إيلاف من لندن: انتهى اجتماع لقادة عراقيين مع الصدر بمنزله في النجف الاثنين، فيما كشف مصدر مطلع لـ"ايلاف" بنود الوساطة التي حملها اليه قادة عراقيون أكد بعدها اصراره على حكومة اغلبية وتحول الرافضين لها الى المعارضة.


فقد انتهى اجتماع عقده رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الاثنين مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تم خلالها وبمبادرة سياسية طرحها الزعيم الكردي مسعود بارزاني بحث تداعيات الازمية السياسية التي يعيشها العراق حاليا على خلفية تشكيل الحكومة الجديدة.

بنود وساطة القادة الثلاثة

وفيما لم يصدر اي بيان عن الاجتماع لحد الان فقد ابلغ مصدر سياسي عراقي "ايلاف" ان القادة الثلاثة حملوا الى الصدر الفائز في الانتخابات البرلمانية الاخيرة ثلاثة مقترحات لحل الازمة تتضمن قبوله منح الاطار التنسيقي للقوى الشيعية خمسة وزراء ومنصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة اضافة الى منح رئيس ائتلاف دولة القانون القيادي في الاطار نوري المالكي منصب نائب رئيس الجمهورية.
وفيما لم يعرف بعد موقف الصدر من المقترحات الثلاثة الا انه كان قد رفض في وقت سابق مشاركة المالكي في اي حكومة جديدة يتم تشكيلها مرحبا بانخراط قوى الاطار "عدا المالكي" فيها.
يذكر ان الإطار التنسيقي الشيعي يضم كلا من : نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، وهادي العامري رئيس تحالف الفتح، وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر، وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة، وفالح الفياض رئيس حركة عطاء، وهمام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، فضلا عن شخصيات شيعية أخرى.

الصدر مصر على حكومة أغلبية بوجود معارضة

وعقب اجتماعه مع الحلبوسي وبارزاني والخنجر فقد اكد الصدر اصراره على تشكيل حكومة اغلبية داعيا الى التوقف عن الارهاب والعنف ضد الشعب.
وقال الصدر في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" اليوم "اوقفوا الارهاب والعنف ضد الشعب والشركاء فلازلنا مع تشكيل حكومة اغلبية وطنية".


تغريدة الصدر الاثنين 31 كانون الثاني يناير 2022 عقب اجتماعه في النجف مع الحلبوسي وبارزاني والخنجر (تويتر)

وأكد قائلا "نرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية" من دون الاشارة الى موقفه من المقترحات التي طرحها عليه القادة الثلاثة وخاصة ما يتعلق منها بالمالكي وحيث يبدو منها انه مازال على موقفه الرافض للاخير.
وجاء اجتماع النجف اليوم بناء على مبادرة من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في رسالة وجهها الى الرأي العام العراقي قال فيها "من أجل حل المشاكل وتوفير بيئة مناسبة وجيدة للعملية السياسية في العراق طرحت مبادرة سياسية وفي سياق هذه المبادرة أقترح أن يقوم السيدان نيجيرفان بارزاني ومحمد الحلبوسي بزيارة السيد مقتدى الصدر والتشاور حول كيفية مواصلة العملية السياسية وإزالة العقبات والمشاكل التي تعيق العملية السياسية" كما نقل عنه مكتبه في بيان مقتضب تابعته "ايلاف".
وعبر بارزاني عن الامل في "أن تكون لهذه المبادرة نتائج إيجابية وأن تكون في مصلحة العراق وجميع مكوناته".

الحلبوسي: ولى زمن التدخلات الخارجية

وقال الحلبوسي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" عقب وصوله الى النجف "أن جبال العراق وصحراؤه تتحرك إلى النجف لتشكيل حكومة "لاشرقية ولاغربية".
واضاف "ولَّى زمن التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومات العراقية واليوم تتحرك جبال العراق وصحراؤه إلى النجف الأشرف لمباحثات حكومة عراقية وطنية خالصة لا شرقية ولا غربية".

يذكر ان هناك خلافا سياسيا كبيرا بين التيار الصدري بزعامة الصدر والاطار التنسيقي للقوى الشيعية حيث يصر الاول على تشكيل حكومة أغلبية فيما تدعو قوى الاطار الى حكومة توافقية تماشيا مع النهج الذي اختطته العملية السياسية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وقامت على المحاصصة الطائفية والقومية.
وفشلت لقاءات عدة بعد الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي بين التيار الصدري والاطار الشيعي على الاتفاق لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة المقبلة حيث رفض الصدر ذلك في وقت يتجه الى تحالفات مع القوى السنية والكردية الفائزة في الانتخابات.