إيلاف من لندن: حاول الأردن والسلطة الفلسطينية رسميا، امتصاص الجدل وردات الفعل الغاضبة حول أول رحلة فلسطينية عبر مطار رامون في منطقة وادي عربة.
وأكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة، اليوم الاربعاء، أن الحكومة ملتزمة بتسهيل عبور الأشقاء الفلسطينيين وانتقالهم عبر جسر الملك حسين إلى المملكة، ومنها إلى دول العالم.
جاء حديث الخصاونة بعد بدء تسيير رحلات جوية من مطار رامون الاسرائيلي تنقل فلسطينيين إلى عدة دول.
وأثارت أول رحلة سفر لفلسطينيين عبر مطار "رامون" الإسرائيلي إلى قبرص انقساما وجدلا واسعين في كل من الأردن والأراضي الفلسطينية.
وقال الخصاونة إن الأردن ملتزم التزاماً مطلقاً بدعم أشقَّائنا الفلسطينيين من أجل تحقيق حلِّ الدَّولتين وضمان الاستقرار والسَّلام العادل والشامل.


رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه

عمقٌ أردني

من جهته رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمَّد اشتيَّة أكد أن "لا مطار رامون ولا غيره بديل عن عُمقنا الأردني". وأضاف بأنه إذا ما أراد الاحتلال الإسرائيلي التَّسهيل على الفلسطينيين فليفتح أمامنا مطار القدس.
وقال إن المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنيَّة - الفلسطينيَّة المشتركة لن تجد لها شريكاً فلسطينيَّاً لا رسميَّاً ولا شعبيَّاً.

وثمِّن اشتية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنيَّة لتسهيل عبور الفلسطينيين عبر الجسور، من خلال تمديد ساعات العمل وتوفير سُبُل الرَّاحة للتنقُّل.
وكانت السلطة الفلسطينية نددت على لسان المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات في رام الله، موسى رحال، رفضها التام لسفر المواطنين الفلسطينيين عبر مطار "رامون" الإسرائيلي.

ونبه رحال إلى ضرورة "إسراع الاحتلال في تسليم مطار "قلنديا/القدس"، وإنشاء مطار خاص بالشعب الفلسطيني تحت إدارة فلسطينية خالصة في الضفة الغربية المحتلة".
وشدد في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، على أن "السفر عبر هذا المطار يمس بالسيادة الفلسطينية، وموقف السلطة الرسمي واضح في هذا الجانب، وهو منع السفر عبر هذا المطار وعدم استخدامه".

الاحتلال يخادع

وذكر أن "الاحتلال يخادع الفلسطينيين، ولن تكون هناك تسهيلات كما يظن البعض، بل على العكس، هو وسيلة تعذيب أخرى تضاف لما يرتكبه الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأوضح رحال، أن "سلطات الاحتلال التي تتحكم في إدارة معبر الكرامة مع الأردن، تعمل على إعاقة سفر الفلسطينيين عبر المعبر المذكور، لدفعهم للسفر عبر مطار "رامون" البعيد، الذي فشل الاحتلال في تشغيله ويريد أن يستفيد منه اقتصاديا عبر سفر الفلسطينيين".

وأكد أن "دافع الاحتلال في هذا الشأن، هو المس بالسيادة الفلسطينية"، منوها إلى أن "الفلسطيني الذي يختار أن يسافر عبر هذا المطار، سيخوض تجربة مريرة لن يكررها، لكن أبناء شعبنا على قدر كاف من الوعي بالالتزام بعدم السفر عبر المطار الإسرائيلي وبما يصدر عن المستوى السياسي الفلسطيني".
وطالب المتحدث باسم الوزارة، أبناء الشعب الفلسطيني بعدم السفر عبر مطار "رامون"، لأنه "يمس بالسيادة الفلسطينية".

وعن الإجراءات التي يتوقع أن تتخذها السلطة بحق من يختار السفر عبر "رامون"، قال: "حتى الآن لا توجد إجراءات رسمية، ويجري حاليا مناقشة هذه الإجراءات على المستوى السياسي الفلسطيني، وما يصدر سيتم التعامل معه في حينه".

ولفت رحال، إلى ضرورة أن "يغلب المواطن الفلسطيني المصلحة العامة الوطنية على الخاصة، وهذا سيكون بمثابة رسالة واضحة للاحتلال، بأن ثباتنا وتمسكنا بمصلحتنا الوطنية فوق أي اعتبار شخصي، علما بأن من يختار السفر عبر هذا المطار يسيء لنفسه أولا".

أول رحلة

وكانت إسرائيل سمحت يوم الإثنين لأربعين فلسطينيا من الضفة الغربية المحتلة بالسفر إلى الخارج عبر مطار في صحراء النقب جنوبا.
وقالت متحدثة باسم هيئة المطارات الإسرائيلية لوكالة فرانس برس، إن أربعين فلسطينيا كانوا على متن الرحلة الأولى التابعة لشركة "أركيع" التي غادرت مطار رامون متوجهة إلى لارنكا القبرصية.
وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من السفر عبر مطاراتها نحو الخارج، باستثناء تصاريح خاصة تمنح للبعض، في حين تسمح لسكان المستوطنات في الضفة الغربية بذلك.

وللسفر إلى الخارج يتعين على الفلسطينيين الوصول إلى الأردن عبر معبر الملك حسين (اللنبي) أولا ومن ثم استخدام أحد المطارات الأردنية في رحلة يصفونها بالشاقة والمكلفة.