الماتي (كازاخستان): تجمع مئات الأشخاص في ألماتي، كبرى المدن الكازاخستانية، الأحد لإحياء ذكرى ضحايا أعمال الشغب الدامية التي هزت البلاد في كانون الثاني/يناير، في تحد للحظر الذي تفرضه السلطات على التجمعات.

وأقام متظاهرون صلوات في ساحة الجمهورية في ألماتي لإحياء ذكرى أكثر من 200 ضحية سقطوا خلال تلك الاضطرابات.

ومطلع كانون الثاني/يناير، تحوّلت احتجاجات سلمية اندلعت بسبب ارتفاع أسعار الغاز إلى أعمال نهب واشتباكات مسلحة. وأرسلت روسيا قوة عسكرية على الفور بناء على طلب الرئيس قاسم جومرت توكاييف.

وكان غضب المتظاهرين خلال أعمال الشغب موجها خصوصا إلى نور سلطان نزارباييف الذي، رغم تركه السلطة عام 2019، ما زال يتمتع بنفوذ سياسي كبير.

وتؤكّد السلطات الكازاخستانية، من دون تقديمها أدلة، أن البلاد وقعت ضحية مجموعات من "قطاع الطرق" و"إرهابيين" مدربين في الخارج.

لكن سلسلة من الإقالات والتوقيفات التي أعقبت الاحتجاجات أشارت إلى صراع على النفوذ بين النخب.

ومنذ الاضطرابات، بدأ الرئيس الكازاخستاني الحد من نفوذ سلفه نور سلطان نزارباييف الذي حكم البلاد 30 عاما حتى العام 2019.

والأحد، طالب المتظاهرون باستقالة الرئيس توكاييف والإفراج عن مئات الأشخاص الذين أوقفوا خلال أعمال الشغب ووضع حد للتعذيب في سجون البلاد.

كما طالب البعض بتوقيف نزارباييف البالغ 81 عاما.

وقالت المتقاعدة إيمان إسبولوفا التي شاركت في أداء أغان وطنية ووضع زهور في الساحة، إنها أتت لتطلب تحقيق العدالة لصديق ابنها الذي قتل بالرصاص في 6 كانون الثاني/يناير فيما كان يقود سيارته.

وأوردت "كان يبلغ 28 عاما. والداه يبلغان 60 عاما. كان يعتني بهما. والدته تشعر بحزن شديد ولا تقوم من الفراش. أين توكاييف الذي أصدر الأمر بإطلاق النار للقتل؟".

أما غولشارا بيلغيباييفا وهي عاملة بريد تبلغ 57 عاما فجاءت للمطالبة بالإفراج عن شاب تم إطلاق النار عليه وتوقيفه، قبل أن تنقله الشرطة من المستشفى إلى زنزانة السجن.

وقبل التظاهرة، حذّرت السلطات ناشطين بارزين من المشاركة في هذا الاحتجاج الذي لم يحصل منظموه على تصريح لإقامته.

ولم تحاول الشرطة فض الاحتجاج رغم القيود الصارمة التي تفرض على التجمعات.