إيلاف من لندن: قارنت بريطانيا بين ما تفعله روسيا في أوكرانيا وسوريا، وقالت إن هذه المقارنة تشمل الأسلحة الكيميائية، حيث نرى شبح التضليل الإعلامي الروسي حول الأسلحة الكيميائية يخيّم الآن على أوكرانيا.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي في جلسة إحاطة لمجلس الأمن الدولي في يوم الخميس الماضي حول الوضع في الشرق الأوسط/ سوريا، وخصوصاً الأسلحة النووية.

لا تعاون
وأضاف بأنه قبل عشرة أيام فقط ناقشنا في هذا المجلس الأسلحة الكيميائية في سورية، ولقد كان واضحاً حينها أن سورية لا تزال غير متعاونة. حيث المسائل الجادة المعلّقة ذات الصّلة بإعلانها بشأن أسلحتها الكيميائية - والتي تشتمل على مصير الآلاف من الذخائر الكيميائية ومئات الأطنان من العناصر الكيميائية - لم تتم تسويتها بعد.
ونوه السفير كاريوكي إلى أن سوريا لا تزال تنتهك أحكام القرار 2118. وعليه، ندعو النظام السوري – تماماً كما نفعل كلّ شهر - إلى التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والعودة إلى الامتثال لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

نفس الأفعال
وقال: ومنذ لقائنا الأخير قبل عشرة أيام، تواصل روسيا عدوانها الحربي على أوكرانيا؛ تحاصر المدن، وتقتل المدنيين عشوائياً، وتدفع بالملايين إلى الفرار بحثاً عن الأمان. إن أوجه الشّبه مع ما تفعله روسيا في سورية واضحة. ومما يؤسف له أن هذه المقارنة تشمل الأسلحة الكيميائية أيضاً، حيث نرى شبح التضليل الإعلامي الروسي حول الأسلحة الكيميائية يخيّم الآن على أوكرانيا.
وأشار المندوب البريطاني إلى أن روسيا لها تاريخ طويل من ممارسة التحريف والإنكار وعرقلة سير الأمور عندما يتعلق الأمر بالأسلحة الكيميائية. ففي سنة 2017، ادّعى بوتين أن المسؤولية عن هجوم خان شيخون، الذي خلصت آلية التحقيق المشتركة الخبيرة والمحايدة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى أن نظام الأسد مسؤول عنه، كان من فعل الغرب.
وبالنسبة للاعتداء بالأسلحة الكيميائية الذي نفذه عملاؤها العسكريون في سولزبري قبل أربع سنوات، قدمت روسيا أكثر من 40 رواية مختلفة. وبما يتعلق باستخدام نوفيتشوك لمحاولة تسميم أليكسي نافالني، لم نرَ سوى التعتيم والافتراءات.

سجل حافل
وقال المندوب البريطاني في المداخلة أمام مجلس الأمن إنني أطلب منكم حين تستمعون إلى البيانات الروسية خلال هذه الجلسة أن تتأمّلوا ملياً - من ينبغي لنا أن نصدق؟ هل نصدق الدولة التي لها سجل حافل في استخدام الأسلحة الكيميائية، والتي أنكرت وتحاشت التساؤلات حول هجمات عميلها، نظام الأسد، سواء في خان شيخون أو اللطامنة أو سراقب؟ أم أن علينا أن نصدق المنظمات الدولية المستقلة والنزيهة التي أجرت تحقيقات صارمة حددت بموجبها المسؤولية استنادا إلى أدلة واضحة؟
وخلص السفير كاريوكي خلال المداخلية إلى القول: لقد سمع هذا المجلس ما يكفي من الأكاذيب عن الأسلحة الكيميائية من الاتحاد الروسي. ينبغي علينا أن نتوقف عن التظاهر بأن نظام الأسد يتصرف بحسن نية. ويجب أن ندافع عن المبادئ التي اتفقنا عليها جميعاً، وأن نواجه بشكل مباشر أولئك الذين يخالفونها ونحاسبهم على أفعالهم.