إيلاف من لندن: اعطى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأربعاء إشارة البدء بتطوير وتأهيل مطار الموصل الشمالية الدولي بعد أربع سنوات من تعرضه لدمار كبير خلال الحرب ضد تنظيم داعش.
فقد وضع الكاظمي اليوم حجر الأساس لمشروع إعادة تأهيل مطار الموصل الدولي في محافظة نينوى الشمالية مؤكدا أن المطار سيمنح فرصاً عديدة في مجالات مختلفة لمحافظة نينوى والمناطق المجاورة في نقل البضائع والمسافرين.

جهود جبارة لإعادة إعمار الموصل
وأشار الكاظمي في كلمة له بالمناسبة بحضور المحافظ ونواب المحافظة إلى أن هناك جهوداً جبارة لإعادة إعمار مدينة الموصل، تخضع لمواكبة ومتابعة مباشرة من قبله بما يضمن أن يتم إنجاز هذه المشاريع والأعمال بأسرع وقت ممكن خدمة لأهالي نينوى ومن أجل أن يلمس المواطن نتائج حقيقية للإعمار كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
وشدد على ضرورة إكمال مستلزمات إطلاق المشروع من أجل أن تكون الانطلاقة فاعلة وعلى وفق المعايير والمتطلبات التي تمنع تلكؤ المشروع وتضمن إنجازه في الوقت المحدد ليكون قابلاً لاستقبال طائرات الشحن العملاقة والطائرات الضخمة .


الكاظمي ملتقياً الأربعاء 10 أغسطس 2022 عدداً من رجال الدين المسيحيين في الموصل لدى وضعه حجر الأساس لتأهيل وتطوير مطارها الدولي (مكتبه)

أضاف"نجحنا بعبور التحدي الاقتصادي وكذلك التحدي الأمني، واليوم مطلوب من الكتل السياسية أن تتحمل مسؤولياتها بحل موضوع الانسداد السياسي؛ من أجل مصلحة العراق ومستقبله". وتمنى من الجميع العمل بكل قوة لحل الانسداد السياسي واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات، وليس لدينا خيار غير الحوار.. منوها الى ان "الحوار لألف سنة، أفضل من لحظة نصطدم بها كعراقيين".

واوضح إن "مشروع مطار الموصل الدولي هو مشروع استراتيجي ومهم لأبنائنا في المحافظة، ونضع حجر الأساس اليوم".

ووصف الكاظمي "مدينة الموصل" بأنها "نموذج للتعايش والتنوّع العراقي الذي نعدّه عنصر قوة"، قائلا "نموذج للتسامح يثبت أن العراق يمتلك الكثير من القدرات البشرية والكفاءات في هذه المحافظة الطيبة بأهلها وتأريخها". واشار الى ان

"مدينة الموصل عانت الكثير من سياسات التخبط والإرهاب وسوء التخطيط، وإن شاء الله ما حصل في الماضي لن يتكرر، لا في الموصل، ولا في نينوى، ولا في عموم العراق". وبين أن "هناك جهودا جبارة تبذل يومياً؛ من أجل الإعمار وأنا أتابعها شخصياً، وأتابع تفاصيل التحديات وتذليلها؛ من أجل أن نبعث رسالة مفادها: أن العراقيين يستحقون الحياة، وأنهم قادرون على تحويل التحديات إلى فرص نجاح".

افتتاح مشاريع جديدة

واضاف الكاظمي : يجب أن نشيد بالمشاريع الأخرى التي تشهدها المحافظة، وقريباً سنأتي لنفتتح مشروع إعادة إعمار الجامع النوري، هذا المسجد الجامع المهم والموجود في ضمير أهالي المحافظة وكل العراقيين. وقد عملت المنظمات الدولية واليونسكو، والمنظمات الدولية، وكذلك المكتب الاستشاري التابع لجامعة الموصل، والأخ راكان العلاف، ونأمل أن يكتمل هذا المشروع في القريب العاجل.

وأكد "نحتاج اليوم إلى التكامل والتعاون جميعاً؛ من أجل استنهاض الطاقات، وبناء عراق يليق بالعراقيين، وهذه الجهود لن تضيع، ولن نسمح للفاسدين باستغلال هذه المشاريع لتبذير أموال الشعب". وشدد ا على أنه "ستكون نتيجة كل من يحاول العبث بهذه المشاريع لأجل مصالح شخصية أو لأجل جماعات العصابات والفاسدين مثل مصير الإرهابيين الذين حاولوا تدمير هذه المدينة".

شركتان عالميتان
وجاء وضع حجر الأساس لتطوير وتأهيل المطار بعد يوم من توقيع محافظ نينوى نجم الجبوري أمس الثلاثاء عقد إعمار المطار مع شركتين عالميتيين في إنشاء المطارات من دون الإشارة الى اسمهما وجنسيتهما أو قيمة العقد.
وأشار المحافظ الى أن "مطار الموصل الذي كان حلم أهالي نينوى سيصبح حقيقة وستقلع الطائرات منه خلال عام أو أقل من عام" موضحاً أن ما يميزه أنه سيكون قابلاً لاستقبال طائرات الشحن العملاقة والطائرات الضخمة بعد تطوير مدرج المطار.
وفي التاسع من الشهر الماضي ترأس الكاظمي اجتماعاً خصص لمناقشة خطط تأهيل وإعادة إعمار المطار الذي تضرر أثناء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهاب حضره محافظ نينوى وعدد من المسؤولين المختصين الى جانب عدد من الوزراء تم خلاله بحث المخططات والتصاميم الجديدة للمطار وتحديد الكلف المالية الخاصة بالتنفيذ .

تاريخ العراق الحديث
ومطار الموصل الدولي يبعد 5 كيلومترات عن مركز مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى ثاني أكبر مدن البلاد العراق بعد العاصمة بغداد ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1920 حيث قام بذلك سلاح الجو الملكي البريطاني أثناء فترة الاحتلال البريطاني للعراق ثم تحول من مطار عسكري إلى مدني عام 1922.


مطار الموصل الدولي تم الأربعاء 10 أغسطس 2022 وضع الحجر الأساس لتأهيله وتطويره (تويتر)

وفي العصر الحديث بقي المطار بدون أي حركة ملاحية تذكر، وذلك بسبب حظر الطيران الذي كان مفروضاً على العراق ضمن عقوبات الأمم المتحدة بعد الغزو العراقي للكويت في عام 1990 إلى أن قام الجيش الأميركي بغزو العراق عام 2003 فأصبح المطار قاعدة جوية عسكرية أميركية وبعد تسليمه الى الحكومة العراقية أعيد تطويره بشكل جذري ليتطابق والمعايير الدولية للسلامة حيث أعيد افتتاح المطار في كانون الأول/ ديسمبر 2008.
وقام مجلس محافظة نينوى بإقرار خطة مشروع إعادة تأهيل مطار الموصل وقد تم تخصيص مبلغ مليون ونصف المليون دولار لإنجاز المشروع من خلال تجديد مدرج الطائرات ونصب أجهزة حديثة ومتطورة مع إنشاء مرافق خدمية متنوعة لكنها توقفت في عام 2014 بسبب سيطرة داعش على الموصل وفي 2017 تم تحرير المطار لكنه تعرض لتدمير شامل.
في شباط/ فبراير عام 2017 استعادت القوات العراقية المطار من داعش بعد أن وصلت نسبة الأضرار التي لحقت بمدارج المطار الى 25 بالمئة وبساحات وقوف الطائرات 5 بالمائة وفي ابراج المراقبة 100 بالمائة كما تضررت جميع المعدات والأقسام الأخرى للمطار كلياً.
يشار الى أن العراق يمتلك 6 مطارات دولية مدنية في بغداد (وسط) والبصرة والنجف وذي قار (جنوب) إضافة إلى مطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان (شمال) فيما يجري الاستعداد لإنشاء مطار الأنبار الدولي (غرب).