ايلاف من لندن : فيما دخل العراق خلال الساعات الاخيرة مرحلة سياسية جديدة، فإن قوى التغيير الديمقراطي الرافضة لتقاسم السلطة طائفيا وقوميا قررت الاعلان السبت عن تحالف سياسي لكسرهيمنة قوى النظام الحالي التقليدية.

وقال ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي أحد قوى التغيير الديمقراطي إنّ مؤتمرا لقوى التغيير الديمقراطية سيعقد في بغداد غدا السبت، سيكون نوعيا ومهما يسعى إلى الكشف عن خارطة طريق بنظرة شاملة من أجل تغيير الأوضاع الحالية ويكون بديلا لنظام المحاصصة الطائفية والخراب المستمر في البلاد" كما اشار في تصريح تسلمت "ايلاف" نصه الجمعة.

وأوضح السالم أن "خارطة الطريق للتحالف الجديد ستكون عبارة عن ورقة سياسية تحمل رؤية عميقة لمواجهة الأزمات التي تحاصر البلاد و وتطرح معالجات آنية وجذرية هامة، تمثل وجهة نظر قوى التغيير التي تسعى إلى تطبيقها على أرض الواقع".

وأشار الى أن "المؤتمر هو للإعلان عن مشروع سياسي كبير يكون بديلا للنظام السياسي التقليدي الحالي الذي بني على أساس المحاصصة وتقاسم السلطة وفق مقاسات طائفية أو قومية أو إثنية".

متظاهرو قوى التغيير المدنية الديمقراطية خلال احتجاج في بغداد في 2 سبتمبر 2022

استعداد للانتخابات المبكرة

من جهته بين عضو حركة "نازل آخذ حقي" محمد كريم إن هذا التحالف سيكون بداية لانطلاق عهد سياسي جديد يكون فيه صوت الشعب هو الحكم في قيادة المراحل المقبلة". واشار في تصريح صحافي اطلعت عليه "ايلاف" أن "التحالف يأخذ على عاتقه تنظيم المحتجين والحراكات الشعبية من جهة والاستعداد للانتخابات المبكرة المقبلة من جهة ثانية" التي اتفقت القوى السياسية في البلان على ضرورة اجرائها في وقت لم يحدد بعد.

يشار الى انه منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 فقد اسست القوى السياسية العراقية الجديدة التي شغلت الساحة السياسية بديلا عن ذلك النظام نظاما يقوم على المحاصصة وليس الكفاءة والنزاهة واتباع عرف يقضي بان يكون رئيس البلاد كرديا ورئيس الحكومة شيعيا ورئيس البرلمان سنيا وعلى مدى السنوات العشرين الماضية فقد تم تطبيق هذه المعادلة نزولا حتى أدنى وظائف الدولة ما اشاع الفساد والفوضى في البلاد.

من المنتظر ان تشارك ثمانية احزاب وحركات تمثل القوى المدنية والديمقراطية وناشطي احتجاجات تشرين في هذا المؤتمر وهي كل من الحزب الشيوعي العراقي، التيار الديمقراطي، البيت الوطني، حراك البيت العراقي، حركة تشرين الديمقراطية، تيار الوعد، حركة نازل آخذ حقي الديمقراطية وحزب التجمع الجمهوري اضافة الى شخصيات سياسية مستقلة ونواب مستقلين.

مقاطعة رافضة للمحاصصة

كانت جلسة البرلمان العراقي التي انعقدت امس الخميس وشهدت انتخاب القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني رئيسا جديدا للبلاد والذي كلف بدوره مرشح الاطار التنسيقي للقوى الشيعية المقربة لايران محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة الجديد مقاطعة نواب حركات امتداد واشراقة كانون التشرينيتين والجيل الجديد الكردية وعدد من المستقلين مؤكدين ان عملية الانتخاب هذه تكرس المحاصصة الطائفية والقومية.

وكانت قوى الاحتجاج والتغيير العراقية قد اتفقت خلال اجتماع تشاوري لها في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية في 23 ايلول سبتمر الماضي على تشكيل جبهة سياسية من القوى المؤمنة بالتغيير الديمقراطي تكوّن بديلا سياسيا حقيقيا قوامها الاحزاب والشخصيات التي لم تتورط بالازمة والدم العراقي والفساد.

واكد المشاركون في بيان عقب الاجتماع "ضرورة التمسك بالمطالب الوطنية وفي مقدمتها محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المغيبين، والاهتمام بعوائلهم ومحاسبة الفاسدين وحصر السلاح بيد الدولة وضمان استقلالية القضاء وتطبيق قانون الاحزاب وإصلاح المنظومة الانتخابية لتكون حرة ونزيهة تعكس ارادة العراقيين.

كما طالبوا بالعمل على " تشكيل جبهة سياسية من القوى المؤمنة بالتغيير الديمقراطي تكوّن بديلا سياسيا حقيقيا قوامها الاحزاب والشخصيات التي لم تتورط بالازمة والدم العراقي الطاهر والفساد اللعين".