ايلاف من لندن : تبنى الحرس الثوري ايراني الاحد القصف الصاروخي الذي استهدف اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق فجرا قائلا انه استهدف مقرين للمخابرات الاسرائيلية الموساد.
وقال الحرس الثوري أنه "ردا على جرائم الكيان الصهيوني تم استهداف مركز استراتيجي للتآمر والشر صهيوني في أربيل بصواريخ دقيقة" كما نقل عنه الاعلام الايراني. وقبل ذلك قال مراسل التلفزيون الإيراني في العراق إن الهجمات الصاروخية على أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق استهدفت "قواعد اسرائيلية سرية".
واضافت هيئة العلاقات العامة في الحرس في بيان " "عقب الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني المزيف والإعلان السابق عن أن جرائم وأعمال هذا الكيان الخبيثة لن تمر دون رد، استهدفت الصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية، الليلة الماضية مركز الصهاينة الاستراتيجي للتآمر والأعمال الشريرة".
وأضاف "نحذر الكيان الصهيوني المجرم مرة أخرى من تكرار أن أي عمل شرير سيواجه ردود قاسية وحاسمة ومدمرة.. وقال "نطمئن الشعب الإيراني العظيم أن أمن واستقرار الوطن الإسلامي هو خط أحمر للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولن نسمح لأحد بالتهديد أو والاعتداء عليه".
ويعتقد مراقبون ان الهجوم الايراني جاء ردا على استهداف طائرات اسرائيلية الاسبوع الماضي لمقر عسكري قرب دمشق ادى الى مقتل اثنين من ضباط الحرس الثوري الايراني هما العقيد إحسان كربلائي بور والعقيد مرتضى سعيد نجاد . وحذّر الحرس من أن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جريمته هذه".
اربيل تنفي "مزاعم ايرانية"
لكن رئيس الحكومة المحلية في محافظة اربيل أوميد خوشناو نفى بشدة " مزاعم وسائل اعلام ايرانية بانه استهدف مقار للموساد الاسرائيلي".
وقال خوشناو في مؤتمر صحافي اليوم إن الغرض من القصف استهداف مجمع القنصلية الامريكية التي هي قيد الإنشاء وإن الهجوم لم يحقق هدفه إلا أن الصواريخ الـ12 سقطت على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين. وأشار إلى أن القصف اسفر عن اصابة شخصين بجروح طفيفة جدا ولم تستوجب حالتهما الرقود في المستشفى كما نقلت عنه وسائل اعلام كردية مؤكدا ان مصدر الهجوم من خارج إقليم كردستان والعراق.
وحول الانباء التي تتحدث عن وقوف ايران وراء الهجوم على اربيل انتقاما للغارة الجوية التي استهدفت الحرس الثوري في سوريا أجاب قال خوشناو " إن الحديث عن وجود مقار لإسرائيل في إقليم كردستان لا أساس له مطلقا .. مؤكدا أن المكان المستهدف في اربيل لا يوجد في مقر اسرائيلي بل مجرد قنصلية اميركية قيد الانشاء.
الامم المتحدة : هجوم جبان
وقد نددت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" بشدة بالهجمات الصاروخية التي وصفتها بالشنيعة التي استهدفت عاصمة إقليم كردستان الشمالي.
وقالت في بيان تابعته "ايلاف" ان العراقيين مدعوون للوقوف صفاً في مواجهة أي عمل ينتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه أو يهدف إلى تقويض استقراره. وشددت على انه "لا بد من محاسبة مرتكبي هذا الهجوم الجبان".
ومن جهتها أوضحت مديرية مكافحة الارهاب في اقليم كردستان ان القصف الذي تعرضت له مدينة اربيل في ساعات الصباح الأولى من فجر اليوم قد تم عبر 12 صاروخاً باليستياً انطلقت من خارج الحدود العراقية تحديداً من الحدود الشرقية في اشارة الى ايران التي تحد العراق من الشرق.
واشارت الى ان القصف استهدفت محيط القنصلية الاميركية من دون خسائر بشرية. واستهدفت الصواريخ محيط القنصلية الامريكية في أربيل ومبنى فضائية كردستان 24 على طريق مصيف صلاح الدين. واكدت ان مطار المدينة لم يوقف اي رحلات وأن حركة الطيران فيه طبيعية.
وعادةً ما تُستهدف المصالح الأميركية في العراق بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة لا تتبناها أي جهة لكنّ واشنطن تتهم مليشيات عراقية موالية لايران تطالب بانسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد بالمسؤولية عنها.
غضب عراقي: جريمة ارهابية
ومن جهتهم عبر مسؤولون عراقيون وفي اقليم كردستان عن غضبهم لاستهداف اربيل بالصواريخ معتبرين انه جريمة ارهابية.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة تابعتها "ايلاف" إن "استهداف أربيل جريمة ارهابية مُدانة، وتوقيته المُريب مع بوادر الانفراج السياسي يستهدف عرقلة الاستحقاقات الدستورية بتشكيل حكومة مقتدرة".
وشدد بالقول "يجب الوقوف بحزم ضد محاولات زج البلد في الفوضى وعلينا توحيد الصف لدعم قواتنا الأمنية وترسيخ مرجعية الدولة ومكافحة الارهابيين الخارجين عن القانون".
كما شجب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة قائلاً "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروّع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا". وأضاف "ستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم".
من جهته قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في تغريدة مماثلة إن "الاعتداء على أربيل هو استهداف وتعدٍّ على سيادة العراق وأمن جميع مواطنيه وهو عمل مدان يتطلب موقفاً وطنياً موحداً وحازماً لردعه ومواجهته".
وايضا دان الزعيم الكردي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بشدة الهجوم الذي وصفه بالجبان الذي استهدف محافظة أربيل معتبرا انه جريمة ضد الإنسانية . وقال "لا يمكن بتضليل الأعداء حجب الحقيقة ونوايا المهاجمين".
وأضاف بارزاني "نؤكد أنه مثلما اربيل صمدت أمام هولاكو القدامى فإنها ستصمد أمام هولاكو الجدد".. داعيا مواطني الاقليم إلى التحلي بالصبر إزاء هذه التهديدات والهجمات.
اما رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني فقد وصف الهجوم الصاروخي بانه جبان ووحشي وبدون مبرر استهدف أهالي وأمن واستقرار أربيل. وقال "حمداً لله، لم يخلف الهجوم أي أضرار بشرية، نعبر عن تعاطفنا مع مواطني أربيل الأحبة الذين أمضوا وقتاً صعباً في ظل القلق والترقب. إن مواجهة التحديات والتهديدات والأخطار، تستدعي من كل أطراف كردستان ومكوناتها التلاحم ووحدة الصف ولم الشمل".
وشدد على أن "استهداف أربيل بهذه الصورة وتكراره، سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق، ولن تكون له نتائج غير تعقيد الوضع وإلحاق الضرر بحاضر ومستقبل كل العراق".
وطالب رئيس الاقليم الحكومة الاتحادية العراقية والمجتمع الدولي بـ"الوقوف بجد على هذه الاعتداءات وبذل كل الجهود لكي لا يُسمح مرة أخرى بانتهاك سيادة واستقرار البلد وأمن مواطنيه وأمانهم".
ومن جانبه دان رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني الهجوم قائلاً "أربيل لن تنحني للجبناء. ندين هذا الهجوم الإرهابي الذي شن على عدد من مناطق أربيل".
كما ندد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالهجمات في تغريدة جاء فيها "أربيل تحت مرمى نيران الخسران والخذلان"، مضيفاً "لن تركع أربيل إلا للاعتدال والاستقلال والسيادة".
ويأتي هجوم الأحد بحسب وكالة الانباء الفرنسية فيما دخلت محادثات فيينا الهادفة الى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي بلغت مراحل اعتبرها المعنيون نهائية، في فترة توقف نتيجة "عوامل خارجية" بعد أيام على طلب موسكو ضمانات من واشنطن على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتجري إيران والقوى الكبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، منذ أشهر محادثات في فيينا لإحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي. وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق أحادياً عام 2018، في المحادثات بشكل غير مباشر.
التعليقات