إيلاف من لندن: أثار اعلان الاطار الشيعي العراقي الموالي لإيران عن إخراج جماهيره للتظاهر الاثنين عند أبواب المنطقة الخضراء وسط بغداد مخاوف صدام مع متظاهري التيار الصدري المعتصمين بداخلها ما أرغم السلطات على نشر تعزيزات أمنية حولها.
فقد عبرت مصادر عراقية في اتصال هاتفي مع "إيلاف" من بغداد اليوم عن مخاوف حقيقية من صدام دام بين معتصمي التيار الصدري بمبنى البرلمان وسط الخضراء منذ ثلاثة أيام وأنصار الإطار الشيعي للقوى الموالية لإيران الذين سيتظاهرون اليوم عند أبواب المنطقة ضد الصدر.
وأكدوا أنه بعد دعوة الصدر أمس للعراقيين بهبة تُغير الدستور والنظام السياسي جذرياً وقرار الإطار بتظاهر أنصاره فقد دفع التيار بألاف جديدة من أنصاره وبينهم قادمون من محافظات جنوبية للانضمام الى معتصميه. ونوهت المصادر الى أن كلا الطرفين المتخاصمين يملكان مليشيات مسلحة فالتيار الصدري له فصائل سرايا السلام المسلحة فيمل لقوى الإطار مليشيات مسلحة صنيعة إيران وقد تتطور المواجهة بينهما الى نزاع مسلح تتفجر فيه دماء مناصري الطرفين وجميعهم من الشيعة.

تعزيزات عسكرية ولاؤها للعراق
الألاف من أنصار التيار الصدري القادمين من محافظات جنوبية انضموا مساء الاحد 31 يوليو 2022 الى الاعتصام بمبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد (تويتر)

وتحسباً لأي أعمال عنف أو صدامات بين المتظاهرين داخل المنطقة الخضراء وعلى أبوابها اليوم فقد تم نشر تعزيزات أمنية حول المنطقة وبداخلها وفي الشوارع المحيطة بها.
ولتبديد مخاوف المواطنين فقد أكدت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع أن الأجهزة العسكرية تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ولا تتدخل بالشأن السياسي.
وقالت الخلية في بيان "لقد أثبتت الأجهزة العسكرية والأمنية بمختلف تشكيلاها وصنوفها وفي جميع الظروف والأوقات أن ولاءها المطلق للعراق وللمؤسسة العسكرية وأنها تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة للدفاع عن هذا الوطن فقط، ولا تتدخل بالشأن السياسي لا من قريب ولا من بعيد وأقسمت أنها تعمل لهذا البلد الواحد".
وفندت إشاعات قالت أنها تهدف الى جعل القوات الأمنية جزءاً من الأوضاع السياسية الحالية.. مؤكدة أن هذا الأمر غير صحيح ولا يمت للواقع بأي صلة "حيث ننفي ما يتم تداوله من أنباء عن تصريح للقيادات الأمنية بالشأن السياسي الحالي أو تدخلها فيه".
ومن جانبها أكدت وزارة الدفاع أن الجيش العراقي في خدمة الشعب وواجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة. وشددت الوزارة في بيان تابعته "إيلاف" أن "الجيش العراقي بكل قادته ومنتسبيه هم في خدمة الشعب العراقي ويقفون على مسافة واحدة مع الشعب".
ونوهت الى أن "واجب القوات الامنية هو حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة ومنع حدوث أي خرق أمني وتضيق الخناق على المندسين الذين يحاولون زعزعة الأمن من خلال استغلال الظروف الحالية".
وفي هذا الاطار حذر صالح محمد العراقي المتحدث باسم الصدر الذي يوصف بأنه وزيره قائلاً في تغريدة تابعتها "إيلاف" الحذر الحذر من المندسين في صفوفكم أيها الثوار.. وعليكم بالإبلاغ عنهم ورفض كل أعمال العـنف والتخريب وإراقة الدمــاء.. وعلى القوات الأمنية ألحيطة والحذر والانتباه.

الإطار يدعو أنصاره للتظاهر
وقررت اللجنة التنظيمية للتظاهرات التابعة للإطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية الموالية لإيران اخراج مناصريها للتظاهر عصر اليوم الاثنين وذلك إثر اجتماع تداولي عقده ممثلو قيادات وقوى الاطار بمنزل رئيس تحالف قوى الدولة عمار الحكيم في بغداد.
ودعت اللجنة "العراقيين بجميع أطيافهم وفعالياتهم العشائرية والأكاديمية والثقافية الى أن يهبوا للتظاهر سلمياً للدفاع عن دولتهم التي ثبتت أركانها دماء ألاف الشهداء بوجه الطغيان الدكتاتوري والاحتلال والطائفية والإرهاب الداعشي" بحسب قولها.
وحذرت اللجنة مما اسمتها بـ"التطورات الأخيرة التي تنذر بالتخطيط لانقلاب مشبوه واختطاف للدولة، وإلغاء شرعيتها وإهانة مؤسساتها الدستورية وإلغاء العملية الديمقراطية فيها" في إشارة الى حراك الصدريين واقتحامهم المنطقة الخضراء.

الدعوة الى انقلاب
كما اعتبر الإطار دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى العراقيين لانتفاضة تُغير الدستور والنظام السياسي "دعوة انقلاب على الشرعية".
وقال الإطار في بيان عقب اجتماع قادته مساء الاحد وتابعته "ايلاف" أنه "شعوراً منه بالمسؤولية الشرعية والوطنية، أهمية اللحظة التاريخية التي يمر بها العراق فإنه يستمر في دعوته الى الحوار مع جميع القوى السياسية وخصوصاً الأخوة التيار الصدري".
وعبر عن الأسف لما قال أنه يراه "تصعيداً مستمراً وتطوراً مؤسفاً للأحداث وصل حد الدعوة الى الانقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها وعلى العملية السياسية والدستور والانتخابات وهي دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية التي حضيت خلال السنوات الماضية بدعم جماهيري ومرجعي ودولي وصوت عليه الشعب بأغلبيته المطلقة" على حسب قوله.


أنصار التيار الصدري لدى اقتحامهم المنطقة الخضراء واعتصامهم بمبنى البرلمان بداخلها السبت 30 يوليو 2022 (تويتر)

وحذر الاطار من أنه "امر خطير يعيد الى الذاكرة الانقلابات الدموية التي عاشها العراق طيلة عقود الدكتاتورية ما قبل التغيير".
واعتبر أن الشعب العراقي "قدم ملايين الشهداء والسجناء والمهجرين من أجل إزالة الدكتاتورية والإرهاب والتحول الى نظام ديمقراطي اتحادي حر يرتكز على رأي الشعب وحقوق المواطنين من خلال الانتخابات النزيهة والتبادل السلمي للسلطة".
وشدد الاطار على أن "الشعب وعشائره وقواه الحية لن يسمحوا بأي مساس بهذه الثوابت الدستورية من قبل جمهور كتلة سياسية واحدة لا تمثل كل الشعب العراقي" في إشارة الى التيار الصدري.
وقال إنه يدعم أي مشروع لتعديل الدستور "فهو أمر متاح من خلال الاطر الدستورية".. مستدركاً بالقول أن "أي عمل خلاف ذلك فانه تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتهديد للسلم الأهلي وسلطة القانون ويفتح الباب على مصراعيه للفاسدين الذين استولوا على أموال الشعب ونهبوا الدولة" على حد قوله.
وجاء موقف الاطار هذا رداً على دعوة الصدر امس الى العراقيين للقيام بأنتفاضة تغير الدستور والنظام السياسي جذريا ومساندة "ثورة الإصلاح" في إشارة الى أنصاره المعتصمين منذ السبت الماضي في مبنى البرلمان في تحرك مفتوح.
وكان الألاف من انصار التيار الصدري قد اقتحموا المنطقة الخضراء مركز الرئاسات العراقية والسفارات الاجنبية وبعثتي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي واعتصموا في مبنى البرلمان وسطها مطالبين بإصلاحات سياسية جذرية ومواجهة الفساد ورفض ترشيح الاطار للوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة معتبرين أن هذا جاء بضغوط من القيادي في الإطار رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي العدو اللدود للصدر.