إيلاف من لندن: أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر انه لن يشكل الحكومة الجديدة مع القوى الموالية لايران داعيا نوابه الاغلبية في البرلمان الى كتابة استقالاتهم.

فقد أكد الصدر في كلمة له الى العراقيين وقواهم السياسية اليوم انه صار لزاما عليه ان لا يشترك "معهم في تشكيل الحكومة ليعود العراق لقمة للتوافق والفساد والتبعية".. معلنا انه قرر البقاء في المعارضة البرلمانية منوها الى ان قوى الاطار الشيعي لم تستطع تشكيل الحكومة "وبقي ما يسمونه انسداداً سياسياً، وأسميه الانسداد المفتعل".

وفعلا فقد بدأ نواب الكتلة الصدرية يتوافدون على مقر الصدر في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) وذلك بعد دعوته لهم بكتابة استقالتهم من البرلمان. وقد تم اتخاذ اجراءات مشددة عند المقر بعد معلومات عن نية الجماهير التجمع لاعلان التأييد لقراراته .

استقالة النواب الصدريين
ونوه الصدر في كلمته التي تابعتها "ايلاف" الى انه "إن كان بقاء الكتلة الصدرية عائقاً أمام تشكيل الحكومة فكل نواب الكتلة مستعدون للاستقالة من مجلس النواب ولن يعصوا لي أمرا فهذان خياران إما المعارضة وإما الانسحاب".

واعتبر الصدر ان العراق ليس بحاجة لمطلق الحكومة بل للحكومة المطلقة ذات أغلبية تخدم شعبها وترجع هيبته وطاعته لله سبحانه وتعالى". ودعا نواب كتلته الثلاثة والسبعون الى كتابة استقالاتهم من مجلس النواب استعداداً لتقديمها إلى رئاسة البرلمان بعد الايعاز لهم في قابل الأيام".
واشار الى انه لم يطالب الا بكشف "كل فاسد بغي واسترجاع حق الشعب الأبي فما كنت شرقياً ولا غربياً، فضاق بذلك البعض".

وكان الصدر قد اعلن في 15 من الشهر الماضي أن التيار الصدري سينضم إلى المعارضة النيابية لمدة شهر تنتهي الخميس المقبل لكي تشكل الحكومة من جانب الأطراف الأخرى.
وأوضح أن سبب اتخاذه القرار يعود إلى ازدياد ما سماه "التكالب" عليه من الداخل والخارج وعلى فكرة تشكيل حكومة أغلبية وطنية دون تسمية أي جهة.

أزمة انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة

وكان الصدر قد دعا في مطلع الشهر الماضي النواب المستقلين في العراق إلى تشكيل حكومة خلال مدة أقصاها 15 يومًا.
واشار الصدر الى إنّ للعملية السياسية الحالية ثلاثة أطراف الأول تمثّل بتحالف "إنقاذ الوطن" الذي وصفه بالتحالف الأكبر الذي تأخر في تشكيل حكومة أغلبية بعد تفعيل الثلث المعطل. واعتبر أن الطرف الثاني هو الإطار التنسيقي للقوى الشيعية وقد فشل أيضًا في تشكيل حكومة توافقية بعد أن أُمهل 40 يومًا.

كما طالب الصدر الطرف الثالث وهم المستقلّون، بتشكيل حكومة مستقلة يصوت عليها التحالف الأكبر بما فيه الكتلة الصدرية من دون منح التيار وزراء فيها لكنهم فشلوا في ذلك ايضا.
ويسعى التيار الصدري الذي يرأس تحالف "إنقاذ وطن" مع كتلة "تقدّم" السنية بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني تشكيل حكومة أغلبية مؤكداً أن كتلته هي الأكبر في البرلمان مع مستقلينلتضم حوالي 170 نائبا من مجموع عدد النواب البالغ 329 عصوا.

أما الإطار التنسيقي للقوى الشيعية وله 83 نائبا فيدفع باتجاه تشكيل حكومةً توافقية تضمّ الأطراف الشيعية كافة كما جرى عليه التقليد السياسي في العراق منذ سنوات.
وبسبب الخلاف السياسي وعدم قدرة أي طرف على حسم الأمور أخفق البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس للجمهورية متخطياً المهل التي ينص عليها الدستور.