الخرطوم: تظاهر آلاف من انصار الجيش السوداني السبت أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم، وفق صحافيين من وكالة فرانس برس، في اختبار قوة جديد مع مؤيدي الحكم المدني بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انقلاب تشرين الأول/اكتوبر.

ويتعمق الانقسام كل يوم في السودان، أحد أفقر بلدان العالم والمحروم من المساعدات الدولية احتجاجا على الانقلاب.

فكما كان الحال قبيل انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/اكتوبر، تشهد الخرطوم تظاهرات لانصار الحكم الكدني وفي الوقت ذاته تظاهرات مضادة لمؤيدي الجيش.

مبادرة للحوار

وهاجم مؤيدو الجيش الذين شارك بعضهم في المسيرة ممتطين خيولا، السبت ما يصفونه بـ"التدخلات الأجنبية" وهتفوا معبرين عن دعمهم للجيش فيما أطلقت بعثة الأمم المتحدة في السودان أخيرا مبادرة للحوار من أجل العودة الى الفترة الانتقالية في البلاد لتعود معها المساعدات الدولية.

وصباح السبت استقل مئات من أنصار الجيش القطار من عطبرة (250 كلم شمال العاصمة) للانضمام الى المسيرة في الخرطوم. وحاول عشرات من أنصار الحكم المدني من دون جدوي، منعهم من صعود القطار وكانوا يهتفون "العسكر الى الثكنات والسلطة للشعب" كما قال أبو عبيده أحمد، أحد سكان عطبرة لفرانس برس.

وقبل عشرة أيام، كان آلاف من أنصار الجيش تظاهروا أمام مقر الأمم المتحدة وهاجموا المنظمة الدولية ومبادرتها للحوار.

ودان ممثل الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرثيس آنذاك "اصدقاء حزب المؤتمر الوطني"، وهو حزب الرئيس السابق عمر البشير الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في نيسان/ابريل 2019 بالوقوف وراء هذه التظاهرات.

وفي الوقت نفسه، يقوم آلاف من أنصار الحكم المدني بتظاهرات كل اسبوع للمطالبة برحيل الجنرالات وتتصدى لهم قوات الأمن بالغازات المسيلة للدموع والرصاص ما أسفر عن مقتل 79 منهم حتى الآن.

كم جهة أخرى قامت مئات النساء بمسيرة السبت في أم درمان (ضاحية في شمال غرب الخرطوم) للتنديد بهذا القمع، بحسب ما قالت لفرانس برس احدى المتظاهرات.

واذا كان لأنصار الجيش ومؤيدو الحكم المدني مواقف متناقصة تماما، فانهم يتفقون على شئ واحد وهو رفض الحوار. فالفريق أول يريد تكريس الأمر الواقع الناجم عن الانقلاب أما الطرف الثاني فيريد تنحية الجيش تماما عن الحياة السياسية.