إيلاف من لندن: كشفت مصادر عراقية عن وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني إلى بغداد في زيارة غير معلنة حيث بدأ مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين وقادة المليشيات والقوى السياسية العراقية الموالية لبلاده.
وفي غياب أي إعلان رسمي عن الزيارة فقد أشارت مصادر عراقية إلى أنّ قاني قد اجتمع فور وصوله إلى بغداد مساء أمس مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس العراقي برهم صالح حيث بحث معهما تداعيات محاولة الإغتيال التي تعرّض لها الكاظمي فجر الأحد.
وأشارت وكالات محلية إلى أنّ قآني قد أكّد للكاظمي وصالح عدم علم بلاده بمحاولة الإغتيال أو توجيهها بذلك أو معرفتها بمنفّذيها.
ومن المنتظر أن يعقد قآني أيضًا إجتماعات خلال وجوده في بغداد مع قادة المليشيات التي توجّه لها الإتهامات بمحاولة اغتيال الكاظمي ردًّا على خسارتها الكبيرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة والتهديدات المستمرة التي تطلقها ضده.. حيث يسعى المسؤول الإيراني إلى محاولة تهدئة الأوضاع خاصة مع الإشتباكات التي شهدها محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد الجمعة بين المعتصمين حولها من أنصار القوى الخاسرة للانتخابات والقوات الأمنية والتي أسفرت عن مقتل متظاهر وإصابة 125 من الجانبين وإعلان حالة الطوارئ القصوى في العاصمة ونشر قوات عسكرية كبيرة فيها تحسّبًا لأي طارئ.
وخلال ترؤسه مساء الأحد لإجتماع استثنائي لحكومته فقد أكّد أنّه يعرف من استهدفه بالطائرات المسيّرات قائلًا أنّهم ممّن يريدون العراق دولة عصابات .. وقال أنّ هذا العمل الجبان لا يليق بالشجعان ولا يعبّر عن إرادة العراقيين. وشدّد بالقول "سنلاحق الذين ارتكبوا جريمة الأمس، نعرفهم جيداً وسنكشفهم وسوف تصل يد العدالة إليهم. وأشار إلى أنّ نتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة، إنما واجبنا انصبّ على توفير الأمور المالية والأمنية لإجراء الانتخابات كما منعنا انزلاق العراق في حرب إقليمية، وتمّكنا من العبور بالبلد إلى بر الأمان" لكنه أشار إلى أنّه هناك من يحاول أن يعبث بأمن العراق ويريدها دولة عصابات، ونحن نريد بناء دولة.

واشنطن وطهران على خط أزمة الإغتيال

وقد دخلت كل من واشنطن وطهران على خط تداعيات أزمة محاولة الإغتيال حيث عرضتا مساعدة السلطات العراقية في التحقيق لمعرفة منفّذي محاولة إغتيال الكاظمي.
فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه أصدر تعليمات إلى فريق الأمن القومي لمساعدة قوات الأمن العراقية على معرفة هوية مرتكبي المحاولة. وأدان الرئيس بشدة محاولة اغتيال الكاظمي وقال في بيان أصدره البيت الأبيض أنّ هذه المحاولة تستهدف العراق وتعدّ تقويضًا للعملية السياسية فيه.. مشدّدًا على وقوف الولايات المتحدة بحزم مع العراق وشعبه لدعم سيادته واستقلاله .
واعتبر بايدن الهجوم على منزل الكاظمي عمل إرهابي يستهدف منفّذوه الدولة العراقية وتقويض العملية الديمقراطية في العراق.. مؤكّدًا على ضرورة محاسبتهم وقال أنّه وجّه فريق الأمن القومي الأميركي بمساعدة العراق في معرفة منفّذي محاولة الإغتيال.
وفجر أمس أعلنت خلية الإعلام الأمني تعرّض الكاظمي إلى محاولة إغتيال فاشلة بطائرة مسيَّرة مفخَّخة فيما أكّدت أنّه لم يُصب بأيّ أذى بعدها دعا الكاظمي في تغريدة له الجميع إلى الحوار الهادف والبنَّاء من أجل العراق ومستقبله.. محذّرًا من أنّ "الصواريخ والطائرات المسيّرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا".

ومن جهتها اعلنت ايران اليوم الاتفاق مع العراق على تقديم المساعدة في كشف المتورطين بمحاولة اغتيال الكاظمي وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي بطهران "تم الاتفاق مع العراق لتقديم المساعدة للكشف عن المتورطين في الهجوم".
وأضاف "العراق ليس بحاجة الآن الى أية وساطة ولديه حكومة ولها علاقات طيبة مع ايران التي تواصل مساعداتها من اجل استقرار العراق".. مشيرا الى ان "على اميركا ان تخرج مصدر الانفلات الامني من العراق".

كما اعتبرت إيران محاولة الإغتيال فتنة، مؤكّدة إدانتها لاستهداف الكاظمي وموقفها الثابت بدعم الأمن والإستقرار في العراق على حدّ قول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة على تويتر.. مضيفًا أنّ "محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي هي فتنة جديدة يجب التحرّي عنها في مراكز الفكر الأجنبية والتي لم تجلب منذ سنوات من خلال خلق ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال البلاد سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الإستقرار للشعب العراقي المظلوم".