إيلاف من بيروت: اخترقت مجموعة "عدالة علي" السيبرانية جلسة مغلقة خلال اجتماع مقر "ثار الله" وأرسلت وثائق سرية خصيصاً لإذاعة "فردا" الأميركية الناطقة بالفارسية، مُعلنة حدوث انفجار قريب تحت جلد المجتمع الإيراني.

ونشر قراصنة يطلقون على أنفسهم "عدالة الإمام علي" وثائق سرية للغاية لاجتماع خلف الأبواب المغلقة بين مسؤولين إيرانيين، كشفت عن اتساع رقعة الاستياء داخل المجتمع الإيراني، مؤكدة اقتراب المجتمع من هوة الانفجار.

وذكرت الوثيقة التي وصفت بـ"سرية للغاية"، أرسلتها مجموعة مخترقون "عدالة علي" السيبرانية، خصيصاً لإذاعة "فردا" الأميركية الناطقة بالفارسية، تفاصيل اجتماع لـ"مجموعة العمل المعنية بالوقاية من الأزمات الأمنية الناجمة عن الوضع المعيشي"، وأعلنت أن "ثمة انفجار تحت جلد المجتمع الإيراني"، مؤكدة أن "السخط الاجتماعي قد ازداد بنسبة "300%" في العام المنصرم".


آلاف الأشخاص يجتمعون في احتجاجات أصفهان اعتراضاً على شح المياه

نص الوثيقة المسرب

وتتالف الوثيقة التي كشفت عنها مجموعة "عدالة علي" السيبرانية، من 7 صفحات تتضمن محضر الاجتماع الذي تم في مقر "ثار الله" بتاريخ 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، برئاسة نائب قائد الحرس الثوري في المقر، العميد "حسين نجات"، وبمشاركة ممثلي الادعاء العام بطهران، وجهاز استخبارات طهران، ومخابرات قوات الأمن العام والشرطة، ومخابرات الباسيج الاقتصادية، وفيلق "حضرة سيد الشهداء"، وفيلق "حضرة الرسول"، وباسيج المهن، وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني.

محمدي

وتضمنت الوثيقة اعترافات المجتمعين عن سوء الوضع القائم في إيران. حيث أشار "محمدي"، مساعد منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني في الشؤون الاجتماعية إلى أن "المجتمع يعيش حالة انفجار تحت الجلد". لافتاً لاهتزازٍ شديد في مؤشرات الثقة في الحكومة تبعاً لارتفاع أسعار السيارات وانهيار البورصة.

ورأى أن "الاستياء الاجتماعي زاد بنحو 300 في المائة خلال العام الماضي" وأن الاحتجاجات التي شهدتها إيران، ركزت على "التضخم والمتأخرات القانونية والفوضى الاجتماعية والمياه".

كما أشار إلى زيادة الاحتكار والاحتفاظ بالأدوية وارتفاع أسعارها تبعاً لارتفاع أسعار الدولار، وسط التباطؤ في وتيرة التطعيم ضد كورونا في البلاد، محذرا من حدوث عصيان مدني لدى المرحلة الثالثة من التطعيم.

كاوياني

وقال "العقيد كاوياني من مخابرات الأمن العام والشرطة الأمن العام" إن "التجمعات في عام 1400 زادت بنسبة 48% مقارنة بعام 1399 وازداد في هذه الفترة، عدد المشاركين في الوقفات الاحتجاجية بنسبة 98%". مفصلاً أن "التجمعات لأسباب اقتصادية زادت بنسبة 56% مقارنة بالعام الإيراني الماضي، بينما ازدادت التجمعات في بيئات الطبقة العاملة بنسبة 136%، مع الإشارة إلى أن معظم الوقفات الاحتجاجية، تمت أمام مجلس البرلمان ووزارة العمل.

واضاف: "التضخم السنوي ارتفع بنحو 19.4% من سبتمبر 2020 إلى ايلول/ سبتمبر 2021 مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية"، وتوقع أن تشهد الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الإيراني الجاري، "55 تجمعا نقابيا" وحذر من أن "التجمعات النقابية ستنمو بنسبة 22٪ مقارنة بالعام الماضي".

شهبازي

وفي الاجتماع عينه، صرح شهبازي من منظمة استخبارات طهران، بأن النظام "مجبر" على إلغاء التسعيرة التفضيلية للدولار بـ4200 تومان، وإن طريقة تعويضها يجب أن تكون باللجوء إلى دعم السلع. وقال: أعلى الأرباح من العملة التفضيلية كان يذهب إلى جيوب السماسرة والوسطاء، ولوحظ المزيد من التضخم في السلع الأساسية المستوردة بالعملة التفضيلية، وأكثر الفساد يشاهد في مجال توزيع السلع الأساسية، واقترح دفع إعانات مالية للفقراء وإلغاء الإعانات للفئات الميسورة، بدلا من دفع الدولار بالسعر التفضيلي لاستيراد السلع الأساسية، قائلا "إذا لم تؤخذ الاعتبارات (الأمنية) في الحسبان، سنواجه أزمة، 100 في المائة".

حكومة رئيسي

وكانت حكومة إبراهيم رئيسي قد اقترحت على البرلمان مشروعاً لإلغاء العملة التفضيلية، واعتبار العملة بسعر 4200 تومان للدولار الواحد في ميزانية العام الإيراني المقبل وثمة معارضة للمشروع المقترح في البرلمان، ولا يزال مصير الدولار بـ4200 تومان مجهولا، لكن الغموض الناجم عن ذلك وحده تسبب في رفع أسعار السلعة الأساسية.

يذكر أن مقر "ثار الله" التابع للحرس الثوري الإيراني هو أحد المؤسسات الرئيسية المسؤولة عن قمع الاحتجاجات والمظاهرات، ويعتبر أهم معسكر أمني في العاصمة الإيرانية، وهو المسؤول عن حماية طهران والمؤسسات الحكومية السيادية فيها، أمام أي تهديد، بما في ذلك أعمال الشغب والاحتجاجات الواسعة المناهضة للحكومة أو التهديدات العسكرية ضد الحكومة، مثل الانقلابات.