كييف (أوكرانيا): قتل ستة أشخاص بالضربات الروسية التي نفذّت بطائرات مسيّرة صباح الإثنين على أوكرانيا خصوصا على العاصمة كييف ومنطقة سومي في شمال شرق البلاد.

وأكد الجيش الروسي أنه"أصاب" كل أهدافه.

في كييف، قال المسؤول في الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشنكو إن "عدد القتلى بالهجوم الذي نفذ بطائرة مسيّرة على مبنى سكني ارتفع إلى ثلاثة".

وفي وقت سابق، كان رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال أعلن أن ضربات روسية عدة استهدفت صباح الاثنين منشآت حيوية في ثلاث مناطق أوكرانية منها العاصمة كييف، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي في "مئات البلدات".

وأكد أن "كل الخدمات تعمل حاليا (...) لإعادة التيار الكهربائي" مطالباً سكان تلك المناطق الثلاث "خفض استهلاك الكهرباء، خصوصا في ساعات الذروة".

وفي كييف، بعد أسبوع من الضربات الروسية السابقة على العاصمة "تضررت منشآت طاقة ومبنى سكني"، كما أشار شميغال.

وأكدت الرئاسة الأوكرانية أن "هناك قتلى وجرحى" إثر الضربات الروسية التي استهدفت منطقة سومي حيث أبلغ حاكم المنطقة دميترو جيفيتسكي عن ثلاث وفيات حتى الآن. وفي دنيبروبتروفسك "أسقط جنودنا ثلاثة صواريخ أطلقها العدو" لكنّ "صاروخا أصاب منشأة بنية تحتية لتزويد الطاقة" وفق الرئاسة.

انفجارات

في كييف، سُمع دوي انفجارات في الصباح وكانت صفارات الإنذار قد أطلقت قبل وقت قصير من الانفجار الأول.

وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس إحدى المسيّرات تسقط على مبنى، فيما كان شرطيّان يحاولان إسقاطها بأسلحتهما.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي "طوال الليل والصباح، يرهب العدو السكان المدنيين". وأضاف "يمكن العدو أن يهاجم مدننا، لكنه لن يتمكّن من تحطيمنا".

وأفادت الإدارة العسكرية في كييف أن "أربع ضربات سجلت" في العاصمة التي تستهدفها القوات الروسية منذ بداية الأسبوع الماضي.

من جانبه، أكّد الجيش الروسي الاثنين أنه أصاب كل أهدافه في أوكرانيا، بعد ضربات دامية استهدفت صباحًا منشآت حيوية في ثلاث مناطق أوكرانية وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن بلدات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام "واصلت القوات الروسية المسلّحة شنّ ضربات جوية وبحرية بعيدة المدى بأسلحة عالية الدقة على منشآت القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة في أوكرانيا. أُصيبت كل الأهداف".

انفجارات ومسيرات

وقال سائق سيارة الأجرة سيرغي بريخودكو لوكالة فرانس برس "يبدو أنهم يهجمون علينا كل يوم اثنين (...) إنها طريقة جديدة لبدء الأسبوع".

وبعيد الانفجارات، أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك "تعرضت العاصمة لهجمات بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية". وقال يرماك عبر مواقع التواصل الاجتماعي "يعتقد الروس أن هذا سيساعدهم، لكن هذا يظهر يأسهم".

وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر "خلال الساعات الـ13 الأخيرة، اعترض الجيش الأوكراني 37 طائرة مسيرة إيرانية من طراز شاهد-136 وثلاثة صواريخ كروز روسية".

وفي جنوب البلاد، كان الجيش تحدّث في وقت سابق عن إسقاط 26 طائرة مسيّرة من طراز شاهد-136 ليل الأحد الاثنين، وهي طائرات إيرانية اشترتها موسكو بحسب الغرب وأوكرانيا، الأمر الذي تنفيه طهران.

قصف غير مسبوق

في 10 تشرين الأول/أكتوبر، طال قصف روسي غير مسبوق منذ أشهر من حيث كثافته ومداه كييف وعددا من المدن الأوكرانية فأوقع 19 قتيلاً على الأقل و105 جرحى وأثار موجة تنديد دولية.

وجرى القصف رداً على عملية تفجير دمرت جزءًا من جسر القرم، المنشأة ذات الأهمية الرمزية والإستراتيجية التي تربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014. ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن التفجير كما أنها لم تنف ضلوعها فيه.

ورداً على قصف الأسبوع الماضي، وهو الأكبر منذ أشهر، تعهّد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وقد تم تسليم بعضها.

وروسيا في موقع دفاعي على القسم الأكبر من خط الجبهة في أوكرانيا وتتراجع قواتها منذ أيلول/سبتمبر في شمال البلاد وشرقها وجنوبها.

وسعياً لاستعادة المبادرة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر أيلول/سبتمبر بتعبئة مئات الآلاف من عناصر الاحتياط لإرسالهم إلى الجبهة.

وصرح بوتين الجمعة أن موسكو ستكتفي حالياً بهذه الضربات مضيفاً أن قصفاً جديداً مكثّفاً ليس ضرورياً "في الوقت الحالي".

استبعاد روسيا

من جهة أخرى، دعت أوكرانيا الاثنين إلى استبعاد روسيا من مؤتمر مجموعة العشرين، قبل شهر من القمة المقرر عقدها في إندونيسيا.

وحضّ المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعين حديثاً فالكر تورك على عدم استهداف أهداف مدنية في عمليات القصف.

والاثنين، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إسرائيل من تداعيات تزويد أوكرانيا أسلحة، قائلاً إن أي خطوة تصب في إطار دعم القوات الأوكرانية ستضر بشدّة بالعلاقات الثنائية.

وقال ميدفيديف الذي شغل في الماضي منصبي الرئيس ورئيس الوزراء في بيان على تلغرام إن "إسرائيل تستعد على ما يبدو لتزويد نظام كييف الأسلحة".

من جانبه، بدأ حلف شمال الأطلسي تدريبات عسكرية "روتينية" الاثنين لاختبار منظومته للردع النووي في أوروبا، في ظل توتر مع روسيا التي هددت باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.