إيلاف من لندن: اعترفت إيران، بعد نفي استمر طويلا، بأنها قدمت طائرات مسيرة لروسيا، لكنها قالت إن عدد هذه الطائرات المسيرة قليل.
وجاء الاعتراف على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، للصحافيين على هامش اجتماع المنسقين الوطنيين لمجموعة أصدقاء الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة.
وقال عبد اللهيان إن طهران قدمت الطائرات المسيرة لروسيا "قبل الحرب في أوكرانيا بشهور".
ونقلت بعض وسائل الإعلام هذه التصريحات لوزير خارجية إيران تحت عنوان "إيران تعترف بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لأول مرة"، ويأتي ذلك رغم أنه كان قال في وقت سابق يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) إنه إذا ثبت أن الجيش الروسي استخدم في الهجمات على أوكرانيا الطائرات الإيرانية المسيرة، فإن السلطات الإيرانية لن تكون "غير مبالية" في هذا الصدد، ما يعني أن طهران زودت موسكو بطائرات مسيرة، لكن ليس لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

الجوار والمصالح المشتركة
ووصف أمير عبد اللهيان في خطابه الأخير العلاقات بين إيران وروسيا بأنها "تقوم على مبادئ الجوار والمصالح المشتركة".
أما عن الأنباء التي تنشرها السلطات ووسائل الإعلام الغربية حول إرسال طائرات مسيرة وصواريخ من إيران إلى روسيا، فقد قال إن "تصريحاتهم بشأن الصواريخ خاطئة تماما، ولكن فيما يتعلق بالطائرات المسيرة فهي صحيحة".
ونفى العديد من المسؤولين في إيران تمامًا إرسال طائرات مسيرة من إيران إلى روسيا وأنكروا ذلك من الأساس.
وفي إشارة إلى موقف إيران من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلن أمير عبد اللهيان مرة أخرى أن إيران ليست طرفًا في الحرب في أوكرانيا، كما تم الإعلان عن هذه المسألة للسلطات الأوكرانية: "طلبنا من السلطات الأوكرانية تزويدنا بأية وثائق حول استخدام روسيا لطائرات مسيرة إيرانية في الحرب ضد أوكرانيا".
وزعم أنه منذ أسبوعين، وفي هذا السياق، توجه فريق دفاع إيراني إلى دولة أوروبية للتحقيق في هذه القضية وعقد اجتماع مشترك مع الأوكرانيين لكن الجانب الأوكراني لم يحضر في الدقيقة 90 من الاجتماع.
وأرجع أمير عبد اللهيان ذلك إلى ضغوط الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا: "قالوا للجانب الأوكراني إننا نريد معاقبة إيران بسبب قضية الطائرات المسيرة، والآن تريدون حضور اجتماع مشترك مع الإيرانيين وتتناولون معهم القهوة؟".

مكالمة هاتفية
وقال وزير خارجية إيران إنه أجرى محادثة هاتفية مع وزير خارجية أوكرانيا بعد هذا الحادث: "مرة أخرى، في هذه المحادثة الهاتفية، أكدنا أنه إذا كان لدى الجانب الأوكراني أية وثائق بشأن استخدام الطائرات الإيرانية المسيرة من قبل روسيا في الحرب الأوكرانية، فينبغي تقديمها إلينا.
وقال: وفي هذا الصدد، اتفقنا على أنهم سيقدمون لنا وثائقهم، وإذا التزم الجانب الأوكراني بوعده، فسنكون قادرين على دراسة هذا الموضوع في الأيام المقبلة، ووثائقهم تهمنا".
وكرر أمير عبد اللهيان مرة أخرى هذا الموقف: "إذا ثبت لنا أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية مسيرة في الحرب في أوكرانيا، فلن نكون غير مبالين بهذه القضية".
وأضاف أن موقف إيران هو وقف الحرب وإعادة الأطراف للمفاوضات وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، وزعم أن طهران بذلت جهودًا كثيرة في هذا الاتجاه وستواصل جهودها لوقف الحرب في أوكرانيا.

كلام بلينكن
وقبل ساعات من تصريحات وزير الخارجية الإيراني، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، أنه "بسبب الدعم العسكري الإيراني لروسيا في حرب أوكرانيا"، فستفرض واشنطن المزيد من العقوبات على طهران.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، في مونستر بألمانيا: "الطائرات المسيرة التي قدمتها إيران لروسيا تقتل المدنيين الأوكرانيين وتدمر البنية التحتية المدنية في هذا البلد".
وتابع: "العسكريون الإيرانيون يساعدون روسيا أيضًا في تنفيذ هذه الهجمات البربرية في شبه جزيرة القرم".
وأشار المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، في وقت سابق، إلى الوثائق المتاحة حول قيام إيران ببيع طائرات مسيرة لروسيا واستخدام هذه الطائرات ضد المدنيين الأوكرانيين، وقال: "ربما اعتقد القادة الإيرانيون أنهم يستطيعون الإفلات من المساعدة السرية للعدوان الروسي الوحشي، لكنهم لم يستطيعوا".
وكان فلاديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، أعلن يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في مؤتمر صحافي، أن روسيا طلبت 2000 طائرة مسيرة من إيران. وقال: "يمكن سماع الأصوات القبيحة للطائرات الإيرانية المسيرة كل ليلة في سمائنا".