القدس: قتل إسرائيلي في العشرينات من العمر وأصيب اثنان آخران بعدما تعرضت سيارتهم الخميس لإطلاق نار قرب مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، وفق مسعفين.

وأكد اللفتانات كولونيل امنون شيفلر مساء الخميس أن الجيش الإسرائيلي نشر ثلاثة فرق إضافية فضلا عن وحدات خاصة في محاولته البحث عن المهاجمين.

وقال مسعف في جهاز "نجمة داود الحمراء" إنه حاول عبثا إنعاش راكب في المقعد الخلفي للسيارة كان فاقدا للوعي بعد إصابته برصاصة، مضيفا "اضطررنا إلى إعلان وفاته".

وأضاف أن "سائق السيارة وراكبا آخر بكامل وعيهما (...) ويعانيان إصابات طفيفة بسبب شظايا زجاج" النوافذ وقد نقلا إلى المستشفى للعلاج.

وأوضح شيفلر أن الهجوم وقع مساء "عندما اطلق إرهابيون النار على طلاب دين من على قارعة الطريق" في حين كانت السيارة قرب المدرسة التلمودية في حومش وهي "مستوطنة عشوائية" على حد قوله.

وتقع هذه المستوطنة في شمال الضفة الغربية المحتلة قرب مدينة نابلس.

وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" أن الجيش الإسرائيلي يسد مداخل مدينة نابلس وأن مئات السيارات عالقة على الطرقات المحيطة.

وندد رئيس الوزراء الإٍسرائيلي نفتالي بينيت بهذا الهجوم "الفظيع" في بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف "ستلقي القوى الأمنية القبض على الإرهابيين قريبا جدا وسنضمن تحقيق العدالة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس "سنضاعف المراقبة ونحن جاهزون لإفشال الارهاب في يهودا والسامرة" الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف "سنواصل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة في مواجهة المجموعات الإرهابية في المنطقة".

ورحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة في بيان ب"العملية البطولية" مشددة على أنها "تثبت من جديد أن شعبنا الفلسطيني البطل في الضفة سيواصل نضاله المشروع حتى طرد المحتل من كامل أرضنا الفلسطينية وكنس مستوطنيه".

وحدد "مجلس السامرية الاقليمي" هوية القتيل على انه يهودا ديمنتمان ويقيم في مستوطنة شافي شومرون قرب حومش. وأتى إطلاق النار بعد سلسلة من الهجمات في القدس والضفة الغربية في الفترة الأخيرة.

والأسبوع الماضي أوقفت الشرطة الإسرائيلية فتاة فلسطينية تبلغ 14 عاما للاشتباه في طعنها جارتها وهي إسرائيلية يهودية تقيم في مستوطنة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. وعائلة الشابة مهددة بالطرد من هذه المنطقة.

وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر قتل إسرائيلي وجرح ثلاثة أشخاص آخرين في هجوم بالسلاح شنه فلسطيني عضو في حركة حماس في البلدة القديمة في القدس.

ويعيش نحو مئتي ألف إسرائيلي في القدس الشرقية فضلا عن 300 ألف فلسطيني.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في العام 1967 وأعلنت ضمها لاحقا من دون أن تعترف الأسرة الدولية بذلك.

وأتى هذا الهجوم فيما تنقسم الحكومة الائتلافية الإٍسرائيلية حول مسألة العنف الذي يرتكبه مستوطنون يهود في حق فلسطينيين.

فبين مطلع 2020 ومنتصف 2021 شن مستوطنون إسرائيليون أكثر من 450 هجوما على فلسطينيين في الضفة الغربية من دون أن يتدخل الجيش الإسرائيلي في غالبية هذه الحالات لوقف العنف على ما جاء في تقرير لمنظمة "بتسيلم" غير الحكومية المناهضة للاستيطان.

والاثنين قال وزير الأمن العام الإسرائيلي اومير بار-ليف إنه بحث "في عنف المستوطنين وطريقة خفض التوتر في القطاع وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية" خلال اجتماع مع المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند.

وتَواصل الاستيطان الإسرائيلي الذي يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني في عهد كلّ الحكومات الإسرائيلية منذ 1967.