إيلاف من لندن: فيما دخلت الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الثاني فقد وصلت تداعياتها إلى الساحة العراقية الجمعة بدخول سفارات أجنبية في بغداد على خط شظاياها.. بينما يتوجّه إلى طهران وفد وزاري عراقي لإعادة تدفّق الغاز الإيراني.
فبعد تدوينة للقنصلية الروسية في محافظة البصرة الجنوبية العراقية أمس أشارت فيها إلى تواصل تلقيها طلبات عراقيين للتطوع للقتال مع الجيش الروسي في الحرب الدائرة حالياً ضد أوكرانيا فقد نفت السفارة الروسية في بغداد اليوم طلب بلادها لمتطوعين.
وقالت السفارة في بيان على موقعها الالكتروني تابعته "إيلاف" أنها "تنفي مزاعم بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن انخراط قنصلية روسيا في البصرة بأي نشاط مزعوم خاص بطلب الانضمام إلى صفوف القوات الروسية".


السفارة الروسية في بغداد تنفي طلب متطوعين للقتال مع الجيش الروسي ضد أوكرانيا (السفارة)

وكانت القنصلية الروسية في محافظة البصرة الجنوبية قالت الخميس في تدوينة على تويتر تابعتها "إيلاف" أنها مستمرة "بتلقي طلبات الانضمام إلى صفوف القوات الروسية التي تقوم بعملية عسكرية ضد النظام النازي في أوكرانيا المدعوم من طرف أميركا وحلفائها من الناتو".
لكنها أشارت إلى أنه "في هذا الصدد نود إبلاغكم بأنّ القوات الروسية لديها القوى الكافية لحل المشكلة.. نشكركم على التفاهم والتضامن معنا.. مع فائق الاحترام".
وكانت المليشيات العراقية الموالية لإيران قد أصدرت تعليمات إلى عناصرها بتقديم طلبات التطوّع هذه للتضامن مع موسكو حليفة طهران ضد الدول الغربية وفي مقدمتها واشنطن.
كما قام عناصرها برفع صور للرئيس الروسي بوتين في العاصمة بغداد ومدن أخرى تحمل اسم "أصدقاء الرئيس" وشعارات باللغة الإنكليزية "ندعم روسيا" لكنه سرعان ما قامت القوات الأمنية بإزالتها ووجهت قواتها بمنع رفع صور بوتين في الأماكن العامة في بغداد وبقية المحافظات.
يشار إلى أنّ وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت أمس أن عدد العراقيين المقيمين في أوكرانيا والذين غادروها إلى الأراضي البولندية المجاورة منذ بداية الأزمة الأوكرانية في 24 من الشهر الماضي قد ارتفع إلى 559 شخصاً.
ويبلغ عدد أفراد الجالية العراقية في أوكرانيا 5 ألاف و537 شخصاً بينهم 450 طالباً يتوزعون للدراسة على 37 جامعة هناك.

السفارة الألمانية ترفع علم أوكرانيا
وفي الاتجاه نفسه فقد رفعت السفارة الألمانية على مبناها وسط بغداد علم أوكرانيا تأكيداً لتضامن بلادها مع أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وقالت السفارة في بيان الجمعة تابعته "إيلاف".. "يمثّل غزو بوتين لأوكرانيا نقطة الانهيار وهو هجوم مباشر ليس فقط على أوكرانيا ولكن على النظام الدولي القائم على القواعد".
وأضافت السفارة مؤكّدة بالقول "لا يمكننا التزام الصمت بل يتطلب من كل واحد منا اتخاذ إجراء. تضامناً مع أوكرانيا رفعنا العلم الأوكراني في سفارتنا في بغداد".
يشار إلى أنّ ألمانيا تعتبر واحدة من الدول الغربية الأشد دعماً لأوكرانيا في حربها مع روسيا واتخذت عدة قرارات مهمة في عزل موسكو دبلوماسياً وأمنياً واقتصادياً.
وكان العراق قد امتنع عن التصويت الأربعاء على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين "الغزو" الروسي لأوكرانيا والذي حظي بتأييد غالبية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.

وزراء عراقيون إلى طهران
كشفت وزارة الكهرباء العراقية الجمعة عن توجه ثلاثة وزراء عراقيون إلى إيران قريباً للاتفاق على آلية لإعادة تدفقات الغاز الإيراني إلى العراق ودعم الشبكة الوطنية الكهربائية بكميات إضافية من الطاقة استعداداً لفصل الصيف.
وأشار المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى إلى أنّه "بموجب الدعم الحكومي المقدم من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فقد تم إعداد خطة مبكرة لتحسين ساعات التجهيز ودخول محطات توليدية جديدة مع إكمال الصيانات الدورية وأيضاً أدخال خطوط استراتيجية رابطة بين المحافظات.
وأوضح أنّ "هنالك محطات تحويلية وثانوية وتم فك اختناقات التوزيع وزيادة المغذيات وهذه كلها سيتم من خلالها حصول زيادة بساعات تجهيز الكهرباء في الصيف المقبل مع توفر الاشتراطات المطلوبة أيضاً".
وقال أن "هناك خطوطاً وصلت فيها نسبة الإنجاز إلى 87% وتحتاج للمزيد من الأموال لتكتمل قبل حلول الصيف وأيضاً معالجة موضوع المناطق العشوائية المتاخمة للشبكات والتي تشكل أحمالاً إضافية".
وأكّد أنّ "وزير الكهرباء المكلّف عادل كريم أشعر مجلس الوزراء بضرورة توفير الأموال من الآن استعداداً لفصل الصيف ولتحقيق هدف تحسين ساعات التجهيز".


أعمدة للطاقة الكهربائية العراقية حيث الاستعداد لتوفير الطاقة للمواطنين قبل حلول فصل الصيف (وزارة الكهرباء)

وبخصوص تدفّقات الغاز الإيراني قال المتحدث الرسمي إنّ "انحسار تدفقات الغاز الإيراني المشغل لمحطات طاقة عراقية ما زال مستمراً ويفترض أن تجهز إيران العراق يومياً بما لا يقل عن 45 مليون متر مكعب من الغاز لكن التجهيز مازال بحدود 8 ملايين فقط.. منوهاً إلى أنّ وزارة الكهرباء العراقية إمكانية لإضافة 8 ألاف ميكاواط للشبكة الوطنية شريطة توفر إمدادات الوقود".
وكشف عن أنّ "وفوداً عراقية رفيعة المستوى ستزور إيران ممثلة بوزراء الكهرباء والمالية والنفط ومدير عام المصرف العراقي للتجارة، بهدف إيجاد حلول لإعادة تدفق كميات الغاز التي يحتاجها العراق".
وأضاف أنّ "ما أحدثه تقليل تدفقات الغاز الايراني نجحنا بالتعامل معه بموجب الخطة الطارئة وساعدنا بذلك تحسن حالة الطقس، لكننا مقبلون على تحد كبير في فصل الصيف ويجب أن تتوفر جميع المقومات لنزيد ساعات التجهيز في موسم الذروة".