إيلاف من لندن: دافعت بريطانيا عن الاتفاقية الأمنية "المتشددة" بينها وبين الولايات المتحدة وأستراليا، وسط خلاف دبلوماسي متعمق مع فرنسا.
وشهدت صفقة أوكوس AUKUS قيام المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة بتشكيل اتفاقية أمنية لتطوير ونشر أسطول جديد من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، مما يضيف إلى الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ.
وقال وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تروس إن الاتفاقية أظهرت استعداد بريطانيا لأن تكون "حازمة في الدفاع عن مصالحنا"، مضيفة أنها قد تؤدي إلى مئات الوظائف الجديدة.

أكاذيب

وجاءت تصريحات تروس في الوقت الذي اتهم فيه وزير الخارجية الفرنسي أعضاء الاتفاقية بـ "الأكاذيب ... وازدواجية المعايير" و"انعدام كبير في الثقة" ووصف المملكة المتحدة بأنها "إطار احتياطي" في الشراكة.
وغضبت فرنسا من الصفقة التي ترى أنها تخسر عقدًا قيمته 48 مليار جنيه إسترليني لتزويد أستراليا بغواصات تقليدية، التي اختارت الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية التي تقدمها بريطانيا والولايات المتحدة.
وردا على ذلك، استدعت باريس سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا، على الرغم من عدم وجود أمر مماثل للعودة إلى باريس للمبعوث الفرنسي إلى لندن.
وقالت تروس، التي لم تدع إلى المواجهة الدبلوماسية مع الفرنسيين، في مقال كتبته في صحيفة (صنداي تلغراف) إن الاتفاقية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها معارضة لتزايد الإصرار العسكري الصيني في المنطقة، تؤكد التزام المملكة المتحدة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

نصيرة للحرية

وقالت إن بريطانيا ستكون على الدوام "نصيرة شرسة" للحرية وأن الاتفاقية توضح التزام الأمة "بتحدي الممارسات غير العادلة والأفعال الخبيثة".
وكتبت: "يجب الدفاع عن الحريات، لذا فإننا نبني أيضًا روابط أمنية قوية حول العالم". وأضافت: "لهذا السبب أعلن رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، إلى جانب أصدقائنا الرئيس بايدن ورئيس الوزراء موريسون، عن إنشاء شراكة أمنية جديدة تسمى AUKUS".
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية: "إن الاتفاق الثلاثي يظهر استعدادنا لأن نكون حازمين في الدفاع عن مصالحنا والتصدي للممارسات غير العادلة والأفعال الخبيثة".
وستمكن هذه الشراكة التي وقعت يوم الخميس 16 سبتمبر 2021، أستراليا، للمرة الأولى، من بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية. وحملت الاتفاقية اسم "أوكوس"، وستغطي مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية والإنترنت.

نفوذ الصين

وتشعر الدول الثلاث بالقلق من تصاعد نفوذ الصين ووجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبموجب الاتفاقية الجديدة، ألغت أستراليا عقداً موقعاً مع فرنسا عام 2016، لبناء غواصات فرنسية التصميم. وتأخر التنفيذ بسبب رغبة أستراليا في تصنيع معظم المكونات محلياً.
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الأسترالي سكوت موريسون بياناً مشتركاً حول توقيع اتفاقية الشراكة الأمنية الجديدة.
وتضمن البيان التزام الموقعين بدعم أستراليا للحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية لصالح البحرية الملكية الأسترالية.
وجاء في البيان: "هذه القدرة ستعزز الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وستوضع لدعم قيمنا ومصالحنا المشتركة".

التزام استراليا

وأعلن قادة الدول الثلاث أن الهدف هو تفعيل قدرة أستراليا في أقرب وقت ممكن، مع استمرار التزام أستراليا كدولة بعدم حيازة أسلحة النووية. وأضافوا أن الاتفاقية الدفاعية ستركز على القدرات الإلكترونية والذكاء الصناعي و"القدرات الإضافية تحت سطح البحر".
وقال جونسون إن الدول الثلاث حلفاء طبيعيون والتحالف "سيقربنا أكثر من أي وقت مضى". وأضاف: "ستصبح هذه الشراكة حيوية بشكل متزايد للدفاع عن مصالحنا، وحماية شعبنا في الوطن".
وشهدت الأسابيع الأخيرة نشر حاملة طائرات بريطانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، جنبًا إلى جنب مع أفراد ومعدات من الولايات المتحدة.
وقال البيان المشترك إن منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي بؤرة اشتعال محتملة، مع وجود نزاعات إقليمية دون حلول، وتهديدات الإرهاب ومشكلة الجريمة المنظمة. وأعلنت الدول "أنها على خط المواجهة في مجابهة تحديات أمنية جديدة، بما في ذلك في الفضاء الإلكتروني".