إيلاف من لندن: حذّرت منظمة اليونيسف الأممية الاثنين من تعرّض حياة أكثر من مليوني طفل عراقي وأسرهم من نقصٍ حاد في المياه يهدد الحياة والتنمية مشددة على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لمعالجة هذا الخطر.

وقالت منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونيسف" انه في الوقت الذي " نشهد حاليا الأسبوع العالمي للماء فثمة أكثر من مليوني طفل عراقي وأسرهم سيواجهون نقصا حادا في الماء بحلول عام 2030 ما لم يتم اتخاذ اجراء حالا.
وحذرت المنظمة في تقرير تسلمت "ايلاف" نسخة منه من ان قرابة 3 من بين كل 5 أطفال في العراق ليس لديهم وصول إلى خدمات الماء الآمن كما أن أقل من نصف المدارس في عموم البلد تمتلك خدمات الماء الأساسية مما يعرض صحة الأطفال للخطر، ويهدد تغذيتهم، ونموهم المعرفي، وسبل عيشهم المستقبلية.

أسباب شح المياه

واشارت اليونيسف الى أن اقليم الشرق الأوسط وشمال افريقيا سيكون المنطقة الأكثر شحا في المياه في العالم إذ أن زهاء 66 مليون نسمة ممن يسكنون هذا الاقليم يفتقرون إلى الصرف الصحي الاساسي، مع نسبة قليلة جدا لا تكاد تذكر من المياه العادمة (أي مياه الصرف) تتم معالجتها على نحو ملائم، بحسب تقرير جديد لليونيسف عنوانه "الجفاف الداهم: أثر ندرة المياه على الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."
واوضحت ان التقرير الذي أطلق خلال الأسبوع العالمي للماء يسلط الضوء على أبرز الاسباب وراء شحة المياه في المنطقة والعراق، بما فيها الطلب الزراعي المتزايد، واتساع رقعة الاراضي الزراعية المروية باستخدام المياه الجوفية.
ونوهت الى انه بينما تشكل الزراعة نسبة 70% من استهلاك المياه على الصعيد العالمي فأنها تبلغ أكثر من 80% في اقليم الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

خطرٌ داهم

وفي هذا الصدد، قالت شيما سين غوبتا ممثلة اليونيسف في العراق "إن مستوى شحة المياه في العراق يُنبئ بالخطر، فالاطفال لا يستطيعون النمو ليبلغوا كامل طاقاتهم بدون الماء". وأضافت "آن الأوان للقيام ببعض الاعمال بشأن التغير المناخي، وضمان الوصول للماء الآمن لكل طفل".
ونوهت الى ان الطلب المتزايد على الغذاء، والنمو الحضري، والادارة السيئة للمياه، فضلا عن التغير المناخي، تظافرت جميعها لتهدد الأطفال والفقراء والمهمشين.
وتشير اليونيسف الى انه بينما ليس التغير المناخي السبب الوحيد لشحة المياه، إلا أنه تسبب في تناقص في مياه الأمطار للزراعة، وتدهور في جودة احتياطي المياه العذبة نتيجة للتدفق العكسي للمياه المالحة القادمة من الخليج العربي نحو طبقات المياه الجوفية العذبة، وتركيزات التلوث المتزايدة.
وبينت المنظمة انه في العراق، كان موسم الامطار 2020-2021 هو الموسم الأكثر جفافا في الأربعين عاما الأخيرة، مما تسبب في تناقص حاد تدفق المياه في نهري دجلة والفرات بلغت نسبته 29% و 73% على التوالي.


(يونيسف تحذر الاثنين 30 أغسطس من شح في المياه يهدد حياة العراقيين (أرشيف)نقص المياه في العراق يهدد حياة السكان)

حلول لمواجة الخطر
وأكدت اليونيسف انها ستواصل دعمها للحكومات الاتحادية والاقليمية، والشركاء المحليين، والمجتمع المحلي، والقطاع الخاص، للتعاطي مع ضعف الموارد المائية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، عبر مجموعة من الحلول.
وكشفت عن هذه الحلول مبينة انها تشمل ايجاد بيئة تمكينية راسخة ذات سياسة وطنية عامة قوية، ومنظومات ترشيدية تتصدى لشح المياه، بما في ذلك استخراج المياه الجوفية، والمحاسبة المائية، وتحليل البيانات.
وكذلك العمل مع المجتمع المدني، ولا سيما الشباب بوصفهم وكلاء التغيير، حول قيمة الماء والحفاظ على المياه.. والشروع في خطط استجابة للتغير المناخي، وادراج قلة المياه كمكوّن ذي أولوية وتخصيص موازنة مالية كافية لمعالجة شح المياه.

واضافت ان من هذه الحلول ايضا استحداث مجموعات تنسيق بين أصحاب المصلحة الرئيسيين كالبلديات، ومديرات الماء، والبيئة، والصحة، والزراعة، والطاقة والمالية، والمؤسسات الوطنية، والفاعلين في القطاع، بما في ذلك ممثلي المجتمع الدولي، لدعم مراجعة السياسات العامة، وزيادة القدرات التكنولوجية.
كما تشمل حلول مواجهة ضعف الموارد المائية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا دعم بناء القدرات للفاعلين الرئيسيين في قطاع الماء، بما في ذلك الكيانات التنظيمية – منشآت المياه، لتقديم المياه النظيفة، ولا سيما في المجتمعات المتضررة بشكل كبير من خلال تحديث البنى التحتية القديمة، واعداد عمليات مستدامة، وتقليل الهدر في المياه.

انخفاض الموارد المائية

ومن جهتها حذرت وزارة الموارد المائية العراقية من خطر وجود انخفاض كبير في أغلب أنهر العراق سيقود الى جفاف الأنهر.
وقال مستشار وزارة الموارد المائية عون عبد ذياب لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إن "الايرادات المائية في أغلب الأنهر التي ترد الى العراق قد انخفضت بشكل كبير".. لافتاً الى أن "قسماً من النقص في هذه الايرادات يتراوح بين 40 الى 50 بالمئة من المعدل السنوي، وهذا يشير الى وجود حالة جفاف في أغلب الأنهر.

دورٌ ايراني وتركي

وأكدت أن أغلب الروافد المائية من الجانب الشرقي للعراق تأتي من ايران وخاصة نهر ديالى المجاورة الذي تأثر بشكل حاد وكبير بسبب قلة الإيرادت ما تسبب بجفافه وهذا ما أنعكس سلباً على واقع الزراعة في محافظة ديالى .
وعن طبيعة تحركات الوزارة نحو تركيا اشار المسؤول المائي الى أن "مصدر المياه الرئيس لنهري دجلة والفرات ينبع من تركيا وبالتالي ينبغي التوصل الى تفاهمات معها تصل الى حد الاتفاقيات بشأن موضوع المياه والحصص المائية للعراق".