إيلاف من لندن: في خطوة يبدو انها تهدف الى ترسيخ فوز تياره في الانتخابات العراقية المبكرة والتهيؤ لتشكيل الحكومة الجديدة فقد حدد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري السبت اسس علاقة حكومته المنتظره مع الولايات المتحدة ووجودها العسكري في بلاده.

وكتب الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي وقعها باسم "المقاوم مقتدى الصدر" وتابعتها "ايلاف"، انه "لعل من أهم ما ينتظره العالم في تسلم التيار الصدري رئاسة الوزراء هو موقفنا من (أميركا) أو (الإحتلال)".. "فهنا أقول: لنا بعض النقاط المهمة التي تُخرج العراق من التبعية لأي أحد، كما يلي:

على (أميركا):
أولا: التعامل مع الحكومة العراقية بالمثل دبلوماسيا وعلى كافة الأصعدة بمعنى: تعامل دولة مع دولة كاملة السيادة.
ثانيا: الحوار الجاد والفاعل في ما يخص بقاء قواتها ومعسكراتها وطائراتها وبوارجها وتدخلاتها في العراق.
ثالثا: ثورات الشعب ومظاهراته شأن داخلي، وأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.. وكلها ثورات وطنية، يجب أن تكون خالية من التأثير الخارجي.
رابعا: إبعاد العراق أرضا وجوا وبحرا وشعبا عن صراعاتها الإقليمية أيا كانت.. ولن نسمح بغير ذلك من الجميع.
خامسا: نحن عراقيون، لا شرقيون ولا غربيون .. نريد العيش بسلام.. وكل ما يعارض ذلك فلنا رد مناسب.
سادسا: سنتعامل معها إقتصاديا أو على أصعدة أخرى إذا ما تحققت النقاط آنفة الذكر.. وإلا فلا يمكن أن نرضخ للضغوط والتبعية.
سابعا: في حال عدم تحقق ما سبق، فهذا يعني أنها دولة معادية للعراق، ولا تريد له الإستقلال والسيادة والإستقرار.. فكما أن الحوزة والإستعمار ضرتان لا تجتمعان فإن العراق والإحتلال عدوان لا يجتمعان.


صورة لتغريدة الصدر السبت 16 تشرين اول اكتوبر 2021 عن تعامل تياره مع الولايات المتحدة (تويتر)

علاقة الصدر بالولايات المتحدة

ومقتدى الصدر من مواليد 4 آب أغسطس عام 1974 هورجل دين شيعي وزعيم التيارالصدري الذي يعتبر أكبر تيار شعبي شيعي في العراق وقائد لاجنحة عسكرية تابعة لتياره متمثلة بكل من جيش المهدي ولواء اليوم الموعود وسرايا السسلام وقد اصبح بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 رقما صعبا في المعادلة العراقية بالتفاف غالبية المجتمع الشيعي في وسط وجنوب العراق حوله، ومالبث ان حرك الجماهير نحو تظاهرات سلمية حاشدة لرفض الوجود الأميركي وسيطرته على البلاد والغاء سلطة الحاكم المدني الذي عينته القيادة الأميركية وأصبح يؤم صلاة الجمعة في مسجد الكوفة كما كان يفعل والده ومع كل جمعة كان يتصاعد خطاب الصدر ضد أميركا ووجودها العسكري ومجلس الحكم الذي تم تشكيله باشرافها تمثلت بنهاية المطاف باعلان الصدر تشكيل جيش المهدي خلال أحد خطب الجمعة فيح زيران يونيو عام 2003 الأمر الذي مهد للوصول إلى الصدام المسلح مع القوات الاميركية في عام 2004.


(الصدر يدلي بصوته في النجف خلال الانتخابات المبكرة الاخيرة في 10 الشهر الحالي)

وبعد أن أصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال على العراق بول بريمر قرارا بإغلاق صحيفة الحوزة التابعة للحوزة الناطقة (وهو الاسم الذي عرف به مقلدي واتباع محمد الصدر قبل تسمية التيار الصدري وقامت قوات التحالف بقيادة القوات الاميركية بفتح النار على محتجين من انصار الصدر في النجف اعترضوا على اغلاق الصحيفة واعتقال أحد مساعدي الصدر في 4 نيسان ابريل عام 2004 وكانت تلك نقطة التحول في الرفض السلمي للصدر لقوات الاحتلال وأدت إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وجناحه العسكري جيش المهدي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي توسع تدريجيا ليصبح صراعا دمويا في جميع محافظات وسط وجنوب العراق بعد أن اكد الصدر ان المقاومة السلمية لم تعد مجدية وحث انصاره على "ارهاب العدو".

كما أصدرت سلطة الائتلاف المؤقتة مذكرة اعتقال بحق مقتدى الصدر واعلنت انه خارج عن القانون ما انتج تصعيد دموي من قبل عناصر جيش المهدي نحو قوات التحالف في بغداد وعدد من المحافظات حيث هاجم مسلحيه دورية من فرقة الفرسان الأولى الأميركية في مدينة الصدر بالعاصمة بغداد ما اوقع ثمانية جنود اميركيين قتلى مع اصابة واحد وخمسين وتدمير عدد من الاليات الأميركية استمر القتال لشهرين وامتد بصورة سريعة إلى معظم محافظات وسط وجنوب العراق وخاصة في النجف والكوفة وكربلاء والكوت والناصرية وسيطر جيش المهدي عليها وخلال تلك الفترة اعلن الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش ان الصدر عدو رسمي للولايات المتحدة موجها قوات التحالف لاعتقاله أو قتله قائلا لا يمكن أن نسمح لرجل واحد بتغيير مسار البلاد.