قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قصف مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، لن يتوقف إلا عندما تستسلم القوات الأوكرانية.

جاءت تصريحات بوتين خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء، حسب بيان صادر عن الكرملين.

لكن المسؤولين الروس قالوا إن الزعيم الروسي وافق على دراسة خطط لإجلاء المدنيين من المدينة.

يأتي ذلك في وقت أظهرت صور جديدة التقطت بالأقمار الصناعية، حجم الدمار الذي خلفه القصف الروسي في المدينة.

وأظهرت الصور، التي نشرتها شركة مراقبة الأرض "ماكسار"، أن مناطق سكنية سويت بالأرض، وأبرزت مواقع تمركز المدفعية الروسية في ضواحي المدينة.

ووصف مسؤولون فرنسيون الوضع في المدينة، بأنه "كارثي" وأضافوا أن "السكان المدنيين يجب حمايتهم ويجب أن يغادروا المدينة إذا رغبوا في ذلك، ويجب أن يحصلوا على المساعدات الغذائية والمياه والأدوية التي يحتاجونها".

وقالوا في بيان لهم إن "هذا الوضع الإنساني المتدهور مرتبط بحصار المدينة من قبل القوات المسلحة الروسية".

روسيا تعلن تقليص عملياتها العسكرية في أوكرانيا لـ"تعزيز الثقة"، والغرب يشكك2

زيلينسكي: حصار ماريوبول "رعب سيبقى في الأذهان لقرون"

وقدمت فرنسا، إلى جانب تركيا واليونان والعديد من المنظمات الإنسانية، خطة لبوتين من أجل إخلاء المدينة.

وقال مسؤولون فرنسيون إن بوتين أبلغ ماكرون بأنه "سيفكر" بالاقتراح.

لكن في قراءته للمكالمة الهاتفية، بدا الكرملين وكأنه يشير إلى أن بوتين لم يقدم مثل هذه الضمانات.

وقال المسؤولون الروس إن بوتين أبلغ الرئيس الفرنسي، أنه "من أجل حل الوضع الإنساني الصعب في المدينة، يتعين على المسلحين من القوميين الأوكرانيين أن يتوقفوا عن المقاومة ويلقوا أسلحتهم".

وأضاف البيان الروسي، بأن بوتين أعطى ماكرون "معلومات مفصلة حول إجراءات اتخذها الجيش الروسي لتوفير مساعدة إنسانية طارئة وضمان الإجلاء الآمن" للمدنيين من المدينة المحاصرة الواقعة جنوب -شرقي البلاد.

واتهمت أوكرانيا روسيا بنقل الآلاف من الأشخاص قسراً من ماريوبول إلى منطقة تخضع لسيطرة روسية.

جاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والفرنسي عقب مزاعم من جانب عمدة مدينة ماريوبول مفادها أن الآلاف من السكان قتلوا خلال القصف الروسي للمدينة الساحلية.

وأبلغ العمدة فاديم بويشينكو، الذي تم إجلاؤه من المدينة، وكالة أنباء "رويترز" أن حوالي 5 آلاف شخص، من بينهم حوالي 210 أطفال، قتلوا منذ بداية القصف الروسي.

وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أوكرانيا، لرويترز، إنها تعتقد بأنه "قد يكون هناك الآلاف من القتلى، من الضحايا المدنيين، في ماريوبول".

القصف الروسي مستمر

من جهة أخرى، أكد حاكم منطقة تشرينهيف الأوكرانية، عدم توقف الهجمات التي تشنها روسيا، على الرغم من تعهدها بخفض النشاط العسكري هناك.

وقد لجأ الحاكم فياتشسلاف تشوس إلى تطبيق الرسائل "تليغرام" لإدانة التعهد الروسي.

وقال: "هل نثق بتعهدهم؟ بالطبع لا"، مضيفاً بأن روسيا قصفت تشيرنيهيف "طوال الليل".

وقال الكريملين إن المفاوضين الروس والأوكرانيين لم يحققوا "تقدماً" في محادثات السلام التي جرت الثلاثاء.

وكانت روسيا قد قالت الثلاثاء إنها ستقلص عملياتها حول تشيرنيهيف والعاصمة كييف، في محاولة لـ "تعزيز الثقة المتبادلة" في محادثات السلام.

لكن حاكم منطقة تشيرنيهيف قال لبي بي سي إن "الليلة بأكملها كانت متوترة للغاية".

وقال: "لقد هاجموا "نيزين" وتشيرنيهيف. وبالأخص تشيرنيهيف. ومرة أخرى تم تدمير جانب من البنية التحتية المدنية".

وأضاف أن "تشيرنيهيف لا تزال بلا كهرباء ولا ماء ولا تدفئة. ولن يكون سهلاً إعادة إصلاح البنية التحتية، ولم يتم استهداف أي من المباني العسكرية ليلة أمس. لقد واصلوا الهجوم على البنية التحتية المدنية فقط".

ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل، لكن مواطنين في تشيرنيهيف قالوا أيضاً إن القتال كان مستمراً.