرنسي والأفغاني، وناشد فرنسا قائلاً: "لا تتخلوا عنا، فرنسا هي الملاذ الأخير لنا، الأمل الوحيد الذي بقي لنا".
يشار إلى أن أحمد شاه مسعود، كان شكل والده التحالف الشمالي، وجمع بين أذرع مختلفة من المجاهدين لهزيمة السوفييت أولاً ، ولكن بعد ذلك أيضًا وضع طالبان في مأزق.
وفي أوائل التسعينات من القرن العشرين، أصبح وزيراً للدفاع ثم نائباً للرئيس تحت رئاسة برهان الدين رباني. وبعد انهيار حكومة رباني واستيلاء طالبان على الحكم في كابول، أصبح مسعود القائد العسكري لتحالف الشمال - وهو ائتلاف من أطراف أفغانية عدة اشتركت في الحرب الأهلية الطويلة - ولما سيطرت طالبان على معظم المناطق الأفغانية، اضطرت قوات مسعود للتقهقر وبشكل متزايد داخل المناطق الجبلية في الشمال. حيث سيطروا على حوالي 10% من مساحة البلاد وربما 30% من السكان.
اغتيال احمد شاه
وكان أحمد شاه مسعود اغتيل في 9 سبتمبر عام 2001م أي قبل يومين فقط من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001. ويعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المتحالف مع طالبان التي كانت تسيطر على الحكم آنذاك، أرسل عنصرين من التنظيم نجحا في اغتياله في بلدة "خواجة بهاء الدين" بولاية تخار الشمالية قرب طاجيكستان حين تظاهرا بأنهما صحفيان وحملا معهما كاميرا ملغومة.
وفي عام 2005 أدانت محكمة فرنسية في باريس أربعة أشخاص بتهمة "توفير الدعم اللوجستي لقتلة أحمد شاه مسعود" حيث حكمت على المتطرفين الإسلاميين الأربعة بالسجن لفترات تتراوح بين عامين وسبعة أعوام. وكان الأربعة قد تم اعتقالهم من قبل الشرطة الفرنسية بعد ربط أوراق عثرت مع قتلة مسعود وخلية متطرفة في بروكسل يرأسها طارق معروفي الذي حكم عليه بالسجن 6 سنوات في عام 2003.
التعليقات