ايلاف من لندن: مع بدء عمليات التصويت في الانتخابات العراقية المبكرة الاحد فقد تقدم الكاظمي قادة البلاد كأول المصوتين فيها داعيا العراقيين الى المشاركة فيها لصنع مستقبلهم.

وادلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بصوته كأوّل ناخبٍ مع بداية افتتاح صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المبكرة قائلا في تغريدة تابعتها "ايلاف" ان "صوتكَ مستقبلك، اليوم كنتُ أول من شارك في التصويت في الانتخابات التي وعدنا شعبنا وأوفينا.. يا شعبنا العزيز نساءً ورجالاً وشباباً شاركوا وارسموا مستقبلكم بأيديكم.. اعزمْ وتوكل ولاتتردد، مستقبلكم بمشاركتكم".

وفي تصريحات له قائلا "اوفينا بما وعدنا .. يجب ان نساهم جميعا في تغيير واقعنا كعراقيين .. اخرجوا وانتخبوا وغيروا واقعكم.. وللمترددين اقول اذهبوا واختاروا من يمثاكم .. وغدا سنعلن عن انجاز امني كبير". واضاف "الحكومة نجحت في عام واحد برغم المشككين فقد استطعنا تجاوز الازمة الاقتصادية برغم انخفاض اسعار النفط وتفشي جائحة كورونا ان نضيف لاحتياطي البلاد12 مليار دولار".


عسكري عراقي يقوم بعملية تفتيش للكاظمي لدى توجهه للادلاء بصوته الاحد 10 تشرين الاول اكتوبر 2021

الرئيس صالح وبارزاني
كما ادلى بصوته الرئيس برهم صالح قائلا في تغريدة له " سرباغ (زوجته) وانا تشرفنا بالتصويت في الانتخابات. ف أن "اليوم تاريخي للعراق وفرصة لاستعادة المبادرة للاصلاح والتنمية. ‏علينا انجاز المهمة عبر المشاركة الواسعة وحماية اصوات العراقيين ليقرروا مستقبل بلدهم فالسيادة للقانون والشعب مصدر السلطات وشرعيتها. ننطلق نحو تحقيق حياة حرة كريمة للعراقيين.
وفي اربيل قال رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني عقب الادلاء بصوته قال بارزاني في حديث للصحفيين بعد الادلاء بصوته "اتمنى أن تعود هذه الانتخابات بالخير والبركة على عموم العراق وأن يتوجه الجميع الذين يحق لهم التصويت لممارسة حقهم في التصويت والتوجه الى صناديق الاقتراع"..واضاف "رسالتي لكل الشعب العراقي هي رسالة سلام وأخوة وان نعمل جميعا بجد من اجل نصرة العراق لاننا جميعا في قارب واحد، اليوم يوم التصويت وانتهت الحملات الانتخابية واول خطوة بعد الانتخابات سندعو جميع الأطراف إلى الاجتماع في رئاسة الاقليم لبحث الخطوات القادمة".
ثم ادلى بقية القادة العراقيين الرسميين والسياسيين باصواتهم حيث قام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالادلاء بصوته في مدينة النجف.


الرئيس العراقي برهم صالح يدلي بصوته الاحد في الانتخابات المبكرة الاحد 10 تشرين الاول اكتوبر 2021

1788 مراقباً دولياً يشرفون على التصويت
وفي وقت سابق صباح اليوم فقد بدأت في عموم العراق أول انتخابات برلمانية مبكرة تشهدها البلاد حيث اعلنت المفوضية العليا للانتخابات ان 1877 مراقبا دوليا يمثلون الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية يتابعون بالمراقبة سير العملية الانتخابية.
وتجري الانتخابات وسط تنافس حاد بين قوى سياسية خبرها العراقيون ومعظمها شارك في حكمهم على مدى 18 عاما مضت وانتفضوا ضدها فيما تم عزل البلاد عن العالم.
وبدأ الناخبون العراقيون بالادلاء باصواتهم بعد ساعات من اعلان خلية الاعلام الامني فجر الاحد في بيان تابعته "ايلاف" انه "من أجل تأمين العملية الانتخابية فقد شرعت القوة التكتيكية لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية بالانتشار في العاصمة بغداد". واشارت الى ان "هذه القوة التي تعد هذه القوة احتياط طوارئ تتحرك باومر خاصة قد باشرت بمهامها وفق خطة محكمة لتأمين هذا العرس الانتخابي".
كما اكدت الخلية عزل البلاد عن العالم من الساعة الواحدة فجرا وحتى السادسة من صباح غد الاثنين حيث تم غلق الحدود البرية والبحرية والاجواء التي اوقفت فيها حركة الطيران اضافة الى وقف التنقل بين المحافظات وحظر عجلات الحمل والدراجات النارية وغلق المولات والمراكز التجارية واعتبار اليوم وغدا الاثنين عطلة رسمية في عموم البلاد.
وأوضحت انه تم إغلاق المحلات والمطاعم والمولات خلال الساعات نفسها مع استثناء الصيدليات ومحال بيع المواد الغذائية والفواكه والخضر والأفران .. اضافة الى حظر التجمعات البشرية حتى السابعة من صباح يوم الاربعاء المقبل حيث سيتم اعتقال المخالفين لهذه التعليمات.
واشارت الخلية الى انه يسمح لحاملي البطاقة الانتخابية المرور من محافظة إلى أخرى في حال كان ساكناً في محافظة ومركز اقتراعه في محافظة أخرى.

ربع مليون عسكري وحماية جوية للانتخابات
وقد تم تخصيص ربع مليون عسكري ينتمون الى الجيش والشرطة والحشد الشعبي لحماية مراكز الاقتراع بعد وضعهم في حالة الانذار القصوى.
وقالت خلية الاعلام الامني ان طائرات القوة الجوية ستقوم اليوم الاحد بالتحليق في سماء عددٍ من المحافظات وبارتفاع مناسب مما قد يؤدي الى سماع اصوات تلك الطائرات .. مؤكدة ان هذه الطلعات الجوية هي للرصد و الاستطلاع ولتوفير غطاء جوي لحماية عملية الاقتراع العام.


الكاظمي خلال ادلائه بصوته الاحد 10 تشرين الاول اكتوبر 2021 في انتخابات بلاده المبكرة

توقعات الفوز
وتشير التوقعات الى فوز التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالعدد الاعلى لمقاعد البرلمان بين بقية القوى المتنافسة وخاصة الشيعية منها. وتجري هذه الانتخابات المبكرة فيما ترى وكالة الصحافة الفرنسية ان القوى السياسية التقليدية نفسها لا تزال مهيمنة على المشهد السياسي العراقي منذ عام 2003 برغم الحركة الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في تشرين الأول أكتوبر 2019 فيما قاطع الناشطون الذين شاركوا في الاحتجاجات والشيوعيون الاستحقاق الانتخابي وسط مخاوف من ان تؤدي هذه المقاطعة الى ترسيخ الاحزاب الحاكمة وخاصة الموالية منها لايران التي انتفض ضدها العراقيون.

كما قاطع الانتخابات المنبر العراقي بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وجبهة الحوار الوطني برئاسة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك والبيت الوطني وحركة نازل آخذ حقي واتحاد العمل والحقوق المدنية والتيار المدني العراقي إضافة إلى حزب "التجمع الجمهوري بقيادة عاصم الجنابي.

الاحزاب الشيعية
ويحظى التيار الصدري بقاعدة جماهيرية واسعة مكنته من الفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان خلال انتخابات 2018 وقد يتمكن من تعزيز وجوده في البرلمان هذه الدورة أيضاً حيث يقدم زعيمه الذي تزعّم أبرز فصيل مسلح قاتل القوات الأميركية بعد عام 2003 كرافض للفساد ومكافح لسوء الإدارة برغم تولّي أنصاره لمناصب مهمة في كثير من مؤسسات الدولة.

اما الفصائل الموالية لإيران فيمثلها مرشحون ضمن تحالف "الفتح" بقيادة هادي العامري رئيس منظمة بدر إحدى الفصائل الرئيسية في الحشد الشعبي ووصل ممثلو هذه الفصائل للمرة الأولى إلى البرلمان بعد انتخابات عام 2018. ويعدّ حزب "حقوق" القريب من "كتائب حزب الله" بحسب الوكالة إحد أبرز التيارات المنبثقة عن الحشد الشعبي المشاركة في الانتخابات. وهناك تحالف دولة القانون بقيادة نوري المالكي زعيم حزب الدعوة والذي شغل أطول مدة رئاسة وزراء بين عامي 2006 و2014.

وبين القوى الشيعية المتنافسة ايضا تحالف "قوى الدولة الوطنية"، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي ويضمّ أيضاً "تيار الحكمة" بزعامة رجل الدين الشيعي عمار الحكيم ويسعى للعب دور تيار معتدل.

القوى السنية
وتخوض التيارات السنية تنافساً حاداً بحسب الوكالة خصوصا بين تحالف "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي بات لاعباً مهما بفترة قصيرة في المشهد السياسي للبلاد وتحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر الخاضع لعقوبات أميركية على خلفية "فساد". كما توجد قوائم أخرى جديدة بينها "قادمون للتغيير" بزعامة أمينها العام حسن الرماحي وتضم غالبية من المستقلين.

الأحزاب الكردية
وفي الجانب الكردي يلعب الحزبان الرئيسيان، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة نجل وابن شقيق رئيسه الراحل جلال طالباني دوراً رئيسياً في المشهد السياسي الكردي في العراق عموما وإقليم كردستان الذي يتمتع باستقلال ذاتي.

وتمثّل المعارضة في الإقليم أحزاب أخرى بينها "حزب الاتحاد الإسلامي" و"الجيل الجديد" و "كوران" وتعني "التغيير" بالعربية. ويتوزع المرشحون في هذه الانتخابات على 21 تحالفا، تضم 58 حزبا، مع بلوغ العدد الكلي للأحزاب المشاركة نحو 160 حزبا. في وقتٍ يبلغ فيه عدد الذين يحق لهم المشاركة والتصويت في الانتخابات 24 مليونا و29 ألفا و927 شخصا.

عدد مقاعد البرلمان العراقي الجديد
وستفرز انتخابات اليوم برلمانا جديدا يضم 329 مقعدا بينها 246 للرجال و83 للنساء و9 مقاعد للمكونات.
وتوزعت المقاعد البرلمانية على محافظات البلاد الـ18كما يلي: بغداد 71 مقعدا لرجال 52 والنساء 17 و2 للمكونات واحد لكل من المسيحيين والصابئة .. نينوى 34 مقعدا منها ثلاث مقاعد للمكونات واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك ، البصرة 25 مقعدا ، ذي قار 19 مقعدا ، الانبار 15 مقعدا ، ميسان 10 مقاعد، المثنى 7 مقاعد، الديوانية 11 ، ديالى 14 مقعدا، بابل 17 مقعدا ، واسط 12 مقعدا بينها واحد للكرد الافيلية، كربلاء 11 مقعدا ، النجف 12 مقعدا ، صلاح الدين 12 مقعدا وكركوك 13 مقعدا وواحد للمكون المسيحي.. كما نشرت المفوضية تفاصيل مقاعد محافظات اقليم كردستان وجاءت على النحو التالي.. محافظة اربيل 15 مقعدا وواحد للمسيحيين. دهوك 12 مقعدا وواحد للمسيحيين والسليمانية 18 مقعدا.

مقاعد الاقليات
ويبلغ عدد المرشحين لمقاعد المكونات المسيحية والشبكبة والايزيدية والافيلية الاكراد والصابئية 67 مرشحا بينهم 53 من الذكور و14 من الاناث يتنافسون على 5 مقاعد للمسيحيين في بغداد ونينوى وكركوك ودهوك وأربيل وصابئي في بغداد وشبكي في نينوى و افيلي كردي في واسط وايزيدي في نينوى.
يشار الى ان 3249 مرشحاً يتنافسون لخوض الانتخابات اليوم فيما كان إجمالي عدد المرشحين في انتخابات عام 2018 السابقة 6982 مرشحا بينما سيتولى حوالي 1500 مراقبا عربيا وأوربيا وأمميا مراقبة عمليات الاقتراع.

سادس عملية اقتراع
والانتخابات هذه هي سادس عملية انتخابية منذ عام 2005 حيث تكتسب أهميتها من خلال اجرائها تلبية لمطالب تظاهرات الاحتجاج المليونية التي انطلقت في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 للمطالبة بالخدمات العامة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وارجاع الاموال المنهوبة من قبلهم.

واوقعت مواجهات القوات الامنية والمليشيات الموالية لايران للمحتجين حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نوفمبر عام 2019 لتجمع القوى السياسية على تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ليخلفه في رئاسة الحكومة في السابع من أيار مايو 2020 ويعلن بعد وقت قصير عن اجراء انتخابات مبكرة استجابة لمطالب المحتجين.