إيلاف من الرباط: أعلن "المركز الأوروبي للسلام وحل النزاعات" عن منح "جائزة جان جوريس للسلام" للعام 2021 للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك "تقديرا لدوره الكبير في نشر قيم السلام داخل المغرب وخارجه".
وقال بيان للمركز إن لجنة تحكيم الجائزة تلقت، برسم هذا العام ، 761 ترشيحًا، ضمنها 258 ترشيحًا شعبيًا، و54 ترشيحًا فرديًا، و418 ترشيحًا دبلوماسيًا و31 ترشيحًا رسميًا.
وأشار إلى أنه بعد مداولات ومناقشات متأنية، اختارت اللجنة شخصية الملك محمد السادس "رجل السلام لعام 2021"، لعدة أسباب وعوامل.
وسميت الجائزة باسم "جان جوريس"، وهو مفكر فرنسي ولد عام 1859 واغتيل عام 1914 في باريس، بسبب مواقفه المؤيدة للسلام ورفضه الدخول في الحرب العالمية.
وقال البيان إن لجنة تحكيم الجائزة اجتمعت الثلاثاء في باريس لاختيار الشخصية العالمية التي يرونها مناسبة لحمل لقب "رجل السلام لعام 2021".
ويصادف 21 سبتمبر من كل عام، الاحتفال باليوم العالمي للسلام.
ويمنح "المركز الأوروبي للسلام وحل النزاعات"، الذي هو منظمة أوروبية غير حكومية تعمل في مجال السلام والاستقرار، وإيجاد حلول للنزاعات وتقليل التوترات في مناطق النزاع والحرب، جائزته، مرة في السنة، تكريما للشخصيات الدولية التي تقدم خدمات للعالم وللإنسانية في مجال السلام ونشر قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر.
وفي سياق استعراضه لحيثيات اختيار ملك المغرب شخصية لهذا العام، قال البيان إن ذلك جاء لمساهمته في بناء مجتمع العدالة والسلام، وأعماله الحميدة للغاية لصالح تعزيز التنمية في أفريقيا من خلال دبلوماسيته الاقتصادية والأمنية والإنسانية والثقافية والروحية. كما أشار البيان إلى أن المغرب يعمل بلا كلل، تحت قيادة الملك محمد السادس، على "تعزيز قيم السلام والوئام واحترام التنوع الثقافي والديني على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية".
وزاد أن المملكة جددت التزامها الراسخ بتعزيز قيم السلام والحوار بين الأديان والثقافات، والاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية، فيما تبقى على استعداد لمواصلة التزامها بمكافحة خطاب الكراهية. كما تحدث عن إسهام المغرب على مستوى محاربة جميع أشكال التمييز والكراهية ورفض الآخر، بما في ذلك الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وكراهية المسيحية، مع المساهمة في اعتماد وتنفيذ خطط العمل والوثائق والقرارات التي تشكل حجر الزاوية لجهود الأمم المتحدة والمبادرات الهادفة إلى تعزيز ثقافة السلام ومكافحة كل شرور التمييز والإقصاء.
ورأى البيان أن المملكة المغربية دخلت العقد الثالث تحت قيادة محمد السادس، مما جعلنا نرى البلاد وهي تشهد أنجح انتخابات حتى الآن، مع نسبة إقبال قياسية.
وذكر البيان، في هذا الصدد، بنسبة المشاركة التي شهدتها الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية الأخيرة، والتي ناهزت 50.18 بالمائة، باعتبارها نسبة تاريخية، وتصدر نتائجها حزب التجمع الوطني للأحرار.
وأوضح البيان أن الالتزام الإفريقي للمغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، ما فتئ يتعزز عاما بعد عام من أجل إفريقيا مزدهرة ومستقرة ومسالمة، في خدمة مصالح شعوب القارة، كل ذلك في إطار الرؤية الملكية من أجل عمل أفريقي مشترك.
وأشار البيان إلى أنه منذ عودة المملكة إلى عائلتها الإفريقية، كان المواطن الإفريقي دائمًا أولوية في الرؤية الملكية، كما يتضح من افتتاح المرصد الأفريقي للهجرة في المغرب في الرباط، بناءً على اقتراح الملك محمد السادس، باعتباره قائد الاتحاد الإفريقي في مسألة الهجرة.
كما عملت المملكة بلا كلل في إطار عملية إصلاح المنظمة الإفريقية لضمان أن تكون إجراءات الاتحاد أولوية لأمن واستقرار وتنمية وازدهار الشعوب الأفريقية.
ودعمت المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس باستمرار الدول الأفريقية ، انطلاقا من دور مركزي تلعبه في تعافي القارة ما بعد كوفيد، بالنظر إلى الخبرة التي راكمها المغرب في مختلف المجالات. وقد تجلى تضامن المملكة المتواصل مع الدول الأفريقية في سياق الجائحة، في مبادرة الملك محمد السادس الذي أعطى تعليماته لإيصال المساعدات الطبية إلى العديد من الدول الأفريقية.
ورأى البيان أن هذه المبادرة الملكية الجديرة بالثناء، والتي لاقت إشادة كبيرة في إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، تكرس الرؤية الملكية للتعاون بين بلدان الجنوب، القائمة على تبادل التجارب والخبرات لتلبية تطلعات جميع الأفارقة في مجالات الصحة والتربية، والتكوين، والسلم، والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
كما تولي المملكة، في ظل قيادة الملك محمد السادس، أهمية كبيرة لقضية البيئة في إفريقيا. وذكر البيان بقمة العمل الأفريقي، التي عقدت على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ (COP 22) التي نظمت في مراكش في عام 2016، وهي القمة التي توضح التزام المغرب الموصول بالحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ في أفريقيا.
وانضم المغرب إلى منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تتماشى مع المبادئ التوجيهية ورؤية الملك محمد السادس من أجل إفريقيا متكاملة ومزدهرة.
كما عملت المملكة دون كلل في إطار عملية إصلاح المنظمة الإفريقية، لضمان أن تكون إجراءات الاتحاد أولوية لأمن واستقرار وتنمية وازدهار الشعوب الأفريقية.
فيما يمثل التقارب بين المغرب وإسرائيل فرصة كبيرة للمنطقة المغاربية والشرق الأوسط لاستعادة السلام والاستقرار والأمن الإقليمي الذي ينقص هذا الجزء من العالم، والمهدد بالنزعات الانفصالية والتطرف والإرهاب السيبراني.
ورأى البيان أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال خلق ظروف مواتية، وخاصة تلك التي تميل إلى ضمان مناخ من الثقة المتبادلة بين الدول والشعوب، لا سيما في ما يتعلق بحرية الحركة والنقل والتجارة.
وفي هذا الصدد، يضيف البيان، نفذت المملكة المغربية، تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، العملية الثنائية لاستئناف آليات التعاون والتبادلات الرسمية مع دولة إسرائيل، في استمرار لديناميكية الاعتراف بمغربية الصحراء من قبل الإدارة الأميركية، من دون أن يتعلق الأمر بأي حال من الأحوال بمسألة تطبيع مع الدولة العبرية، بل استئنافا للعلاقات التي بدأت عام 1994 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وتجمدت في 2002 بسبب اختلاف وجهات النظر حول موضوع عملية السلام في الشرق الأوسط.
ولم يتوقف التزام الملك محمد السادس وجهوده لتعزيز السلام والاستقرار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أن الإجراءات المتعلقة بفتح الأجواء بين المغرب وإسرائيل لشركات الطيران في البلدين لنقل مواطنيهما إلى المغرب، واستئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية الرسمية، وتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي الديناميكي والمبتكر، وكذلك إعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب، كانت السمات البارزة لهذا النفس الدبلوماسي الجديد بين البلدين.
ورأى البيان أن الملك محمد السادس، من خلال أعماله الرائدة من أجل السلام والاستقرار، ليس فقط في إفريقيا ولكن في جميع أنحاء العالم، هو قائد حكيم ومتبصر، يلعب دورًا رئيسيًا في الترويج للإسلام المتسامح والوسطي المعتدل، المستوحى من المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، مع العمل، من خلال أفعاله النبيلة، لصالح تعزيز قيم السلام والاستقرار والتعايش السلمي والتفاهم المتبادل.
كما أشار البيان إلى رد الملك محمد السادس على مواقف الجزائر المتصلبة والمتشددة بفعل تدخل الجيش في السياسة الجزائرية، بمد يد السلام وتجنب التصعيد وامتصاص التوترات، ما مكن البلدين من تجنب حرب مدمرة، كان من شأنها أن تدخل المنطقة المجهول.