إيلاف من لندن: اعتذر رئيس الوزراء البريطاني بعد ظهور لقطات فيديو لكبار المسؤولين في مقر رئاسة الحكومة وهم يمزحون ويضحكون بشأن حفلة عيد الميلاد في داونينغ ستريت العام الماضي.
وفي مواجهة مع النواب في مجلس العموم، خلال جلسة سؤال رئيس الوزراء الأسبوعية المعتادة (PMQs)، كل يوم أربعاء، قال جونسون إنه كان "تم طمأنته مرارًا وتكرارًا" بعدم عقد مثل هذا التجمع في مقر رئاسة الحكومة لإقامة مثل هذا الحفل.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه "غاضب" وطلب من سكرتير مجلس الوزراء سيمون كيس التحقيق. وأضاف لمجلس العموم في بداية جلسة مساءلة رئيس الحكومة PMQ: "إنني أتفهم وأشارك الغضب في جميع أنحاء البلاد لرؤية موظفي 10 داونينغ ستريت يحتفلون رغم إجراءات الإغلاق".

مثير للغضب

وأضاف جونسون: "يمكنني أن أفهم كم هو مثير للغضب أن تعتقد أنّ الأشخاص الذين وضعوا القواعد لم يتّبعوا القواعد لأنّني كنت غاضبًا أيضًا لرؤية هذا المقطع."
وقال رئيس الوزراء إنه يعتذر "بلا تحفّظ عن الإساءة التي تسبّبت بها" و"عن الانطباع الذي أحدثته". لكنّه أكّد: "لقد تم طمأنتي مرارًا وتكرارًا منذ ظهور هذه المزاعم بأنه لا يوجد حزب وأنه لم يتم انتهاك قواعد كورونا COVID".
وأضاف إن سكرتير مجلس الوزراء "سيقدّم تقريرًا في أقرب وقت ممكن" عما إذا كان هذا هو الحال وما إذا كان قد تم انتهاك القواعد "فسيكون هناك إجراء تأديبي لجميع المتورّطين".
ووافق رئيس الوزراء على تزويد شرطة العاصمة بأي معلومات لدى الحكومة حول حفلات عيد الميلاد في 10 داونينغ ستريت. وقالت الشرطة إنها على علم بالتصوير.

كلام ستارمر

وخلال مداخلات جلسة مجلس العموم، قال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر إنّ اعتذار رئيس الوزراء "يثير أسئلة أكثر من الإجابات" وقال للنواب أنه تم القبض على جونسون "متلبّسًا".
وأضاف ستارمر للنواب: "كانوا يعرفون أن هناك حفلة، وكانوا يعرفون أنها كانت مخالفة للقواعد، وكانوا يعرفون أنهم لا يستطيعون الإعتراف بها، واعتقدوا أنها كانت مضحكة".
وادّعى السير كير أنّ "الملايين من الناس" الذين اتبعوا القواعد في عيد الميلاد الماضي "يعتقدون الآن أنّ رئيس الوزراء كان يعتبرهم حمقى، وأنه كذب عليهم".
من جهته، قال إيان بلاكفورد، زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في مجلس العموم، إن جونسون يجب أن يستقيل لأنه "لم يعد قادرًا على قيادة القضية الأكثر إلحاحًا التي تواجه هذه المملكة".
ومن جانبهم، دعا الأعضاء الديمقراطيون الليبراليون في مجلس العموم الحكومة إلى نشر أي نصيحة قانونية تتلقّاها بشأن مسألة حفلات عيد الميلاد التي يُزعم أنها عقدت في 10 داونينغ ستريت، وسط اقتراحات بأنّ اللوائح لا تنطبق على "المباني المسجلة باسم التاج الملكي Crown Property."

إحاطة اعلامية

ويُشار في الأخير، إلى أنّ لقطات الفيديو، التي كانت حصلت عليها قناة ITV News، هي بروفة لإحاطة إعلامية تلفزيونية من 22 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، بعد أربعة أيام من إقامة حفلة عيد الميلاد المزعومة في 10 داونينع ستريت.
وعلى الشريط كان يمكن سماع كبار مساعدي مقر رئاسة الحكومة يتمازحون وهم يشيرون إلى "اجتماع عمل" وحديث عن "الجبن والنبيذ". وكان تم وضع لندن آنذاك في قيود المستوى 3 لمواجهة كورونا، مما منع الاختلاط في داخل المكاتب بين الموظفين والبيوت بين الأسر.
ولم ينفِ المتحدث باسم رئيس الوزراء الذي كان في الحفلة حدوث مثل هذا التجمع، وقال إنّ جونسون لديه ثقة في أليغرا ستراتون، السكرتيرة الصحفية السابقة لرئيس الوزراء والتي شوهدت في الفيديو وهي تجيب على أسئلة وهمية، ويشار إلى أنها لا تزال في دورها كمتحدثة باسم قمة المناخ COP26 التي كانت عقدت في غلاسكو نهاية الشهر الماضي.