إيلاف من لندن: تتواصل الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة في إيران، وقتل شخص يوم الثلاثاء وأصيب أربعة من ضباط الشرطة، وفقا لتقارير.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية إن "مساعد شرطة" توفي متأثرا بجراحه في مدينة شيراز الجنوبية واعتقل 15 شخصا.
وقالت ايرنا "اشتبك بعض الناس مساء الثلاثاء مع ضباط الشرطة مما أسفر عن مقتل أحد مساعدي الشرطة". واصيب اربعة من رجال الشرطة بجروح في هذا الحادث في شيراز ".


متظاهرات توزعن صور الضحية مهسا أميني

احتجاجات

وخرجت احتجاجات في جميع أنحاء إيران منذ وفاة فتاة تبلغ من العمر 22 عاما بعد أن ألقت شرطة الآداب في طهران القبض عليها واتهمتها بانتهاك قواعد الحجاب الصارمة.
وقال مسؤولون إن مهسا أميني أصيبت بنوبة قلبية وتم نقلها إلى المستشفى ، لكن عائلتها تلوم الشرطة على وفاتها، وتقول التقارير إنها تعرضت للضرب بالهراوات وأصيبت في الدماغ.
وفي مظاهرة في مدينة ساري الشمالية هتفت حشود فيما أشعلت النساء حجابهن، ما خرجت مظاهرات في اسطنبول وتورنتو وبرلين تضامناً مع المتظاهرين الإيرانيين وعائلة السيدة أميني.

تضامن واحتجاج
وعبرت ناشطات وممثلات إيرانيات على تويتر وإنستغرام عن غضبهن وحزنهن على وفاة مهسا أميني عن طريق قص شعرهن.
ونشرت الناشطة النسوية الإيرانية والصحفية مسيح علي نجاد عبر حسابها في توتير فيديو يظهر مجموعة نساء وهن يقمن بقص شعرهن وحرقه، معلقة عليه "نساء إيرانيات يظهرن غضبهن بقص شعرهن وحرق حجابهن احتجاجا على مقتل مهسا أميني على يد شرطة الحجاب".
ومنذ السبت الماضي تشهد عدة مدن إيرانية احتجاجات غاضبة بسبب طريقة معاملة قوات الأمن للنساء، حيث انطلقت المظاهرات الغاضبة فور تشييع جثمان الشابة الكردية في مدينة سقز (مسقط رأس مهسا أميني)، وامتدت بعد ذلك إلى سنندج عاصمة إقليم كردستان.
وكانت جرت مظاهرات جديدة في إيران يوم الإثنين، خصوصا في طهران ومشهد. وذكرت وكالتا "فارس" و"تسنيم" الإيرانيتان للأنباء أن مظاهرة خرجت مساء أول أمس الأحد في سنندج عاصمة محافظة كردستان في شمال غرب إيران حيث تتحدر الشابة، فيما سارت مظاهرات أخرى أمس في جامعات عدة في العاصمة طهران.

وأعلنت وكالة فارس أنه مساء الاثنين سار المئات في شارع الحجاب بوسط طهران مرددين "شعارات مناهضة للسلطات، وخلعت نساء الحجاب"، وحظيت مقاطع مصورة من الاحتجاجات بملايين المشاهدات.

نفي الاتهامات
ونفى قائد شرطة طهران الجنرال حسين رحيمي مجددا "الاتهامات الظالمة في حق الشرطة".
وقال "لم يحصل أي إهمال من جانبنا، لقد أجرينا تحقيقات (…)، وكل الأدلة تثبت عدم حصول أي إهمال أو أي سلوك غير ملائم من جانب عناصر الشرطة، ما حصل حادث مؤسف، ونأمل ألا نشهد يوما مثل هذه الحوادث مجددا".
وجدد رحيمي قوله إن الشابة خرقت قواعد اللباس، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة طلبوا من أقارب مهسا تزويدها بـ"ملابس محتشمة".
ويوم وفاتها نشر التلفزيون الحكومي مقطعا مصورا قصيرا من كاميرا مراقبة يظهر امرأة عُرّف عنها بأنها مهسا أميني تنهار في مركز الشرطة بعدما تحدثت معها شرطية.

حادثة مؤسفة
وقال قائد شرطة طهران إن وفاة فتاة في الحجز الأسبوع الماضي كانت حادثة "مؤسفة" لا يريد تكرارها ، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية.
وكانت مهسا أميني (22 عاما) انهارت، بعد ساعات من احتجازها من قبل شرطة الآداب بزعم انتهاكها قواعد الحجاب الصارمة. واتهم شهود عيان الضباط بضربها مما أثار احتجاجات في العاصمة ومحافظة كردستان مسقط رأسها.
لكن العميد في الشرطة حسين رحيمي وصف هذه المزاعم بأنها "جبانة" وأصر على أنها لم تتعرض لأذى جسدي.
ونقلت وكالة أنباء (فارس) الناطقة باسم الحرس الثوري، عن رحيمي قوله يوم الاثنين "سننتظر حتى يوم القيامة لكن لا يمكننا التوقف عن العمل الأمني".