ايلاف من لندن : فيما أجواء فصل الصيف تطل على العراقيين متطلعين هذا العام الى نجاح اجراءات استثنائية لتوفير الغاز وربط كهربائي مع الجيران لمواجهة تجاوز درجات الحرارة خلاله الخمسين مئوية.

فقد أعلن وزير الكهرباء العراقي عادل كريم الخميس عن اتفاق مع ايران لتزويد بلاده بـ 50 مليون متر مكعب من الغاز.. وكميات اخرى من الغاز القطري ستصل عبر سفن مع قرب انجاز الربط الكهربائي مع السعودية وتركيا.

وزير الكهرباء العراقي علي كريم وتعاقدات جديدة وربط كهربائي لتوفير الطاقة

وأشار الوزير الى ان العراق بحاجة إلى الغاز الإيراني لفترة تتراوح بين بين 5و10 سنوات .. منوها الى ان الأمر يعتمد على إيجاد البدائل المطلوبة لتقليل عدد السنوات كما ابلغ الوكالة الرسمية في تصريحات تابعتها "ايلاف" .. مشيرا الى ان ايران تزود العراق بين 35و38 مليون مترمكعب يومياً من الغازما ترتب على بلاده ديونا لإيران بمبلغ مليار و 692 دولار عن مستحقات الغاز .

البدء بدفع ديون الغاز الايراني

واضاف أن "إقرار قانون الدعم الطارئ (المنتظر ان يصوت عليه البرلمان السبت المقبل) سيمكن العراق من البدء بدفع ديون الغاز اعتباراً من مطلع حزيران يونيو المقبل وفق ما تم الاتفاق مع إيران .

واعرب عن الامل في وصول بلاده لانتاج 25 ألف ميغاواط يومياً مع وصول تدفقات الغاز من إيران للكميات المتفق عليها.. مبينا ان الغاز المحلي يولد 3500 ميغاواط يومياً وهو غير كافٍ.

الربط الكهربائي مع السعودية وتركيا

وفيما يخص الربط الكهربائي العراقي التركي اكد الوزير العراقي أن "خط الربط مع تركيا سيكون جاهزاً خلال أسبوع".. موضحا أنه "يؤمن للعراق 300 ميغاواط" من الكهرباء.

وبشأن الربط الخليجي أوضح كريم أن "هناك مفاوضات مع هيئة الربط الخليجي الأسبوع المقبل"، لافتا الى أن "الربط مع السعودية سيكون على مرحلتين 500 و1500 ميغاواط".

واضاف ان بلاده اتفقت ايضا مع قطر على تزويدها بكميات من الغاز في الشتاء وسيصل الغاز عبر سفن خلال اشهر قليلة.

وأكد وزير الكهرباء أن "ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء خلال الصيف المقبل ستكون أفضل مقارنة بسابقه .. منوها الى ان العراق ينتج حالياً أكثر من 21 ألف ميغاواط يومياً وتعتمد 8 آلاف منها على الغاز الإيراني .

مليون ونصف المليون طن من الغاز القطري

ومن جهته كشف المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء أحمد موسى العبادي أنَّ مقدار العجز في الكهرباء خلال الصيف الحالي يبلغ 10 آلاف ميغاواط.

واكد ان العراق لديه رغبة بتوريد الغاز القطري لسد النقص الحاصل في الغاز اللازم لتشغيل المحطات سواء المورد أو الوطني . وأوضح ان الاتفاق مع الجانب القطري يضمن توريد الغاز بكمية مليون ونصف المليون طن سنوياً لكنها تحتاج من العراق إلى اتخاذ إجراءات سريعة وأمور لوجستية كتجهيز الموانئ وإنشاء منصات للغاز المسال وتجهيز شبكة أنابيب لنقله من الموانئ إلى محطات الكهرباء .

وأوضح العبادي ان وصول الغاز القطري يحتاج إلى فترة تتراوح بين 12و 15 شهراً وهي مدة طويلة جداً، لكن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أوعز باستنفار جميع الوزارات المعنية للانتهاء من عملية الربط وتذليل جميع الإجراءات والعمل بشكل سريع وإنجاز ما هو مطلوب في غضون 8 أشهر.

فجوة بين العرض والطلب

وأشار المسؤول العراقي الى وجود فجوة ما بين العرض والطلب في الكهرباء إذ تصل حاجة العراق إلى حوالي 35 ألف ميغاواط فيما المتحقق 25 الف ميغاواط خلال الصيف الحالي .

وكان وزير الكهرباء العراقي قد اعلن في 11 شباط فبراير الماضي عن اتجاه بلاده لاستيراد الغاز القطري للتعويض عن نقص الايراني الذي تدنى تصديره الى العراق مؤخرا ما تسبب بفقدان حوالي 6 الاف ميغاواط بسبب عدم وجود الوقود سواء الغاز الإيراني أو وقود وزارة النفط العراقية.

ابراج الطاقة العراقية هدف للتخريب لاثارة استياء شعبي من النقص في الكهرباء

وتوضح وزارة النفط العراقية أن حقول نفط الشمال والوسط تنتج في اليوم 348 مليون قدم مكعب من الغاز ويتم هدر 115 مليون قدم مكعب من هذه الكمية عن طريق حرقه مباشرة أما إنتاج الغاز الطبيعي في محافظات الجنوب البصرة وذي قار وميسان فيبلغ مليارين و531 مليون قدم مكعب في اليوم يتم هدر مليار و392 مليون قدم مكعب منه.

ويحتاج العراق حاليا إلى رفع طاقته الإنتاجية بنحو الضعف لتأمين مستويات مستقرة من الطاقة الكهربائية حيث ينتج ويستورد 19 ألف ميغاواط في الساعة فيما يحتاج إلى حوالي 35 ألف ميغاواط لتأمين الكهرباء للدور والمؤسسات الحكومية.

80 مليار دولار تبخرت بسبب الفساد

يذكر انه بعد انفاق العراق حوالي 80 مليار دولار منذ سقوط النظام السابق عام 2003 يقضي العراقيون شتاء بارداً وصيفاً لاهباً وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية بالفساد الذي يغلف عقود وزارة الكهرباء.

وقبيل دخول فصل الصيف كل عام تبدأ مشاكل الكهرباء في العراق من دون علاجات حقيقية تضع حداً لأزمة مستعصية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ما يؤدي الى اندلاع احتجاجات شعبية في أغلب مناطق البلاد لكن الحكومة الحالية استنفرت جهودها مبكرا هذا العام لتوفير الطاقة الكهربائية لمواطنيها والتصدي لعمليات التخريب التي تتعرض لها ابراج الطاقة وذلك من خلال استخدام الكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة.

وتقدر وزارة النفط العراقية إحتياطي البلد من الغاز الطبيعي بـ124 ترليون قدم مكعب يشكل الغاز المصاحب لانتاج النفط 70 في المئة من هذه الكمية حيث يأتي العراق في المرتبة 11 عالمياً والمرتبة الخامسة عربياً من حيث الغنى بالغاز الطبيعي.