إيلاف من لندن: تعرض وسط بغداد فجر الاحد الى قصف بثلاثة صواريخ في تصعيد لمليشيات قوى خاسرة للانتخابات تواصل منذ اسبوعين رفضها لنتائجها .. فيما اعتبر رئيس اقليم كردستان أن قتل داعش لاثنين من عناصر البيشمركة يؤكد الحاجة لتعاون عسكري بين بغداد واربيل بدعم من التحالف الدولي.

وقال مصدر أمني عراقي أن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت في اماكن متفرقة من منطقة المنصور غرب العاصمة العراقية فجر اليوم الاحد من دون وقوع خسائر بشرية. واوضح ان الصواريخ لم تسبب وفيات ولكنها ادت الى خسائر مادية في بعض المباني وحرق سيارات حيث كانت تستهدف المنطقة الخضراء شديدة التحصين. وقال أن الصاروخ الأول انفجر في شارع النقابات قرب مستشفى الهلال الأحمر والثاني سقط قرب المصرف الاقتصادي أما الثالث فسقط داخل مديرية مياه أسالة المنصور.



تغريدة قائد مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي اليوم الاحد يُخون فيها مفوضية الانتخابات (تويتر)

وفي اتصالٍ هاتفي اجرته "ايلاف" مع اعلامي عراقي يتابع تطورات الاحداث في العراق وخاصة ما يتعلق منها بالاحتجاجات التي تقوم بها القوى المؤيدة لايران الخاسرة للانتخابات فقد اشار الى ان المعلومات الاولية تفيد بان المليشيات المسلحة المرتبطة بعدد من تلك القوى هي المسؤولة عن اطلاق الصواريخ في تطور خطير لرفض النتائج الذي كان مقتصرا حتى امس على تظاهرات واعتصامات وقطع طرق احتجاجا.

وأشار الاعلامي الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان عمليات القصف بصواريخ الكاتيوشا هي عادة ما تكون من تنفيذ مليشيات حزب الله العراقي وعصائب اهل الحق.. موضحا ان معلومات استخبارية كانت قد وصلت الى الاجهزة الامنية قبل ساعات من القصف عن وجود استعدادات لاعتداء بالصواريخ ويبدو ان ذلك قد اربك المنفذين وافشل استهدافهم للمنطقة الخضراء.

وبين ان هذا القصف جاء بعد ساعات قليلة من رفض الاطار التنسيقي للقوى الشيعية (عدا التيار الصدري) لنتائج العد اليدوي لاصوات الناخبين وبعد قليل من اعلان حسين مؤنس رئيس حركة حقوق الجناح السياسي لكتائب حزب الله العراقي مساء السبت رفض النتائج وسحب مراقبي الحركة من عمليات العد .
فقد كتب مؤنس في تغريدة على تويتر تابعها "ايلاف" قائلا "نعلن في حركة حقوق سحب مراقبينا المتواجدين في مفوضية الانتخابات بعد ان تم منعهم من الاشراف المباشر على العد والفرز اليدوي لبعض نتائج الانتخابات في جانب الرصافة" من بغداد.


وأشار الى ان "عدم اجراء العد والفرز اليدوي الشامل ومنع مراقبينا من ممارسة حقهم القانوني يعزز شكوكنا بنزاهة وسلامة النتائج التي اعلنت والتي ستعلن لاحقاً". وكانت الحركة قد فازت بمقعد واحد في البرلمان الجديد بحسب النتائج شبه النهائية التي اعلنتها مفوضية الانتخابات مؤخرا.


واليوم الاحد اعتبر قائد مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي ان من شروط العد اليدوي ان لا يؤتمن عليه من خان الالكتروني على حد قوله.
وقال الخزعلي في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" ان "العد والفرز اليدوي اجراء ضروري واكيد انه سيكشف كوارث وليس مجرد اخطاء ولكن (بشرطها وشروطها) ومن (شروطها) ان لا يؤتمن على اليدوي من خان الالكتروني".. في تأكيد على رفض نتائج عدي الاصوات اليدوي والالكتروني وتشديد المطالبة بالعد الشامل للاصوات البالغ عددها 9.6 مليون صوتا وباشراف مفوضية انتخابات جديدة.

لا تزوير ولا اختراق الكتروني

وفيما بدأت المفوضية العليا للانتخابات العراقية اليوم الاحد اعادة عد وفرز الاصوات في 6 محافظات يدويا فقد أكدت عدم ثبوت حصول أي تغيير في النتائج أو تزوير أو اختراق الكتروني حتى الآن بعمليات العد والفرز والتي شملت أكثر من 14 ألف محطة أقتراع مثلت 25% من مجموع عدد المحطات البالغ 55 الف و41 محطة في عموم العراق.
وقال عماد جميل محسن عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات في تصريحات للاعلام الرسمي "لم يحدث أي تشكيك بالعملية الانتخابية بعد نهايتها ولم يتحدث أي طرف عن حدوث خروقات لكن بعد ظهور النتائج الأولية ظهرت اعتراضات وتشكيك بالعملية الانتخابية من قبل اطراف متضررة من النتائج".


مفوضية الانتخابات العراقية تجري العد اليدوي لاصوات الناخبين

وأكد أن "المفوضية أعادت عد وفرز 25% من مجمل المحطات الانتخابية في عموم العراق بواقع 14621 محطة ولم يظهر هنالك أي تزوير". وبخصوص الاعتراضات على ما رافق العملية اشار المسؤول الانتخابي أن "خلل التوقف في الأجهزة حدث في 3681 محطة من أًصل أكثر من 55 ألف محطة وحدث بشكل وقتي وطفيف وتم إنهاء التوقف بعد إعادة ادخال الباسورد وعادت الأمور لطبيعتها بيوم الاقتراع". واوضح أن "الشركة الفاحصة رصينة وأتت بمتابعة من الحكومة والبرلمان وجميع القوى السياسية والتشكيك فيها غير دقيق".
وباشرت المفوضية اليوم بعملية العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون بنتائجها في 6 محافظات هي : أربيل (29 محطة) وكركوك (67 محطة) وكربلاء (101محطة ) والمثنى (10محطات ) والقادسية (4 محطات) والأنبار (6 محطات) في حين سيكون يوم غد الاثنين مخصصًا لمحافظة ذي قار(600 محطة) وصلاح الدين 325 محطة) ثم أخيرا البصرة (162 محطة).

بارزاني يدعو للتعاون لإنهاء داعش

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني يوم الأحد على ضرورة التعاون بين قوات البيشمركة الكردية والأجهزة الأمنية العراقية للقضاء على تنظيم داعش في البلاد بمساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وقال بارزاني في برقية تعزية إلى أسرتي المقاتلين في قوات البيشمركة "خالد حميد هياس" و"آكو كريم قادر" اللذين قتلا أمس خلال التصدي لهجوم لتنظيم داعش في منطقة بردي بمحافظة كركوك (222 كم شمال شرق بغداد). جاء ذلك في برقية تعزية إلى أسرتي المقاتلين في قوات البيشمركة "خالد حميد هياس" و"آكو كريم قادر" اللذين سقطا ضحية مساء أمس في التصدي لتنظيم داعش في منطقة بردي بمحافظة كركوك.

وحذر بارزاني في برقيته التي نشرت نصتها وسائل اعلام كردية تابعتها "أيلاف" من ان "داعش ما زال يمثل خطراً حقيقياً ويهدد أمن واستقرار البلد". وشدد بالقول "يجب أن نواجه داعش ونتصدى له بإرادة وقبضة من حديد من خلال التنسيق بين البيشمركة، الجيش العراقي والقوات الأمنية ودعم التحالف الدولي لحين القضاء على التنظيم نهائياً".

وأشار الى ان "تكرار واستمرار واتساع هجمات الإرهابيين تثبت هذه الحقيقة بأن داعش مايزال يشكّل تهديداً حقيقاً للسلم والاستقرار في البلاد، ولهذا يتعين بالإرادة واليد الفولاذية، وبالتعاون والتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي والقوات الأمنية وبدعم من التحالف الدولي مواجهته والتصدي له والقضاء عليه نهائيا".
وكان عنصران من قوات البيشمركة قتلا مساء امس السبت بهجوم نفذه مسلحون تابعون لتنظيم داعش في كركوك بحسب جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في منطقة لا تزال تنشط فيها خلايا للتنظيم.. موضحا في بيان ان مسلحي التنظيم "شنوا هجوماً على الفوج الثاني من اللواء العاشر التابع لوزارة البيشمركة في منطقة زركَة زراو بمحور كركوك".
وأضاف الجهاز أن الهجوم الذي تمّ سيراً على الأقدام وبأسلحة رشاشة أدى إلى مقتل اثنين من البيشمركة في هذه المنطقة النفطية والجبلية.


رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني خلال مؤتمر في اربيل الشهر الماضي بعنوان "العراق.. مستقبل خطير (رئاسة الاقليم)

وتقع هذه المنطقة في ناحية التون كوبي وتبعد 55 كلم شمال غرب مركز مدينة كركوك وهي من المناطق الوحيدة التي بقيت فيها قوات البشمركة بعد انتشار القوات الاتحادية في محافظة كركوك في عام 2017.
يشار الى ان تنظيم داعش قد فقد السيطرة على المناطق التي كان يتواجد فيها حتى نهاية عام 2017 لكن تقوم خلاياه السرية بشن هجمات غالبا ما تكون خلال الليل ضد قوات الأمن في مناطق نائية كما تستغل هذه الخلايا أراضي الشريط التي تمتد في مناطق متنازع بين بغداد وأربيل عليها تتواجد فيها قوات البيشمركة الكردية وقوات الحكومة الاتحادية.

وجاء هذا الهجوم بعد أربعة أيام من هجوم آخر حيث قتل 15 شخصاً وأصيب 26 بجروح الثلاثاء في هجوم تبناه تنظيم داعش في قرية الرشاد في محافظة ديالى شمال شرق بغداد كما قُتل خلال ايلول سبتمبر الماضي 13 عنصراً من الشرطة الاتحادية العراقية بهجوم للتنظيم على حاجز أمني في محيط جنوب كركوك.

وأعلنت السلطات العراقية خلال الشهر الحالس إلقاء القبض على قياديين بارزين في التنظيم في عمليتين خارج العراق، أحدهما في تركيا وهو سامي جاسم الجبوري المشرف المالي لداعش ونائب زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي قتل اواخر عام 2019 بغارة اميركية شمال سوريا والآخر مسؤول عن تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد عام 2016 أدى إلى مقتل أكثر من 320 شخصاً .

يذكر ان العراق كان قد أعلن أواخر عام 2017 انتصاره على تنظيم داعش بعد طرد مسلحيه من كل المدن الرئيسية التي سيطر عليها منتصف عام 2014 لكن خلاياه المسلحة مازالت تنتشر في مناطق متعددة من البلاد وتقوم بين فترة واخرى بشن هجمات على العسكريين والمدنيين من دون ان تتمكن من السيطرة على اي منها.